قد لايصدق الكثيرون أن نسبة كبيرة من الصحفيين لايدخلون نقابتهم إلا عند الانتخابات، ولولا غيرتهم علي المهنة ورغبتهم الصادقة في أن يقولوا كلمتهم علها تسهم في تغيير الواقع المرير مادخلوها حتي في الانتخابات.
هذه حقيقة مؤلمة يعرفها الصحفيون المنشغلون دوما بهموم مهنتهم وسط مصادرهم، وفي قلب المطبخ الصحفي يتسابقون في شرف من أجل أن تكون جريدتهم بين أيادي قرائهم في الصباح الباكر تحمل إليهم الخبر الصادق حلوا كان أو مرا، والرأي الموضوعي سواء كان مع أو ضد، والتحقيق الجرىء المفجر لقضايا جماهيرية لاتحتمل السكوت، والتحليل الواعي المفسر لما يجري وراء الكواليس.
وقد يكون من الضروري المصارحة بأنه ليس فقط الانشغال بالمهنة ليلا ونهارا هو المانع الوحيد لهؤلاء الصحفيين من الاستمتاع بدفء نقابتهم، ولكنه اليأس من جدوي تضييع أوقاتهم فيما ليس له معني سوي النميمة وأكل لحم إخوانهم موتي وأحياء.
ومع الفوز الكبير الذي حققه زميلنا الأستاذ ضياء رشوان مع مجلس النقابة الموقر سيكون من حق هؤلاء الصحفيين – وهم أغلبية تعمل بمهنية راقية دون ضجيج- أن يتطلعوا إلي نقابة تحفظ لهم هيبتهم وتصون كرامتهم وتحقق طموحاتهم في مستوي مهني أفضل ومستوي مادي أكرم يضمن لهم رفع الهامات عالية وعدم الرضوخ للإغراءات، ومن حقهم أيضا أن يحلموا بإعادة الاعتبار إلي المهنة التي كانت في عصرها الذهبي تهز الأركان بالحق والصدق والكرامة، والتي كانت تاجا فوق رؤوس أصحابها ومحرابا لايقترب منه إلا المؤهلون وأصحاب الموهبة، ومن حق الصحفيين كذلك أن يتولوا بأنفسهم تصحيح أخطائهم من دون إعطاء الفرصة للحاقدين وأصحاب "الحسبة"، والطامعين في التزلف إلي أصحاب المال والسلطان.
مجلس النقابة الجديد برئاسة ضياء رشوان مطالب بأن يعمل علي تفعيل ميثاق الشرف الصحفي فيما يخص التجاوزات المسيئة للمهنة وقواعدها الراسخة والتي أزعجت أول ما أزعجت القائمين عليها الذين يعرفون تقاليدها العريقة ويحرصون عليها.
مجلس النقابة الجديد مطالب بأن يمسك بأمور الصحفيين في يده ولايدع الآخرين يعبثون بها، ومطالب أيضا بأن يقف بكل القوة والشجاعة إلي جانب الخبر الصحيح والرأي الموضوعي إذا كشف عن فساد حقيقي أوسوء استخدام للسلطة، ومطالب كذلك بأن يشكل لجنة دائمة من الأعضاء ومن خبراء المهنة شيوخها وشبابها للنظر في التجاوزات وتحديد العقوبة المناسبة قبل أن تنتقل القضايا إلي بهدلة المحاكم، ومطالب بأن يجد حلولا لمشكلات الأجور، وضرورة الجمع بين بدل التكنولوجيا والمعاش، ووضع نظام لائق للعلاج، وإعداد مشروع قانون جديد للنقابة، وقائمة المطالب من المجلس الجديد طويلة وعميقة بطول وعمق هموم أصحاب القلم.
• مصر استردت طابا وعادت لحضن الوطن في 19 مارس 1989، لكن هناك جنودا كان حب مصر يجري في دمائهم، تطوعوا لخدمة الوطن بدون مقابل، منهم العقيد إسماعيل شيرين، آخر وزير حربية في عهد الملك فاروق. ولعب إسماعيل شيرين دورًا كبيرًا في استرداد مصر لطابا، فبعد استرداد مصر لسيناء من الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، أثارت إسرائيل مشكلات حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة 91 في طابا؛ ما دفع مصر لإقامة دعوي لاستردادها أمام المحكمة الدولية في جنيف، وجهز الوفد المصري دفوعه وأوراقه وذهب للمحكمة الدولية.
علم إسماعيل شيرين بالتحكيم الدولي في أهم قضية مصرية آنذاك، وكان يعيش مع أسرته في جنيف، بعد خروجهم مع الملك فاروق من مصر، فقرر تلبية نداء الوطن، وتطوع للشهادة في القضية، بأن طابا أرض مصرية، وجمع الخطابات والمستندات التي تدل علي ذلك، فما كان لمثله، الذي عاش علي أرض مصر وخدم في جيشها العريق، أن يتخلي عن شبر واحد من تراب الوطن، وهو يعلم جيدًا أن هذه الأرض مصرية رُويت بدماء أبنائها وعاش عليها أجداده المصريون.
لملم إسماعيل شيرين شتات ذكرياته وأرفقها بالوثائق والخطابات، وذهب للوفد المصري حيث إقامته في جنيف، وعرض عليه الشهادة لعودة جزء أصيل من تراب الوطن، لم يكن الوفد المصري، آنذاك، يعلم شيئًا عن أوراق ووثائق آخر وزير حربية في عهد الملك فاروق، وأصيب الوفد بالدهشة.
كانت وثائقه عبارة عن خطابات رسمية بعث بها إلي زوجته الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق وأسرته من طابا، وبالرغم من خصوصية الخطابات، إلا أنه لم يبخل بها علي الوطن وعرضها علي الفريق المصري.
وأكد شيرين للفريق أن لديه ردودا علي تلك الخطابات التي أُرسلت إليه في طابا، كاشفًا عن أختام البريد والطوابع التي تؤكد ذلك. ورحب الفريق المصري في التحكيم الدولي، بشهادة إسماعيل شيرين، كما قبلت المحكمة الدولية بشهادته، بل إن شهادته زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر في "طابا".
واطمأن الفريق المصري بعد شهادة إسماعيل شيرين، وقدم ما لديه من وثائق وخرائط، فضلًا عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلي المنطقة، الأمر الذي دعم حق مصر في استرداد أرضها، لكن المحكمة الدولية لم تكتف بذلك، وفتحت الباب لشهادة الشهود.
وساهمت شهادة إسماعيل شيرين في أحقية مصر في طابا، وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر، مؤكدًا أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلنًا السيادة علي طابا وإثبات حق مصر في أرضها.
لم يذكر أحد حكاية إسماعيل شيرين ودوره في استرداد طابا، وموقفه النبيل الذي أظهره في قضية طابا، فكان الجندي النبيل المجهول الذي حمل سلاح الوثائق للدفاع عن الوطن دون أن يطلب من أحد أن يرد له الجميل أو حتي يذكره. إنها صفة الجنود النبلاء، يخوضون المعركة للوطن ولا يطلبون من أحد أن يذكر مآثرهم.
أما الأمير إسماعيل شيرين، فهو ابن عم الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان، من مواليد محافظة الإسكندرية في 17 أكتوبر 1920، أمير من أمراء أسرة محمد علي وأحد أحفاده.
تزوج العقيد إسماعيل شيرين من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق عام 1949، بعد طلاقها من شاه إيران، وأنجب منها حسين ونادية، وتزوجت نادية من الفنان يوسف شعبان.
بعد خروج الملك فاروق من مصر يوم 26 يوليو 1952، خرج إسماعيل وزوجته الأميرة فوزية من مصر، واستقرا في جنيف، وتوفي العقيد إسماعيل شيرين في 14 يونيو 1994 عن عمر يناهز 74 عامًا، ولم يذكر أحد دوره في استرداد طابا.
• يوافق يوم الخميس 21 مارس 2019 الذكري السنوية الأولي لأسطورة العلم والأخلاق العالم والمستشار والفقيه القانوني الدكتورعادل محمد خير أستاذ التشريعات السياحية والقانون الدولي والمحكم الدولي والمحكم الدولي المعتمد والمحامي بالنقض.
لقد كان ولازال للدكتورعادل محمد خير سيرة ذاتية مشرفة سطرها بيده وفكره ودمه واجتهاده مؤمنا ومعترفا بفضل الله عليه، حيث كان دائما يستهل كلامه وأعماله بالآية الكريمة "وكان فضل الله عليك عظيما ".
بدأ مسيرة حياته يتيما مؤمنا بربه بارا بوالدته محبا للعلم. يجيد أكثرمن ثلاث لغات خريج مدرسة الفرير بالضاهر ودكتوراة في القانون من إنجلترا، وكانت حياته زاخرة بالإنجازات (مؤلفات ومقالات باللغات العربية والأجنبية)منها :
أولا : المؤلفات القانونية في مجال :
1ـ التشريعات السياحية والفندقية. 2ـ القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي 3ـ القانون التجاري والاقتصادي والتحكيم التجاري الدولى. 4ـ القانون الدولى. 5ـ وفي مجال التحليل السياسي ( كتاب مقالات في القانون والسياسة وكتاب شاهد علي العصر)
ثانيا : البحوث في القانون والتحكيم.
ثالثا : مقالات في الصحف والمجلات المصرية والعربية بداية من عام 1994 وقد نشرت في كل من :
1ـ جريدة الأهرام. 2ـ مجلة الأهرام الاقتصادى.
3ـ جريدة الأخبار. 4ـ جريدة العالم اليوم الدولية.
5ـ مجلة اليقظة الكويتية. 6ـ مجلة الإذاعة والتليفزيون.
7ـ مجلة التحكيم والقانون. 8ـ مجلة دي لاسال De La Salle التعليمية.
رابعا : في مجال التحليل السياسي والتعليق القانوني من خلال :
1ـ البرامج الإذاعية.
2ـ البرامج التليفزيونية (التي بلغت تقريبا 27 برنامجا تليفزيونيا في التحليل السياسي المحلي والدولى)
خامسا: في مجال الرسائل العلمية ( الماجستير والدكتوراة )، فقد شارك في لجان الحكم علي صلاحية ما يزيد علي 26 رسالة ماجستير ودكتوراة.
سادسا: الاشتراك في المؤتمرات والدورات العلمية المحلية والدولية بأوراق عمل ما يزيد علي 20 دورة محلية و20 دورة دولية.
وقد أصدر المستشار وزير العدل عدة قرارات وزارية بقيد الدكتورعادل محمد خير محكما معتمدا علي المستويين الوطني والدولى. كما أنه وتقديرا لجهوده إقليميا ودوليا في مجال التحكيم التجاري الدولي منذ صدور قانون التحكيم التجاري المصري عام 1994 وغزارة مؤلفاته التي بلغت 33 مؤلفا وصدور قرار وزير العدل باعتماده محكما محليا ودوليا ورئاسته وعضويته لهيئات التحكيم وإنشائه أول مركزخاص للتحكيم، وإصداره مجلة التحكيم والقانون، ومشاركته بالإشراف علي 26 رسالة ماجستير ودكتوراه بشأن التحكيم، وإشرافه علي 20 مؤتمرا دوليا للتحكيم، واشتراكه محاضرا في 20 مؤتمرا نظمتها الجامعات المصرية، واضطلاعه بالتدريس الجامعي أستاذا منتدبا لمادة التحكيم الدولي وعضويته لمجلس ادارة جمعية المحكمين العرب:
اختارت المؤسسة البريطانية Acquisition Internationalالدكتور عادل محمد خير أستاذ القانون الدولي ( المنتدب ) والمحكم الدولي لنيل جائزة أفضل محكم في مصر لعام2013
بعد سرد هذه السيرة الذاتية للدكتور عادل محمد خير، نأمل أن نكون ألقينا الضوء علي حياته المضيئة بالفعل والذي لن نوفيه حقه علينا ماحيينا، ويكفينا أنه من العلماء الذين قال الله عنهم في كتابه العزيز " إنما يخشي الله من عباده العلماء " ، وقد كانت حكمته في الحياة قول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( ورث علما ولاتورث مالا فالمال تحرثه أما العلم فيحرثك )
• تميل النفوس للشخص السمح الهين اللين ذي الروح المنبسطة الطيبة الذي يحول الأمور الصعبة إلي يسيرة والذي يبتعد عن العقد والتعقيد ويشعر من حوله بأن الحياة أكثر رحابة واتساعا وسهولة، وإذا سألتم يوما فاسألوا الله أن يضع من أمثاله الكثير في دروبكم.