رغم رحيل الشيخ محمود خليل الحصري، في مثل هذا اليوم 24 نوفمبر عام 1980، أي منذ 38 عاما، فلايزال صوته الطروب يجذب ملايين المستمعين له، في شتى بقاع المعمورة، فعندما تستمع لصوته تنجذب إلى تلك السلاسة والعذوبة في صوته، وتستطيع تمييز ذلك الصوت عن أي صوت قارئ آخر نظرا لأسلوبه الفريد في التلاوة. في 17 سبتمبر عام 1917، ولد الشيخ الحصري في قرية شبرا النملة بطنطا محافظة الغربية، حيث أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة، وتعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر. وكشفت الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام، نجلة الشيخ الحصري، أن لقب الحصري، الذي أطلق على والدها، لأنه كان دائما يقوم بفرش المساجد والزوايا بـ"الحُصر"، لذلك أطلق عليه "الحصري". استمر الحصري في تألقه وترتيله القرآن ما أهله، لأن يعين عام 1961 شيخا لعموم المقارئ المصرية، وفي نفس العام سجل القرآن الكريم برواية "حفص عن عاصم"، للإذاعة، وتبع ذلك تسجيله بروايات أخرى وهي "ورش عن نافع" في عام 1964، ثم في العام 1968 سجله برواية "قالون" و"الدوري" عن أبي عمرو البصري، وفي العام التالي سجل المصحف المعلم الذي أبدع فيه بتلاوته. ولقد ترك الحصري محطات كثيرة في ترتيله للقرآن، حيث كان أول من رتل القرآن الكريم في الأمم المتحدة أثناء زيارته لها بناء على طلب جميع الوفود العربية والإسلامية عام 1977، كما كان أول أول من رتل القرآن الكريم في القاعة الملكية وقاعة هايوارت في لندن، وكان ذلك في عام 1978. ورتل الشيخ الحصري القرآن الكريم في دول كثيرة في جميع أنحاء العالم، ولاتزال إذاعة القرآن الكريم تقدم له كل يوم فقرة ترتيل بإحدى رويات القرآن غير رواية "حفص عن نافع"، ولاتزال مقاطع التجويد له تطرب الأسماع.