Close ad

من بئر العبد لسمالوط وبنسلفانيا.. يا قلب احزن

3-11-2018 | 23:38

يوم الجمعة الماضي فٌجعنا جميعًا في 7 شهداء من أبناء هذا الوطن، وعدد من الجرحى!! ندعو الله لهم بالشفاء في حادث إرهابي غاشم استهدف فيه القتلة الآثمين تٌجار الدين أبرياء عُزل متوجهين إلى الصلاة، وكان الأتوبيس قادمًا من إحدى محافظات الصعيد إلى دير الأنبا صموئيل، وتعرض لإطلاق نار في الطريق المؤدي إلى الدير؛ مما أدى إلى استشهاد 7 وإصابة 22، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات سمالوط ومغاغة، وهناك إصابات سطحية وأخرى خطرة؛ وفقًا للبيانات الأولية التي خرجت من هيئة الإسعاف..

وتوقيت هذا العمل الإرهابي الغادر ليس عشوائيًا، فهو جاء قبل ساعات من افتتاح منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، واجتماع شباب من 145 دولة في مدينة السلام، والهدف واضح ولا علاقة له بالدين، ومن ارتكبوا هذه الجريمة البشعة لا دين لهم ولا دين لمن غرر بهم أو جندهم أو مولهم لعنة الله عليهم جميعًا.

ولو ربطنا الأحداث التي تتم معًا في وقت واحد في مصر من منتدى شباب العالم في نسخته الثانية مع وصول أول فوج سياحي ألماني إلى مدنية مرسى علم، وهو الفوج الألماني الأول بعد فترة انقطاع طويلة، وأيضًا وصول أول أفواج الحج المسيحي الكاثوليكي إلى مسار العائلة المقدسة إلى مصر، والذي باركه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان العام الماضي.. وطبعًا ما حققته العملية "سيناء 2018" لقواتنا المسلحة في حربها على الإرهاب والإرهابيين وآخر بيان بقتل 10 تكفيريين وتدمير 25 سيارة لهم و147 وكرا ومخزنا للسلاح في سيناء، وأيضًا مناورات درع العرب1 لجيوش 6 دول عربية تجتمع على أرض مصر .. فكانت الجريمة النكراء التي راح ضحيتها أبرياء ذاهبون للصلاة ولا ننسى أيضا أنهم استهدفوا وقتلوا من قبل الساجدين في مسجد الروضة في بئر العبد وسقط فيها أيضا عشرات الشهداء من أبناء هذا الوطن وهاهم شهداء سمالوط وكلهم أبناء وطن واحد لن ينفصم عراه ولن يُضام وستظل مصر وستبقى وطنًا واحدًا للجميع برغم أنف القتلة المأجورين والمتآمرين.. وربنا يرحم الشهداء ويصبر أهاليهم وينصر مصر ويحميها من الإرهاب والفتن..

والإرهاب لا وطن له ويكتوي بناره غيرنا، وحادث المعبد اليهودي المعروف بشجرة الحياة في مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا ليس ببعيد، ففي يوم 28 من شهر أكتوبر أي منذ أسبوع تعرض لحادث إطلاق نار أسفر عن مقتل 11 شخصًا، ثلاثة منهم من أفراد الشرطة، وتم إلقاء القبض على روبرت جريجوري مُرتكب الحادث، وباشرت الشرطة الأمريكية التحقيق معه، واعترف بالهجوم على المعبد بسلاح آلي، وإطلاق النار على جميع الضباط الموجودين بداخله، ووجهت له التحقيقات تهم الـ 29 قضية جنائية، وأيضًا 11 تهمة قتل، وأمر الرئيس دونالد ترامب بتنكيس الأعلام على جميع المباني الاتحادية في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية حتى نهاية شهر أكتوبر حدادًا على ضحايا إطلاق النار في المعبد اليهودي..

ومن التصريحات اللافتة للنظر عقب الحادث ماقاله ترامب: (إن حادث إطلاق النار على معبد يهودي يمثل هجومًا على جميع الأمريكيين، مشيرًا إلى أنه يعد هجومًا معاديًا للسامية، ولا يمكن تجاهله، مؤكدًا ضرورة تطبيق عقوبة الإعدام على مرتكبي مثل هذه الجرائم..

وهكذا يا سادة.. الإرهاب لا يُفرق بين مسجد وكنيسة أو دير أو معبد..

خلاصة القول يا سادة.. لم يعد للإرهاب وطن ولا حدود، وأصبح دوليًا، ويطال الكنيسة والمعبد والمسجد.. ويجب محاربة الإرهاب بالفكر، وقتل الفكر المتطرف في عقول المغسولة أدمغتهم.. ويجب إعدام مرتكبي هذه الجرائم في محاكمات سريعة ناجزة قبل أن تجف دماء الشهداء.. والله المستعان

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: