من المقرر نقل وزارات الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة في العام المقبل، فهل ستنتقل الوزارات نقلا ماديًا فقط للكراسي والمكاتب والأوراق؟ إنني أرى قبل النقل اتخاذ الإجراءات التالية:
1- أن تراجع كل وزارة هيكلها التنظيمى، فتلغى إدارات وتدمج أخرى، وأن تستعين بشركات متخصصة في ذلك، فليس من المعقول أن تكون وزارة الزراعة مثلا بها أكبر عدد من الإدارات في مصر؛ برغم أننا نستورد 70 بالمائة من غذائنا، ثم ننقلها كما هي دون إعادة تنظيم؛ هذا مثال بسيط.
2- أن يكون العمل في الوزارات بالحاسب الآلي والإنترنت؛ مادامت البنية التحتية في المدينة سوف تشمل الشبكة الذكية توفيرًا للورق والدقة في العمل الحديث.
3- أن يعاد تنظيم الإدارات في المباني حتى لا نرى الصورة المشهورة عن الوزارات، وهي هرولة الموظفين بملفات وأوراق بين الغرف.
4- أن يكون تناول الطعام في كافتيريات، وفي وقت محدد للراحة، وليس كما نرى في المكاتب.
* موجة ارتفاع الأسعار الحالية نتجت عن تعويم الجنيه المصري، وانهيار القوة الشرائية له، مع صدور العديد من قرارات الإصلاح الاقتصادي التي ألغت الدعم عن المحروقات؛ مما أشعل النيران في أسعار السلع والخدمات، واستتبع ذلك تغيير أنماط المعيشة لدى مختلف الفئات، غنيها وفقيرها على حد سواء، واضطر الجميع إلى ترشيد الاستهلاك للتكيف مع الأوضاع الجديدة، وأصبحت سياسة "التقشف الإجباري" هي السائدة إعمالا لمبدأ"على قدر لحافك مد رجليك"، لكن ما يعنيني هو أن هناك ظروفًا اجتماعية تضطر الإنسان إلى أن يزور قريبًا أو صديقًا له؛ نظرًا لمرضه، فيحمل له على سبيل المجاملة هدية عبارة عن باقة ورد أوعلبة جاتوه أو علبة شوكولاتة، ولا شك أن هذه الهدية أيا كانت تشكل عبئا ماليًا إضافيًا على مقدمها، وفي الوقت نفسه تعد دينًا على متلقي الهدية يجب عليه رد مثلها في الظروف المماثلة، والمريض لا يكون في حاجة إلى هذه الهدايا كلها ولاينتفع منها بشيء، بل يلتهمها الأصحاء من أفراد أسرته أو أصدقائه، وفى الوقت نفسه يكون المريض في أشد الحاجة إلى المال لشراء الأدوية باهظة القيمة، والتي هي في ارتفاع مستمر دون توقف؛ خاصة الأدوية التي تتعلق بالأمراض المزمنة.
من هنا أرى أن مبدأ التكافل الاجتماعي بين الناس يقتضي العدول عن تقديم الهدايا، والاستعاضة عنها بمظروف يوضع بداخله مبلغ من المال، فهذا أجدى وأنفع للمريض.
* كلمات مريرة تقف في الحلق تلك التى أسر بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لرجل السيف والقلم الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق، أستعيدها هذه الأيام مابين ذكرى الهزيمة في 5 يونيو1967، وذكرى ثورة 23 يوليو 1952، والتي كان طه حسين أول من أطلق عليها اسمها، وليس سيد قطب - كما جاء في مسلسل الإخوان - يقول عبد الناصر: "سيشن اليهود هجومهم يوم الإثنين المقبل على الأكثر، وسيبدأون بضرب المطارات، وفى تقديري أنهم لن يتأخروا عن هذا التاريخ، وإن أي تفكير في حل سياسي في هذه المرحلة خطأ جسيم، ثم إني ألحظ أن الخطة الموضوعة هي خطة هجوم، بينما الأصح أن تكون خطة دفاع طالما أن المبادأة بيد اليهود، لذلك أرى المبادرة بتعديل الخطة لتناسب الموقف الجديد، غير أن المشير ردني قائلًا: هذا هو قراري، وهنا شعرت كأن مغصًا يفتك بأمعائي فعدت أدراجي إلى منزلي، وطلبت وزير الداخلية لأبلغه أن اليهود سيهجمون يوم الإثنين، وطالبته باتخاذ الإجراءات الكفيلة بأمن المواطنين من إظلام ودفاع مدني، وجاء يوم الإثنين وحدث ما توقعته، فتوجهت إلى القيادة لأعامل أسوأ معاملة من عبدالحكيم وشمس بدران منذ صباح 5 يونيو.!
* التطرف الفكرى هو الذي يصنع الإرهاب المسلح، فإن عالجنا الأفكار سننجح في علاج ظاهرة الإرهاب المسلح، لذلك فالخطاب الثقافي والديني والإعلامي إضافة إلى التعليم الجيد أهم أسلحة أي دولة في وجه الإرهاب، وصمام أمان لحماية الأجيال.
من هنا فإن تقوية الوازع الديني المعتدل من خلال الأزهر وعلمائه الوسطيين، مع وجود الكنيسة بروحها الوطنية، مع المناهج التعليمية والدراما الهادفة التي تبعث برسالة للمجتمع ككل يشكلن الوجدان السليم للأمة من أجل القضاء على الفكر المتطرف.
* تراودنى أسئلة كثيرة عن حال المستشفيات في بلدنا منها:
أولا: من المسئول عن سوء إدارة المستشفيات العامة في مصر؟
كيف يتم اختيار مديريها، ومن يتولى المتابعة؟
وإلى متى يقتصر الإنجاز على يوم الافتتاح وقص الشريط، ثم بعدها تطفأ أنوار الأمل، ويتجرع المرضى المرارة والأسى وخيبة الأمل؟
وثانيا: من يحاسب الوزراء؟ وأين لجنة الصحة بمجلس النواب؟!
وثالثا: من يتحمل تبعات الفشل الذي يحدث في تلك المستشفيات؟!
* مشكلتنا في مصر أننا نفكر بعواطفنا، ونخطط بقلوبنا دون التفات إلى أن هناك شيئًا اسمه المنطق، وهناك اختراع قديم اسمه التفكير.
تجارب الدول تشير إلى أن الحل والحل الوحيد هو أن تزيد الموارد عن الاحتياجات، وأن تزيد العوائد على المتطلبات، أما إذا حدث العكس - كما هو موجود عندنا - تفاقمت المشكلات، وقلت جودة الخدمات، واستيقظنا كل صباح على حادث مروع.