إطلاق المجلس العالمي للأقليات.. لتعزيز دور مسلمي الخارج في مجتمعاتهم

16-4-2018 | 17:27
إطلاق المجلس العالمي للأقليات لتعزيز دور مسلمي الخارج في مجتمعاتهمالدكتور على راشد النعيمي والدكتور محمد البشاري خلال المؤتمر
محمد عدلي الحديدي

أعلن الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي للأقليات المسلمة، والذي يعقد في أبوظبي مايو المقبل، عن إطلاق المجلس العالمي للأقليات المسلمة، وذلك استجابة للكثير من الرسائل والطلبات لشخصيات ومؤسسات تمثل المسلمين في العالم الناطق بغير اللغة العربية، تحث على إقامة كيان عالمي يجمع الأقليات المسلمة،

وأشار النعيمي - خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في العاصمة الإماراتية أبوظبي - إلى أن الجمعية التأسيسية ستنعقد إبّان المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة، ليمثل المجلس كيانًا مؤسساتيًا يعزز دور الأقليات المسلمة ويرتقي بممارساتها التطبيقية في مجتمعاتها، إلى جانب المحافل الدولية، خاصة وأن المؤتمر سيشهد مشاركة أكثر من 500 مشارك ينتمون إلى أكثر من 140 دولة.


وأوضح النعيمي أنه مع ازدياد التحديات التي تواجه أكثر من نصف مليار مسلم يعيشون كأقلية دينية في بلدان متعددة الثقافات والأديان والأعراق، برزت الحاجة المتزايدة لنشر ثقافة الاعتزاز بالانتماء الوطني والتفاعل مع باقي المكونات المجتمعية، علاوة على التحديات الفكرية التي تواجه تلك الأقليات من تغلغل لتيارات الغلو والتطرف أو تصدي المشهد السياسي من طرف أحزاب عنصرية تحرض على كراهية الآخر، ما تطلب من الجميع تعزيز الجهود الهادفة إلى دمج تلك الأقليات في مجتمعاتها وتحصينها فكريًا وروحيًا وحمايتها من التمييز العنصري أو التطهير العرقي.

ولفت الدكتور علي النعيمي إلى الحاجة التي دعت إلى إطلاق مبادرة عالمية رائدة تساعد على تعزيز مفهوم المواطنة ونشر قيمها لدى أبناء الأقليات المسلمة، كمكوّن أساس فاعل في تنمية بلدانها، من خلال العمل على تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين تضمن للمنتمين لهذه الأقليات حقوقهم الطبيعية في ممارستهم لشعائرهم وفق المضامين الأممية لحقوق الأقليات الدينية والعرقية مما يضمن حق المجتمعات في التعددية الثقافية والدينية.

وقال: يعد المجلس العالمي للأقليات المسلمة مؤسسة دولية تهدف إلى تنسيق جهود مؤسسات الأقليات المسلمة والارتقاء بدورها الوظيفي من خلال تشجيع أفراد الأقليات المسلمة على المساهمة في نهضة دولهم المدنية والاقتصادية، وتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والأقليات المسلمة، ولتجسير الهوة الفكرية والثقافية بين مكونات المجتمع الإنساني.

وأكد النعيمي أن هذا المجلس لا يهدف أن يكون بديلا عن المؤسسات المحلية العاملة في مجتمعات الأقليات المسلمة أو المؤسسات الحكومية، بل سيركز نشاطه على مساعدة هذه المؤسسات لوضع آليات تفعل دور الأفراد في خدمة أوطانهم، من خلال منصة تساعدهم على تبادل التجارب والعمل المشترك، ليتمكنوا من بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة في مجتمعاتهم مع الحرص على التعاون مع حكومات بلدان الأقليات المسلمة لتحقيق ذلك.

على صعيد متصل، صرح الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر، بأن المجلس العالمي للأقليات المسلمة، سيضطلع بمجموعة من المهام التي تعزز من ممارسات مسلمي الخارج في الدول المختلفة وزيادة فاعلية أدائهم تجاه مجتمعاتهم، وذلك من خلال إطلاق عدد من المبادرات ذات العلاقة بأهداف المجلس الذي تم الإعلان عن إطلاقه، ومنها: الميثاق العالمي للأقليات المسلمة للحقوق والحريات، والخطة الإستراتيجية للنهوض بالدور الحضاري للأقليات الإسلامية.

وحسب جريدة البيان الإماراتية، نوه البشاري بأن رؤية المجلس هي تفعيل الدور الحضاري للأقليات المسلمة لتعزيز قيم المواطنة والتعددية الثقافية، من خلال إبراز رسالته المتمثلة في تعزيز الشراكة من أجل سلامة الأوطان وأمنها، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين المؤسسات الناشطة في مجتمعات الأقليات المسلمة وتبادل الخبرات فيما بينها والتنسيق مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية لخدمة رسالتها.

وأضاف البشاري أن المجلس يهدف إلى العمل على تأصيل التعددية الثقافية واحترام الخصوصيات الثقافية والفكرية للأقليات المسلمة في العالم، والعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء الوطني ونشرها، ونبذ التعصب الديني والكراهية للآخر، وتأكيد تعزيز الحقوق المدينة والسياسية للأقليات المسلمة باعتبارها حقا أصيلا من حقوق الإنسان وفقا للمواثيق الدولية والوطنية.

وأكد أن اللجنة المنظمة للمؤتمر تؤمن بضرورة تأصيل خطاب ديني يساعد على تمكين مجتمعات الأقليات المسلمة من التوفيق بين مقتضيات الانتساب إلى الدين ومقتضيات الانتماء إلى الوطن، بما يكفل تعزيز قيم المواطنة لديها، بالإضافة إلى توعية الأقليات المسلمة من خطر الجماعات الدينية المتشددة ومواقعها الإلكترونية.

وختم الدكتور محمد البشاري قائلًا: إن المجلس يهدف كذلك إلى تفعيل الآليات الأكاديمية والمهنية والقانونية والحقوقية للحد من الصور النمطية عن الإسلام والأقليات المسلمة في الإعلام، علاوة على تأهيل الأسر والنساء والشباب والأطفال من الأقليات المسلمة في مجال التربية على المواطنة والاعتزاز بهويتهم الوطنية والثقافية والدينية والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم، مؤكدا أن المجلس سيسلط الضوء على نجاحات أبناء الأقليات حول العالم، ونشر النماذج التي تعزز الممارسات الإيجابية والمساهمة الحضارية لأفراد الأقليات المسلمة من خلال تفاعلها المنفتح مع باقي مكونات مجتمعاتها، بالإضافة إلى إعداد وتهيئة القيادات في الأقليات المسلمة من خلال وضع النظم والبرامج المناسبة لتنمية وتطوير كفاءات الموارد البشرية والقادة بمختلف مؤسسات الأقليات المسلمة، وإطلاق منصات للتواصل بين قيادات الأقليات المسلمة ومد جسور التعاون فيما بينها.

كلمات البحث