مات في زهرة شبابه ليعيش فى قلب مصر للأبد بـ "بلادي بلادي لك حبي وفؤادي" ، ولحن أيضا " أنا المصري كريم العنصرين ..بنيت المجد بين الأهرامين"، وعمره لم يتجاوز الـ 31 عامًا ، فكان كالشمس التي أضاءت سماء الوطنية ، والنجم الذي تتلالأ فى ليل الفن، فأمتع أصحابه، وغنت مصر بأغانيه لتزداد بهجة .
موضوعات مقترحة
وألهب عاشق الموسيقى حماس الوطنيين ضد الاحتلال الإنجليزي منشداً: دقت طبول الحرب يا خيالة..وآدي الساعة دي ساعة الرجالة.
وكان نبض الوطن يغني فى أفراحه ، ينشد في أطراحه، يعزف على أوتار الوطن معالجات درامية لقضايا عديدة منها الوطنية والاجتماعية ، مستنكرًا غلاء المعيشة ، مندداً بالسوق السوداء قائلاً : استعجبوا يا أفندية ليتر الكاز بروبية.
وكانت أعماله بمثابة عودة الروح للمناضلين ضد المحتل الإنجليزي ، وأعوانه من بينها : قوم يا مصري مصر دايماً بتناديك ، والجيش رجع من الحرب ، وأحسن جيوش فى الأمم، وأحنا الجنود زى الأسود، وتأكد المحتل بأنه لن يهنأ له المقام ، إلا بالخلاص من فنان الشعب بالسم ، وتوفى 15 سبتمبر 1923 .
واشتهر بهز الهلال ياسيد ، وسالمه يا سلامة، وحرج عليا بابا، بياعة الورد، وع النسوان ياسلام سلم ، وزوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة.
أدخل درويش في الموسيقى للمرة الأولى في مصر الغناء البوليفوني في أوبريت العشرة الطيبة وأوبريت شهرزاد والبروكة، فكان خدام الموسيقى، ومتعدد المواهب "مغنى ملحن منتج أسطوانات، وموسيقى ، ومطرب، وعازف عود "، وقام حفيده إيمان البحر درويش بتخليد ذكراه فقدم سيرته الذاتية من مسلسل أهل الهوى .
رغم عمره الفني قصير لايتجاوز الـ 10 سنوات ، لكن إبداعاته الفنية غزيرة جدًا فله العشرات من الأدوار وأربعين موشحًا ومائة طقطوقة، و3 روايات مسرحية وأوبريت، لدرجة أنه أصبح أبو المسرح الغنائي فى مصر، وأبدع في الموسيقى وأدخل للمرة الأولى في بلاده الغناء البوليفوني في أوبريت العشرة الطيبة ، وأوبريت شهرزاد والبروكة ، واعتبرمن أكبر ملحني بلادنا فى بدايات القرن الماضى .
ولد في منبع المواهب ، حيث الإسكندرية الجميلة شهدت ميلاده فى 17 مارس 1892 ، وتعلم بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي.
أصبح يعول أسرة بعد زواجه في سن الـ 16 من عمره، فسعى بحثاً عن الرزق ، فاشتغل مع الفرق الموسيقية، واختلف معهم ، وعمل عامل بناء، وتنعم العمال بصوته ،والمفاجأة ، وبالمصادفة أعجب الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ درويش، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908.
عاد إلى الشام في عام 1912 وبقي هناك حتى عام 1914 وتعلم هناك أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق ، وبحثاً عن الشهرة والنجومية، أنتقل إلى القاهرة في عام 1917 ، سطع نجمه فى دروب ألفن ، وأهله .
وصف مطربنا الموسيقى قائلاً : إنها لغة عالمية ونحن نخطئ عندما نحاول أن نصبغها بصبغة محلية يجب أن يستمع الرجل اليوناني والرجل الفرنسي والرجل الذي يعيش في غابات أواسط إفريقيا ، ولهذا قررتلحين البروكة ، ووضع لها موسيقى يفهمها العالم كله.