عن دار نشر روافد، وبغلاف للفنان حسين جبيل، صدرت رواية "دفاتر الطين والدم"، للكاتب عبد الحليم غزالي.
موضوعات مقترحة
الرواية التي صدرت في 270 صفحة من القطع المتوسط، تحكي قصة صراع عميق، ومتشعب على الأراضي الزراعية، والنفوذ في أحد مراكز محافظة أسيوط، وعلى مدار ما يقرب من سبعين عامًا في القرن الماضي، من خلال بطل الرواية حامد محمود سعداوي، هو ابن أحد كبار الأثرياء، توفيت أمه ابنة محافظة المنيا بعد ولادته مباشرة، ونشأ في كنف جدته "إحسان"، التي تولت رعايته، وساعدته هي وعمه العالم الأزهري، الشيخ عبداللطيف سعداوي، في السير في طريق العلم، على عكس رغبة أبيه الذي كان يريده مزارعًا يشرف على فلاحة الأرض مع أخوته.
تحول حامد إلى رجل إصلاحي يدعو للعلم والتنوير الديني، بعد أن أصبح معلما ثم ناظر مدرسة في مواجهة التفكير التقليدي لأبيه محود سعداوي، عميد عائلة أولاد حسان، الحريص على أفدنة الأرض، وتسمينها بكد الفقراء من "العبيد" و"النصارى"، وعائلة فقيرة تدعى " المرازقة"، ويصل الأمر إلى حد الصدام المباشر بين الأب وابنه، الذي يتمرد على القيم الأبوية الراسخة، لكنه لا يذهب بعيدا في هذا التمرد، بعد اشتعال صراعات ثأرية مع عائلات أخرى في القرية "النجوع الغربية" وعائلات أخرى.
ويصل الصراع الثأري ذروته بمقتل شقيقه الأصغر على يد أخواله من عائلة " العمارنة"، بعد سنوات من تفجر صراع ثأري آخر مع عائلة "الرشايدة"، سجن فيه أخوه الذي يحظى بحب ورعاية أبيه، ويؤثره على جميع أولاده.
كما تنطوي الرواية عن مرآة كاشفة لصراع نفسي عميق في شخصية البطل، الذي قرر تكريس حياته لمحاربة ظاهرة الثأر، لكنه يتورط فيه أكثر من مرة، ولعل مشهد مباركته لحادث أخذ ابن أخيه بالثأر من قاتل أبيه، كاشفا عن ازدواجية مريرة، عكست تناقضات عنصري التكوين والتنوير في شخصية البطل، الذي انحاز في آخر المطاف لقيم العائلة /القبيلة، على حساب قناعاته الإصلاحية المعادية لكل القيم التقليدية المهيمنة وأبرزها الثأر.
الرواية هي الكتاب الخامس بعد ديوانين شعريين بالعامية المصرية هما "ندهة حنين" عن دار ميريت عام 2004، و"ضل السكوت" عن دار الأدهم عام 2015، وكتابين سياسيين هما "طالبان العمائم والمدافع والأفيون" عن دار الخيّال عام 2000، و"الإسلاميون الجدد والعلمانية الأصولية في تركيا.. ظلال الثورة الصامتة"، عن دار الشروق الجديدة عام 2007.