ما الوطن؟
موضوعات مقترحة
أهو من يعيش فينا أم نحن من نعيش فيه؟
أتكون الغربة غربة جسد عن وطنه أم هي غربة الروح وإن كانت في وطنها؟
من هنا انطلقت الشاعرة السورية: "رشا عمران" في قراءتها لنص نثري مساء أمس ببيت السحيمي خلال افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان القاهرة الأدبي، نص نسجت خيوطه من آلام غربتها وحنينها لكل شيء يذكرها بمسكنها وملاذها الأول "وطنها"، وانطلقت مساء أمس السبت الموافق 17 من فبراير أولى فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي في دورته الرابعة لعام 2018 تحت شعار: "الوطن، من بعيد"، ويقام المهرجان بمشاركة أدباء من نحو 14 دولة ويستمر حتى 22 فبراير الجاري.
الوطن هو الذاكرة أو الوطن هو الهواء كان أكثر ما سيطر على كلماتها ومشاعرها حينما كتبت منذ سنوات، أن تكون مجبرا على الغربة، هو أن تكون مضطرا على أن تتناول طعام فاسد تعلم أنك إن أكلته سيبقى جسدك على قيد الحياة ولكن سيموت استمتاعك بالطعام.
هي الغربة هكذا وأنت المنفي عن وطنك المجبر على العيش في غيره عليك أن تتقبل، وتتأقلم، وتحاول أن تنخرط في هذا العالم الجديد، فإن فعلت هذا عاش جسدك سليما، ولكن ستظل تلك الندبة في روحك تهفو شوقا لأصلها وموطنها، تحدثت عن أنها وعلى عكس كل من اختار أن يلجأ إلى الدول الأوروبية كملجأ اختارت هي مصر.
كان سبب اختيارها الأول هو "اللغة" فلن تعيش في مكان يصعب عليها حتى التواصل اللغوي فيه.
أستكون حبيسة بين نفسها وصديقاتها اللائي يحملن نفس معاناتها! قررت أن تأتي لمصر وأن تشارك حياتها مع الآخرين وفي كل النواحي بسهولة، غير أنها وجدت في مصر ما يذكرها بشيء من بلادها والأهم أنها ستبقى منتظرة ساعة الرحيل حيث الهواء في وطنها.
ثم تلاها الشاعر الأمريكي المولود في نيويورك والذي يعيش في أوروبا منذ نحو ربع قرن: "مايكل مارش" ألقى علينا نصا تضمن أن المنفى الحقيقي ليس بعد الشخص عن وطنه وإنما هي بعد القلب، عاش الكاتب الأمريكي متنقلا بين لندن ونيويورك و براغ ولم يستطع إطلاقا أن يمكث طويلا في نيويورك تلك البلد التي ولد ونشأ فيها ومن هنا كانت له وجهة نظر أخرى عن غربة الوطن.
غربة الوطن ليس أن تكون بعيدا عن وطنك وإنما أن تكون بعيدا عن نفسك.
-
-