هو أحد عمالقة الشر على الشاشة.. عاش وحيدًا في عمارة يعقوبيان.. عًرف بتنوع أدواره من أدوار الباشا الأرستقراطي إلى الأب الحنون والمعلم ، والفتوة إلى الموظف والمحامي والزوج القاسي، وكانت أدوار الشر المتميزة هي بصمته وما عرف بتأديته بشكل بالغ التميز.
موضوعات مقترحة
أنه الفنان الراحل زكي رستم الذي نحتفي اليوم بالذكرى الـ 46 على رحيله.
لن تصدق أن تاجر المخدرات في رصيف نمرة 5، أو المعلم أبوزيد في "الفتوة"، هو ذلك الفنان الذي نشأ في عائلة أرستقراطية فقد كان والده وجده من باشاوات مصر.
زكي رستم وفريد شوقي في فيلم رصيف نمرة 5
ولد الفنان محمد زكي محرم محمود رستم "زكي رستم" عام 1903 في قصر جده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل هذا القرن، وكان والده محرم بك رستم عضواً بارزاً بالحزب الوطني وصديقاً شخصياً للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.
بعد حصوله على البكالوريا رفض أن يكمل تعليمه ويحقق أمنية والده في أن يصبح محامي، وفضل التمثيل، حتى مجلة "بارى ماتش" الفرنسية قد اختارته بوصفه واحداً من أفضل عشرة ممثلين عالميين.
بدأ زكي رستم حياته الفنية مع السينما الصامتة بفيلم زينب عام 1930، ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق وهو (الوردة البيضاء) عام 1932، وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عامًا متتالية بلا توقف حتى بداية الستينيات.
زكي رستم ومحمود المليجي في فيلم رصيف نمرة 5
قدم زكي رستم خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 240 فيلما لم يخرج منها إلى النور سوى 55، وترك بصمات خاصة في ذاكرة محبيه، ومن أشهر "إفيهاته"،: " إنت إيه اللى خلااااااااك تقوم من مكانك بس؟؟.. روح يا شيخ إلهي يعمر بيتك .. عرفتش غريمك مييين" من رصيف نمرة 5، " دقيقة واحدة يانواااااااااال تحدد مصير أمم" من نهر الحب.. وعمتنى يا صابر" في فيلم "امرأة على الطريق".
كون زكي رستم وفريد شوقي ثنائي الشر وثالثهما الراحل محمود المليجي، في عدة أفلام تم تصنيفها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم.
زكي رستم وأنور وجدي وفيروز في فيلم ياسمين
مثله مثل كثير من الفنانين، اتسمت آخر أيام في حياته بالمأساوية، فقد عاش زكي رستم بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عاماً وكلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.
في أوائل الستينات بدأ سمعه يضعف شيئًا فشيئًا حتى فقد سمعه تمامًا الأمر الذي أجبره واعتزل الناس وكان يقضى معظم وقته في القراءة.
زكي رستم وفريد شوقي في فيلم الفتوة
وفى ساعة متأخرة من ليلة 15 فبراير عام 1972 صعدت روحه إلى السماء عن عمر يناهز 69 عاما، حيث أصيب بأزمة قلبية حادة، تاركًا أفلاما خالدة جعلته حيًا برغم الرحيل.
زكي رستم ومحمود المليجي في مشهد من فيلم "موعد مع إبليس"