قل للفرنسيس إذا جئتهم.. مقال صدق من قئـول فصيح
موضوعات مقترحة
قد ساقَكَ الحَيْنُ إلى أدهمٍ.. ضاق به عن ناظريك الفسيح
وكل أصحابك أودعتهم.. بحسن تدبيرك بطن الضريح
خمسون ألفا لا يُرى منهمُ.. إلا قتيل أو أسير جريح
فقل هلم إن أضمروا عودة.. لأخذ ثأر أو لقصد صحيح
دار ابن لقمان على حالها.. والقيد باق والطواشي صبيح
نُقشت تلك الكلمات فوق باب دار ابن لقمان، التي شهدت أسر الملك لويس التاسع وهزيمته بعد معركة المنصورة، حيث يوافق اليوم الثامن من فبراير 2018، ذكرى انتصار أهالي مدينة المنصورة أو جزيرة الورد، كما كان يطلق عليها جنود الحملة الصليبية، حيث دارت معركة ضارية انتهت بأسر الملك لويس التاسع، بدار القاضي إبراهيم بن لقمان، التي مازالت حتى الآن شاهدة على تلك الملحمة.
في نوفمبر عام 1249، وفي تلك الفترة، احتل الصليبيون دمياط واقتربوا من المنصورة، وبعد وفاة الصالح أيوب، ومحاولة زوجته شجرة الدر، إخفاء الأمر، إلا أن الخبر تسرب لـ"لويس التاسع" حينها، فأعد العدة للسيطرة على المنصورة، وتولى أمر الجيش حينها أقطاء وبيبرس، حتى عودة توران شاه، ابن الملك، من حصن كيفا.
في 8 فبراير 1250، أمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة، وبالتعاون مع الجنود والأهالي، تم وضع خطة محكمة يلتزم الجميع فيها بالسكون التام والاختفاء، حتى يظن أفراد الحملة أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان، كما حدث من قبل في دمياط.
وقع الصليبيون في الفخ وأيقنوا أن المدينة خالية، حتى خرج عليهم الأهالي فجأة وباغتوهم عند قصر السلطان بالاشتراك مع المماليك البحرية والجمدارية، حتى أخذوهم بالسيوف من كل جانب.
للعربان والفلاحين دور عظيم لا يغفله التاريخ، حيث أخذوا يرمون الجنود الصليبيين بالرماح والمقاليع والحجارة، في حين وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس أبيض عوضاً عن خوذ الجنود، وسدوا طرق العودة بالخشب والمتاريس، فصعب على الصليبيين الفرار وتم حصارهم.
أدرك الصليبيون أنهم سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة، وأنهم متورطين في معركة أسر أو موت، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه.
خلال المعركة، قُتل "المونت دارتوا"، شقيق الملك لويس التاسع، وحاول لويس الهرب مع قواته شمالا، لكن تم أسرهم بقرية ميت الخولي عبدالله، في 6 أبريل سنة 1250، واقتاده الأهالي بدار القاضي فخر الدين ابن لقمان بالمنصورة، ولم يخرج منها الملك لويس ومعه 1200 جنديا أسيرا، إلا بعد أن دفعت زوجته فدية كبيرة من المال في 8 مايو 1250، مع تسليم دمياط وإخبارهم بعدم العودة إلى مصر مجددا.
استمرت محافظة الدقهلية في الاحتفال بعيدها القومي في 8 مايو من كل عام، حتى 2011، وهو التاريخ الذي أطلق فيه سراح لويس التاسع، وترحيله من مصر نهائيا، حتى أصدر فخر الدين خالد، محافظ الدقهلية حينها، قرارا بالموافقة على تغيير العيد القومي، للثامن من فبراير، ليتوافق مع ذكرى انتصار شعب المنصورة على الحملة الصليبية، بعد دراسة تم إعدادها عن معركة المنصورة، طالبت بتغيير العيد القومي ليوم الانتصار، بدلا من يوم تسليم لويس، باعتبار أن يوم ملحمة النصر أولى بالتكريم.