Close ad

الاختلاف رحمة وجمال

1-2-2018 | 21:54

إخوتي في الإنسانية.. أوليس إلهنا واحدًا‏؟! أولسنا جميعًا من أب واحد هو آدم وأم واحدة هي حواء‏؟! أوليس الدم الذي يجري في عروقنا واحدًا‏؟!

ألا نعيش على الأرض نفسها، ونلتحف بذات السماء، أوليست هيئتنا واحدة، فليس هناك فرق بين أبيض وأسود، أو أحمر وأصفر، فبستان الزهور لا يزدان إلا إذا احتضن كل الألوان، والطيور والفراشات لا تكتمل روعتها إلا باختلاف ألوانها وأشكالها.

ألا ترون قوس قزح يخلب القلوب والعقول والأبصار؟ ألا تقاس خصوبة التربة بتعدد عناصرها؟! أوليس الاختلاف رحمة وجمالًا؟! فإلام كل هذا الطمع والخلاف والنزاع إلام، وأنزل الله لكم آياته علامة؟

قل لي يا قابيل بالله عليك ماذا حصدت من وراء طمعك غير الحسرة والندامة؟! وكيف طاوعتك نفسك على قتل أخيك؟! وما الجرم الذي ارتكبه هابيل ـ ذلك الورع الطيب ـ حتى تفعل فعلتك التي فعلت؟!

بعث الله إليك يا قابيل غرابًا ليعلمك كيف تواري سوءة أخيك، ولكنك لم تتعلم كيف تواري سوءات نفسك.

قل لي يا فرعون أين أنت الآن؟! وأين كبرياؤك وعلياؤك؟! وأين ملكك وجاهك وجباروتك وصولجانك؟!

وأنت يا قارون ماغرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك؟! ألم تعلم بأن الله أهلك قبلك من هو أكثر أموالًا وقوة.

ماذا دهاك أيها الكائن العجيب الذي يدعى الإنسان؟! أو نسيت أنك عبد فان خلقت من ماء مهين؟!

يا أيها المختلفون الطامعون المتنازعون.. ألا تعتبرون؟!

يقول الله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} سورة الأنفال: الآية: 46.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "ألا أخبركم بالمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
د. إسلام عوض يكتب: تجسس الأزواج

مع وجود الاختلاط في المدارس والجامعات والعمل، وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتدني الأخلاق، كثير من الأزواج أو المخطوبين يتشككون في سلوكيات بعض

د. إسلام عوض يكتب: فاصبر على ما لم تُحط به خُبرا (2 - 3)

إن الله إذا أحب عبدًا امتحنه، وليس هناك امتحان للعبد أبلغ من الحزن، فعند الابتلاء تنكشف للعبد عدة حقائق؛ أولاها قوة إيمانه وصبره وتحمله، وثانيتها حقيقة كل من حوله ومدى إخلاصهم أو نفاقهم