تولت الدكتورة إيناس عبدالدايم، حقيبة وزارة الثقافة، ضمن التعديل الوزاري الرابع في حكومة المهندس شريف إسماعيل الذي أُجرى اليوم الأحد، أسفر عن تغيير أربع حقائب وزارية وهي؛ وزارة الثقافة، ووزارة السياحة، ووزارة التنمية المحلية، ووزارة قطاع الأعمال.
موضوعات مقترحة
وتعد "عبدالدايم" أول امرأة تتولى الوزارة منذ إنشائها عام 1958م ، خلفًا للكاتب حلمي النمنم الذي تولى وزارة الثقافة في عام 2015، غير أنها لم تكن المرة الأولى التي يُطرح فيها اسم الدكتورة إيناس عبدالدايم لتولي حقيبة وزارة الثقافة، فقد كادت تصبح أول امرأة تتولى وزارة الثقافة في مصر، لكن شيئًا ما حدث في اللحظات الأخيرة، وحال دون توليها المنصب في 2013.
ومع كل تعديل وزاري يصيب الحقيبة الثقافية، تتجدد مطالب المثقفين، ووصاياهم للوزير الجديد، الذين يطمحون أن ينتشل الوزارة من أزماتها، ويعيد لها انتعاشها السابق.
عودة وزارة الثقافة إلى وهج البدايات
الأديب
سعيد الكفراوي في حديثه لــ"بوابة الأهرام"، قال "معلوماتي إن الدكتورة تفهم كثيرًا في الموسيقى، وأتمنى أن يكون فهمها للموسيقى يتجاوز كثيرًا فهمها للثقافة، فالثقافة هي التاريخ والمعرفة، وتحتاج الثقافة المصرية إلى وعي يحمل هذا التاريخ وذلك الإرث، التي عاشتها الثقافة المصرية عبر تاريخها".
وتمنى "الكفراوي" أن تكون الدكتورة إيناس عبدالدايم على مستوى هذا المنصب، الذي كان في فترته الأخيرة، لا يتوازن مع تاريخه، وأن يقدم ما حلم به المثقفين في فترات سابقة، وقال: "نحن نعرف أن الثقافة هي قاطرة التقدم، ولم يحدث تحديث إلا بالرعايا القصوى للثقافة، والثقافة المصرية في الفترة الأخيرة، استبعدت تماما من التأثير والإنجاز الجاد.
هيكلة شاملة للوزارة!
الشاعر الدكتور
حسن طلب، يضع رؤيته الخاصة لوزارة الثقافة، وتشتمل على عاملين، الهيكل الإداري للوزارة، وخطة وإستراتيجية وزارة الثقافة، فيما يتعلق بالعامل الأخير، ينبغي إعادة النظر في المهرجانات والفعاليات التي لا تجذب إلا النخبة ولا تخاطب إلا النخبة، وحول الهيكل الإداري قال: "لابد من استبعاد القيادات الضعيفة التي هبطت بمستوى النشر، لأنها أتت عن طريق المجاملة".
الإمارات نموذجًا
وتمنت الشاعرة الدكتورة
شيرين العدوي، أن تشهد وزارة الثقافة نهضة ثقافية كبرى كنهضة دولة الإمارات بعيدًا عن الشللية والأحزاب، بحد تعبيرها.
لا للمركزية الثقافية!
فيما قالت الكاتبة
فريدة النقاش، لـ"بوابة الأهرام"، "أهم ما لفت كانت انتباهي للدكتورة إيناس عبدالدايم، كان في إنها حرصها على تقريب الثقافة الرفيعة إلى الجماهير العادية، وليس مجرد حصرها في النخبة الثقافية التي اعتادت أن تتذوق مثل هذه الفنون، حتى أصبحت دار الأوبرا مفتوحة لأبناء الطبقة الوسطى والشعبية، بأسعار مخفضة، رغم أنها لا تزال عالية جدًا".
وأضافت "أتمنى أن تواصل هذا الموضوع في تعاملها مع وزارة الثقافة، أي ألا تبقى أنشطة الوزارة متمركزة في القاهرة والإسكندرية".
الحريات في الدستور المصري
وأشارت "النقاش" إلى نقطة أخرى، تتعلق بباب الحريات في الدستور المصري الجديد، إذ أوصتها بأن تحافظ من خلال منصبها على حرية الاعتقاد وحرية التفكير وأن تكون الوزارة سندًا للحركة الثقافية.
"المجلات الثقافية".. ما يطلبه الجمهور
وقال الأديب
جار النبي الحلو، "أتمنى أن تتذكر الدكتورة إيناس عبدالدايم تتذكر دائمًا وقفة المثقفين معها، أيام الإخوان، وأن تحدث هيكلة شاملة لوزارة الثقافة، وتتمثل أبرز تلك الهيكلة في الانتباه إلى أهمية المجلات الثقافية، المعنية بالأدب والفن وإصدارها في موعدها المحدد وكذلك الكتب والسلاسل، باعتبار أن المجلات الثقافية شريان من شرايين الحياة الثقافية المصرية".
زيادة ميزانية وزارة الثقافة
ورأى الأديب وعضو مجلس النواب
يوسف القعيد، أن الحل في أن تتجه الدولة المصرية إلى زيادة ميزانية وزارة الثقافة، مشيرًا إلى أن أزمة الوزارة في استحوذ الأجور والمرتبات على ميزانيتها وليس في العمل الثقافي الجاد، وحول تولى الدكتور إيناس عبدالدايم وزارة الثقافة قال: "بالرغم من أن الوزيرة الجديدة جعلت من الأوبرا منارة عظيمة، إلا أن وزارة الثقافة شيء، والأوبرا شيء آخر".
محاربة الفساد ووضع إستراتيجية حقيقية
وضع الروائي الدكتور عمار علي حسن، مطالبه للوزيرة الجديدة، في أربع نقاط، أولًا؛ ضرورة أن تشرف على صناعة إستراتيجية للثقافة المصرية، لأنها حتى الآن بلا خطة ولا برنامج، وتسير بشكل ارتجالي وتدار يومًا بيوم، ثانيًا؛ محاربة الفساد، الذي عشش في الوزارة، ثالثًا؛ أن تهتم بالصناعة الإبداعية باعتبارها من المصادر المهمة التي يمكن أن تدر دخلًا جيدًا.
رابعًا وأخيرًا كما يتحدث د.عمار لـ"بوابة الأهرام، "يجب أن تقنع وزيرة الثقافة دوائر السلطة أن الثقافة ليست عبئًا على الموازنة العامة للدولة، وليست رفاهية، وأنها مسألة حقيقية وضرورة ولابد من الاهتمام بها، والتعويل عليها كمصدر للقوى الناعمة للدولة".