الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامخة رقم 3190 عام 1973، وقررت بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة.
وقد احتفلت منظمة اليونسكو أمس الأول، باليوم العالمي للغة العربية 2017، تحت شعار (اللغة العربية والعالم الرقمي)، بهدف الإشارة إلي الأهمية التي باتت تحتلها اللغة العربية في العالم الافتراضي.
واللغة العربية قد أصبحت تحتل حاليًا المرتبة الرابعة بعد الإنجليزية والصينية والإسبانية، بين اللغات الأكثر استخدامًا على شبكة الإنترنت، والمرتبة الثانية بين أكثر اللغات نموًا، والتاسعة بين أكثرها استخدامًا على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك).
وقد نظمت اليونسكو، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، سلسلة من الأنشطة والحفلات والحلقات في مقرها بمدينة باريس، بينما نظمت الجامعة العربية المنتدى الثالث للغة العربية، تضمن عرض إستراتيجية النهوض باللغة العربية.
بينما نظم نادي برشلونة احتفالا باليوم العالمي للغة العربية، وطالب الجماهير الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
وكنت أتمنى أن يكون هذا اليوم يومًا عربيًا صاخبًا للاحتفال بهذه اللغة، فبدلا من احتفال نادي برشلونة، لماذا لم تشارك كل الأندية العربية والمصرية في هذه المناسبة، ولماذا لم تشارك كل الفضائيات العربية، حتى كان يجب أن يتم عمل بث مشترك كما حدث في التضامن مع القدس، باعتبار أن اللغة هي وعاء الهوية والثقافة العربية، ولماذا لم تخصص المدارس والجامعات هذا اليوم للاهتمام باللغة العربية؟
وإذا كان تطوير اللغة العربية مرتبطًا بمكانة وقوة العرب سياسيًا واقتصاديًا وفكريًا وتكنولوجيًا، فليس عجيبًا ما نراه من ضعف شديد لها، فاللغة العربية تعاني من ضعف مساهمتها في المجال التكنولوجي، وطبقًا للإحصائيات، فإن العدد الكلي العالمي للصفحات على الإنترنت يبلغ نحو 40 مليار صفحة، ونصيب الصفحات العربية يبلغ نحو 40 مليون صفحة فقط (أي بنسبة 1% من مجمل الصفحات الكلية)، وهذه النسبة المتواضعة جدًا تبين مدى تراجع المحتوى العربي على الإنترنت.
إن حالة التردي التي أصابت العرب في كافة المناحي الثقافية والتكنولوجية والعلمية طالت لغتنا في الفضاء الرقمي، بحيث أصبحنا نعيش في فجوة رقمية مريعة.
إن وضع اللغة العربية يتطلب منا المبادرة إلى تعزيز المحتوى العربي بكل جديد ونافع ومميز، ووضع تراثنا وثقافتنا العربية في متناول الجميع وأمام العالم. فاللغة العربية حصن الدفاع الأول الذي يحمي الأمة ويحفظ هويتها وكيانها ووجودها، وأصبح النهوض بها ضرورة ملحة وواجبًا قوميًا ووطنيًا.