Close ad

"راحيل" السورية أم أطفال الشوارع في مصر تؤسس لليوم العالمي للطفل | صور

21-11-2017 | 01:05
راحيل السورية أم أطفال الشوارع في مصر تؤسس لليوم العالمي للطفل | صورراحيل" السورية أم أطفال الشوارع في مصر
محمود الدسوقي

قدمت الصحف والمجلات المصرية، إلى سيدة سورية مدام راحيل، لقب "أم اللقطاء"، في ثلاثينيات القرن الماضي، بسبب عملها في ملاجئ الأطفال، كأم رءوم حنون يعشقها أطفال الشوارع "اللقطاء"، ويتعلقون بها.

موضوعات مقترحة

وتحيي منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" اليوم الإثنين، اليوم العالمي للطفل 2017، تحت شعار "عام الطفل"، حيث أوصت الجمعية العامة عام 1954م بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل، يحتفل به بوصفه يوما للتآخى والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال.

كانت مدام راحيل، تعمل في ملجأ الليدي كرومر زوجة المندوب السامي للاحتلال البريطاني لمصر، والذي تم إنشاؤه إحياءً لذكراها عام 1900، بعد جمع تبرعات تقدر بـ 4 آلاف و830 جنيهًا و652 مليمًا، إلا أن الملجأ الذي أنقذ حياة اللقطاء وآوى أكثر من 3 آلاف طفل لقيط منذ إنشائه حتى ثلاثينيات القرن الماضي، تحول اسمه لملجأ قصر العيني، وهو الملجأ الذي كانت تعمل فيه المدام راحيل.

وسنت الحكومة المصرية قوانين صارمة، حول قبول الطفل اللقيط، كما حددت قوانين في العمل في الملاجئ من حيث العناية والرضاعة وإفطام الطفل أيضا، حيث حددت القوانين أن الطفل اللقيط هو: أي طفل يوجد على قارعة الطريق عقب الولادة مباشرة، وهو الطفل الذي يتم قبوله، أما الطفل الذي تقدمه والدته التي مات زوجه الفقير أو الطفل الذي عجز والديه عن تربيته مثل إصابتهما بداء مزمن كالسل أو الزهري، فلا يجب قبوله.

وقالت مجلة "الدنيا المصورة"، التي كانت تصدر من دار الهلال في عشرينيات القرن الماضي، في موضوع "العناية باللقطاء في مصر": "إن عدد الذين تم قبولهم من اللقطاء في عام 1929م بلغ نحو 191 لقيطاً في ملجأ قصر العيني، الذي تعمل فيه المدام راحيل أم اللقطاء، مؤكدة أنه لا توجد إحصائية على عدد الذين يولدون سفاحاً نتيجة تفشي الاستهتار بالعلاقات الجنسية، لأن الدنيا هي الدنيا والحياة الآن مثلها فيما مضي، مع فوارق لا تقدم ولا تؤخر كثيراً.

وفي عام 1929، بلغ عدد المتوفين من اللقطاء نحو 104 لقطاء، أما عدد الذين تبناهم المواطنون ورأفوا بحالتهم فبلغوا نحو 48 لقيطاً، أما عدد الذين تم إرسالهم لمدرسة العميان فكان لقيطا واحدا، وبلغ عدد المفطومين في عام 1930، نحو 19 لقيطاً، أما اللقطاء الذين تم إيداعهم مع مراضع، فقد بلغوا نحو 124 لقيطاً.

وكان اللقيط يسلم لمرضعة، بعد أن يقوم طبيب الصحة بالكشف عنها خوفاً من إصابتها بمرض معد، وبعد الوثوق أن لبنها صالح لغذاء الطفل، تعطي المرضعة مقدار 3 قروش يومياً، وتعطي ملابس كافية للطفل، كما يتم تسليمها كمية من الصابون للعناية به وتنظيف ملابسه، بالإضافة لبطانية لوقايته وتدفئته.

وكانت مدام راحيل، والتي لم تظهر صورتها "الدنيا المصورة"، تمارس عملها في ملاجئ اللقطاء، حيث كانت مكلفة بإدراجهم في عنابر، حيث كانت، طبقًا للقانون، أن يوضع الطفل اللقيط بعد الفطام في عنبر نمرة 2 لمدة أسبوع، ثم ينقل لعنابر أخرى، حيث كانت تجري مراقبة اللقطاء المفطومين لمراقبة حالته الصحية خوفاً من أن يكون مصاباً بمرض مزمن، كما كان عليها أن تقدم لهم الطعام الذي كان يوضع بمقدار صحي للحفاظ على نموهم.

وأوضح الباحث أحمد حزين الشقيري لــ"بوابة الأهرام"، أن مصر كانت تضم منذ القرن التاسع عشر الكثير من الجاليات السورية بكل طوائفهم، الذين استوعبهم المجتمع المصري، وأصبحوا مصريين، لافتًا إلى أن الأفلام السينمائية تناولت اللقطاء، مضيفاً أن مدام رحيل، هو اسم عبري، حيث كانت رحيل زوجة سيدنا يعقوب عليه السلام الثانية وأم ولده سيدنا يوسف عليه السلام.

وأضاف الشقيري، أن مدام رحيل كانت دائمة الزيارة للأطفال اللقطاء، بعد أن يقوم موظف مرتبه 6 جنيهات شهرياً في تبني طفل، كما جاء في أرشيف الصحف المصرية، لافتًا إلى أنها كانت محظوظة للغاية، لأن الملجأ الذي كانت تعمل فيه، كان من الأماكن التي يقبل عليها المواطنون المصابون بالعقم، وأهل الشفقة، والرحمة في تبني الأطفال.

وأكد  الباحث، أن أرشيف الصحف المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي، يظهر أنه كانت هناك عدد 3 ملاجئ في مصر، بالإضافة لقصر العيني في السيدة زينب، وفي الإسكندرية، كما كانت هناك خطة لإنشاء ملجأ بمساحة 40 فداناً بالقرب من كوبري الملك الصالح، حيث كانت الخطة استيعاب سائر الأطفال الذين يعجز أهاليهم عن تربيتهم، بسبب وفاة أحد الوالدين أو بسبب مرضه أو بسبب الفقر.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: