صدر كتاب "عين ثالثة.. استشارات نفسية وزوجية" للدكتورة "رضوى فرغلي" استشاري العلاج النفسي، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب هذا العام، ويناقش الكتاب 45 مشكلة نفسية وزوجية، هي حصيلة بعض اللقاءات المباشرة في عيادة الكاتبة، أو عبر الرسائل، والاستشارات التي تلقتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
موضوعات مقترحة
وقالت مؤلفة الكتاب د.رضوى فرغلي، لـ"بوابة الأهرام": كانت هناك دوافع متعددة بالنسبة لي لإصدار "عين ثالثة"، بدأت منذ أن كنت أتلقى استشارات الأفاضل قراء صفحتي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث وجدت أن أكثر اهتمامهم كان بقسم الاستشارات التي أجيب عنها، ربما لأن الإنسان يأنس بمن يشبهه في الظروف، يطمئن إلى أن بجواره في هذا الكون شخصا آخر يعاني مثله، ويجد حلا فيعطيه أملا في الحياة، فقررت فورًا أن أجمع عددًا من الاستشارات، يغطي أكبر قدر من جوانب المشكلات التي أواجهها في عيادتي، وصفحتي الشخصية، وقمت بتقسيم الكتاب إلى قسمين، الأول خاص بمشكلات الأطفال، والثاني بمشكلات الكبار - خصوصا الجنسية منها- حيث يخجل بعض الناس من المواجهة في هذا الشق، وينتظر أن يبادر غيره بالسؤال، فيتعلم من الإجابة، رغم أنه جانب جوهري، وأساسي في حياتنا، ومشاكله قد تعرقل باقي جوانب علاقاتنا، وأتوقع أن يجد الكتاب طريقًا لقراء كثيرين، لخصوصية هذا النوع من الكتب، وقلة كتابة المختصين فيه ببساطة ومهنية، رغم أنه توجد كتب كثيرة في هذا الاتجاه، لكنها إما أن تكون من غير المختصين، أو تكون أكاديمية أكثر من اللازم، وأحيانا تكون باهظة الثمن، ولكن هذا لا يمنع وجود كتب تثقيفية نفسية جيدة جدا.
تضيف "رضوى فرغلي": "عين ثالثة" هو كتابي الرابع (الثالث في التخصص) بعد بغاء القاصرات وأطفال الشوارع، بالإضافة إلى ديوان شعر "على طرف منديل"، وراعيت في "عين ثالثة" أن يكون مختلفًا، من حيث أنه موجه للقراء العاديين غير المتخصصين، أهالينا في الأسر العادية، الزوجات والأزواج والأمهات والآباء، والمقبلين على الزواج والمراهقين، وسعيت لأن يكون الكتاب على تماس مع مشاكلهم وهواجسهم ومخاوفهم وأفكارهم، وكيف يتصرفون فيها، كيف يواجهون المواقف الحياتية اليومية مع شركائهم وأبنائهم، ولأن الإنسان عمومًا يفضل أسلوب المحاكاة النفسية، أتصور أن الكتاب سيكون مفيدًا لهم، كما يفضل الكثيرون الدراما والسينما، لأنها تعرض لهم مشكلات غيرهم، أو حياة الآخرين، فيتشكل وعيهم من خلالها، ويتبنون مواقف تناسبهم، فكذلك من خلال الاستشارات المنشورة، يمكنهم اتخاذ قرارات في مشكلاتهم المشابهة، من باب الحكمة القائلة "الوقاية خير من العلاج".
تستطرد صاحبة كتاب "عين ثالثة": إننا غالبا ما نعيش محاطين بضغوط الأسرة، والعمل، وعلاقات مزدحمة، وجافة، لولا وجود بعض المقربين، الذين يهتمون بمشاعرنا، ومعاناتنا الصامتة، لافتا إلى أنه حين تبخل علينا الظروف بمثل هؤلاء المقربين، لا نجد إنسانًا يشاركنا الشكوى، ويعتمد هدوءنا النفسي، أو عدم استقرارنا الداخلي على نوع رد الفعل، الذي نتخذه تجاه إحباطات الحياة، وعلى درجة الوعي والنضج لدينا.
وأشارت فرغلي، إلى أن البعض يلجأ إلى المُعالج النفسي ليفهم ظروفه، ويتعاطف مع ما يمر به، حتى وإن كان على خطأ، يسانده ليتجاوز أزماته النفسية والاجتماعية، لافتا إلى أن البعض، ربما لا يعرف الفرق بين اختصاصي العلاج النفسي، والطبيب النفسي، حيث الأول تخرج من قسم علم النفس، وحصل على الماجستير والدكتوراه في الجانب الإكلينيكي، إضافة إلى خبراته في العلاج النفسي عبر سنوات من التعامل مع المرضى والأسوياء، أما الطبيب النفسي، فهو من تخرج في كلية الطب فرع الطب النفسي، وهو متخصص في علاج المرضى النفسيين بالأدوية.
وأكدت فرغلي، أن بعض من يعانون من المشاكل النفسية قد يتعذر عليهم الذهاب للمعالج النفسي، إما لشعورهم بالخجل الاجتماعي، أو لظروفهم المادية، أو لعدم إدراكهم أهمية جلسات العلاج المباشرة، فيحاول مراسلة المُعالج للاستفادة من "عين ثالثة" حيادية بخبراتها المهنية والعلمية، وبصيرتها بالنفس البشرية، وتعقيداتها.
وقالت "اعتمدتُ في مناقشتي للقضايا المتعلقة بالاستشارات التى يضمها الكتاب على قناعتي العلاجية، وهي أن العلاج النفسي ليس وعظًا، أو إرشادًا دينيًا، والمعالج النفسي ليس شيخ دين، يُحلل هذا السلوك، ويُحرم ذاك، هذه ليست مهنته، ولا مهمته أن يحكُم أخلاقيًا على الأشخاص، أو يفرض عليهم مرجعية معينة بتعسف، بل إن وظيفة المعالج أن يتقبل المريض كما هو، ويحاول تفهّم مشكلته ومساعدته على فهمها أيضًا، ومساندته ليجد حلولًا تناسب ظروفه وشخصيته، وتنمية ذاته لتصبح أقوى في مواجهة مشكلات الحياة، واتخاذ القرارات وإدارة علاقاته مع الآخرين بتوازن، حتى تتحقق له درجة جيدة من الصحة النفسية التي تعني في مضمونها: القدرة على الحب والعمل.
الجدير بالذكر، أن "رضوى فرغلي" صدر لها قبل "عين ثالثة" ثلاثة كتب هي، ديوان "على طرف منديل" عام 2015م، وكتاب "أطفال الشوارع: الجنس والعدوانية"، عام 2007م، وكتاب "بغاء القاصرات"، عام 2001م.
.
.