منذ 128 سنة.. صحف عالمية تتناول تمويل مصر حملة لإنقاذ مستكشف ألماني بمنابع النيل | صور

18-11-2017 | 18:42
منذ  سنة صحف عالمية تتناول تمويل مصر حملة لإنقاذ مستكشف ألماني بمنابع النيل |  صور ستانلي و بحيرة فيكتوريا
محمود الدسوقي

يؤكد المؤرخون أن مصر دفعت الكثير من الأموال والدماء أيضا لاكتشاف منابع نهر النيل بأفريقيا، كما تعج الوثائق غير المنشورة بمجهودات مصر في إنقاذ المكتشفين الأوروبيين، كما مولت حملاتهم العلمية في قلب القارة الأفريقية .

موضوعات مقترحة

وتنشر بوابة الأهرام " أوراق الصحف الصفراء منذ أكثر من 128 سنة لآخر الرحلات الخاصة الكبري لنهر النيل وهي رحلة المستكشف ستانلي الذي مولت مصر رحلته لإنقاذ المكتشف الألماني أمين باشا والذي كان يتولي مسئولية مديرية خط الاستواء في قلب أفريقيا من قبل مصر آنذاك وهي الواقعة التي تناولتها كافة الصحف العالمية في أوروبا .

والرحالة أمين باشا هو إسحاق إدوارد شنيتسر أعلن إسلامه حين عمل مع الحكومة المصرية في السودان وكانت له إسهامات جغرافية في السودان وأواسط أفريقيا وقد رفض عروضًا تم تقديمها له من دولة بلجيكيا من قبل منقذه ستانلي العمل معها بدلا من مصر في مديرية خط الاستواء حين وقع في أسر الثورة المهدية التي رفعت شعار التخلص من المصريين والأتراك والأجانب لكنه رفض .
وقد قام أمين باشا بإرسال آلاف من نباتات أفريقية وحيوانات للجمعيات الجغرافية الأوربية، كما تحدث بإسهاب في مشاهداته الجغرافية عن الأفاعي المعروفة بالأصلية، حيث كانت نساء أفريقيا يكتسبن ودها ويستأنسها في أكواخهن ويدلكنها بالدهن ويصببن الدهن في حلوقها .
أما ستانلي الذي مولت مصر رحلته لإنقاذ أمين باشا فهو صحفي جذوره من ويلز وخاض آخر رحلة خاصة لنهر النيل عام 1889م بما يقدر بحامية مكونة من 700 شخص زنجباري وصومالي و10 آلاف شخص من جنسيات مصرية وغيرها وقد رحل عبر مصر بعد تمويل رحلته لإنقاذ أمين باشا وقد أكرمته الحكومة المصرية كي ينهي مؤلفه "أظلم بقاع الأرض" والمكون من مجلدين في فندق فيكتوريا بوسط القاهرة .
قالت الصحف المصرية الصادرة في عام 1889م إنه تم استقبال ستانلي بعد إنقاذه لأمين باشا في محطة قطار السويس مؤكدة " لقد نافست الحكومة المصرية أمم الأرض جميعا في إكرام هذا الرجل المستكشف وأقيمت له مأدبة فاخرة فيما قام الخديو حاكم البلاد آنذاك بإرسال برقية لأمين باشا في زنجبار يخبره وصول ستانلي ".
وصفت الصحف المصرية الهيئة الجسدية للمكتشف فقالت عنه "هو ربعة بين الرجال ممتلئ البدن قوي البنية وقد جلل الشيب رأسه ولعب الشيب بمعاطفه وهو جهير الصوت في الخطابة فصيح العبارة بليغ".

أباتا باشا رئيس الجمعية الجغرافية المصرية عد في الحفلة التي أقيمت في القاهرة علي شرف ستانلي إسهامات ستانلي في اكتشافاته الجغرافية المهمة في قلب أفريقيا، أما ستانلي المكتشف الشهير فقد فاجأ الحضور أن المكتشفين لبحيرة فيكتوريا هم العرب وليس الأجانب .
وقال ستانلي إن اكتشافاته التي اكتشفها عن بحيرة فيكتوريا وكونها هي مصدر نهر النيل ذكرها الجغرافيون العرب في القرن الرابع عشر، لافتا أن الرحالة العرب استقوا المعلومات عن بحيرة فيكتوريا من خلال البطالمة، مؤكدا أن الجغرافين العرب هم أول من اهتدوا إليها كمصدر من مصادر نهر النيل ".
الصحف المصرية أكدت أيضا أن جريدة التايمز البريطانية اليومية عرضت علي ستانلي في القاهرة أن يقوم بكتابة عمود في صدر صفحاتها عن اكتشافاته في إفريقيا وإنقاذه لأمين باشا مقابل 3 آلاف جنيه، أما جريدة نيويورك هرلد فقد عرضت عليه أن يكتب نبذة عن أحوال العبيد والرقيق في إفريقيا وتدفع له ثمن كل كلمة جنيها " وأضافت الصحف أن أهالي القاهرة سمعوا من أقواله ما لوحسبت ثمنه جريدة النيويورك هرلد لبلغ ألوفا من الدنانير .
بعد هذه الواقعة واصل ستانلي كتاباته من خلال القاهرة للصحف العالمية حتي رحيله من مصر وزواجه بالفنانة الأمريكية دوروثي تينانت كما يؤكد الباحث التاريخي أحمد حزين الشقيري لــ"بوابة الأهرام "، لافتا أن كثيرا من المؤرخين والجغرافيين أجمعوا علي قسوة ستانلي في رحلته العلمية وعدم أمانته لمصر حيث حاول بشتي الطرق أن يقنع أمين باشا أن يتخلي عن مصر وأن يعمل لدي الشركات الأوروبية أو الدول الأوربية ولكن أمين باشا رفض .
وأضاف الشقيري أن ستانلي ذهب إلى إفريقيا من خلال مصر الي زنجبار ومنها الي الكونغو لإنقاذ أمين الذي رفض بعد تحريره من الأسر الذهاب معه، حيث تركه ستانلي وارتحل للقاهرة واعتكف في فندق فيلا فيكتوريا بالقاهرة ليصدر كتابه عن رحلاته ومغامراته في أفريقيا .
أما أمين باشا فقد استمر في أفريقيا حتى لقي مصرعه من خلال النخاسين ومن يجلبون العبيد، كما يؤكد الكاتب آلان مورهيد في كتابه النيل الأبيض، لافتا أن الحكومة المصرية قامت بتعويض ابنته فريدة التي أنجبها من زوجته الحبشية في أفريقيا بمبلغ 5200 ألف جنيه، أما ستانلي فقد تم انتقاد رحلاته الجغرافية حيث ان حاميته المكونة من 700 زنجباري وصومالي لقيت حتفها، كما أن العدد الكبير الذي تمكن من بلوغ القاهرة من حامية مديرية خط الاستواء التي ضمت 10 آلاف شخص ماتوا  ولم يتبق منهم علي قيد الحياة سوي 260 شخصا ومن بقي منهم علي قيد الحياة تحدثوا كثيرا عن قسوته وفظاظته ووحشيته .






 

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة