صدر حديثًا عن دار الآداب اللبنانية، رواية "في بلاد الله الواسعة"، للكاتبة الروائية اللبنانية "بسمة الخطيب".
موضوعات مقترحة
يقول الناشر في كلمته عن الكتاب، إنه منذ أكثر من عقدين، تجمعُ بسمة الخطيب الحكايات الشعبية العربية، وفاءً لهذا الفنّ الملهم والبديع ولإرث عائلي خاص، فهي حفيدة صغرى لحكواتي قريتها، أورثها حبّ الحكايات عبر جدّتها لأمّها، شغفها بالموروث الشفوي امتدّ من مسقط رأسها في لبنان إلى الجزيرة العربية، التي عاشت فيها قرابة عقد ونصف، كرّستها لاستكشاف موروثها الشفوي.
وقالت المؤلفة "بسمة الخطيب" في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" : عندي شغف كبير بالحكايات والموروث الشعبي، خاصة الشفوي منها، الذي له تحديدًا عشق وتقدير خاص.
تضيف الكاتبة اللبنانية: جدّ أمي كان يسافر لبيع القماش على كتفه، ويصل إلى فلسطين والعراق، وكان يعود بالليرات الذهبية، والكثير من الحكايات أيضًا.
وتقول "كان جد أمي يأخد القماش الذي تشتهر قريتنا بحياكته عبر تاريخها، حيث كانت النساء تقمن بمهمات الغزل، ويذهب بعدها الرجال لبيع هذا الإنتاج، وكان جدي يعود للقرية بعد سفر سنة كاملة بالذهب، والكثير من الحكايات التي يقوم برواياتها لأهل الحارة.
تستطرد بسمة الخطيب: جدتي حفظت حكايات والدها، ولأنها لم تكن متعلمة، مما سبب حسرة في قلبها، فكان حلمها أن يتعلم أولادها وأحفادها، وأنا حفظت كل تلك الحكايات، وهي التي لعبت الدور الأساسي في توسيع خيالي، وجعلتني أحلم ببلاد الله الواسعة، وعندما سافرت الخليج منذ ١٣ عامًا، جمعت حكاياتهم الشعبية في قصص، أحبيتها جدًا، وقمت بتحويلها إلى الدراما التليفزيونية، ولكن بعدها رغبت في توثيقها في روايات، لأن ذاكرة التليفزيون قصيرة للأسف، والبرامج تذهب في الأرشيف إلى غياهب النسيان، لذلك قررت إعادة تقديم أعزّ وأفضل مشاهد تلك الحكايات، وانطلقت منها لحكايات ومشاهد جديدة من تأليفي، خاصة أن فن إعادة الحكي، أوRe- telling هو فن قدير في العالم، وهو أحد آباء فن الرواية، كما أنه نواة أساسية لأدب الأطفال والناشئة.
في كتابها "في بلاد الله الواسعة" تطارد "بسمة الخطيب" الحكايات الشعبية، كما يطارد أهل الصحراء الكمأة، في مواسمها الخاطفة.
رصدتُ البرق لأعرف مكانها وحفرتُ في الرمال. تعايشت مع الضواري واختبرت العطش والصبر، في روايتي الأولى "برتقال مرّ" رويتُ علاقتي الخاصّة بجدتي – ابنة حكواتي القرية – وكيف صنعت الحكايات التي حفظَتْها ابنةٌ أمّيةٌ عن أب أمّي شغفي في تدوين حكاياتهما وحفرت عشقها في قلبي.
تحويل بعض هذه الحكايات إلى الدراما التليفزيونية، التي كتبَتها الخطيب، لم يكن كافيًا، وها هي تتابع حلم توثيق هذا الإرث الأدبي عبر اقتباس بعض قصصه و"ثيماته" في رواية للناشئة، تتضمّن تأمّلات جوهرية عن الحياة والقيم الإنسانية، الإرث والمستقبل، الذاكرة والنسيان... من خلال قصة بطلها إسماعيل، الشاب الذي شغف بالحكايات منذ طفولته، فنادته في منامه ذات يوم، واعدةً أن تحلّ أزمةً ضربت موطنه، فلحق بحكاية مبتورة في أرض الله الواسعة، التي قذفته من بلد إلى آخر بحثًا عن تتمتها، وبالتالي، تستندُ بعض أحداث هذه الرواية إلى الموروث الشعبي في الجزيرة العربية وجوارها، لما للجوار من تأثير طبيعي، مثل حكايتي "دمية الصبر" و"ابنة الرمان" الخليجيتين، و"فتاة البرتقال" الشامية، و"عمامة الراجا" الهندية.
حكاية إسماعيل، ابن واحات تيماء في شمال الجزيرة العربية، الذي يحلم بالسفر لجمع الحكايات العجيبة. يرفض والده سفره بسبب حاجته إليه في مزرعة النخيل. إلى أن تهبّ ريح سموم قاسية، تقضي على الواحات، فيهجرها أهلها، ويرحل اسماعيل في أرض الله الواسعة، بحثًا عن الدواء.
يلتقي في أسفاره الأصدقاء، ويواجه المعوقات، يتعلّم دروسًا قاسية عن الحياة، تختبره الصحراء ويُلهِمُه البحر، تضيّعه الطرق فيرشده عابرو السبيل، يجمع حكايات مشوّقة وبديعة ويصنع حكايته.
الجدير بالذكر أن بسمة الخطيب، كاتبة وروائية لبنانية، متخصصة في تربية الأطفال والصحافة، عملت في التعليم والاعلام التليفزيوني والمكتوب، وكتبت مسلسلات للأطفال، صدر لها عن دار الآداب في بيروت، المجموعة القصصية "شرفة بعيدة تنتظر"، ورواية "برتقال مرّ".
.
.