الرئيس التنفيذي للإدارة الدينية لمسلمي روسيا: "الأزهر" دار الإفتاء الأولى.. ومؤسساتنا تحارب المتطرفين

28-10-2017 | 23:10
الرئيس التنفيذي للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الأزهر دار الإفتاء الأولى ومؤسساتنا تحارب المتطرفينالشيخ إلدار نوريمانوف
موسكو ــ محمد عدلي الحديدي:

الإدارات الدينية للمسلمين الناطقين بغير اللغة العربية، لها دور يساوي وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية في بلادنا، من حيث التوعية بالدين الحنيف وترسيخ وسطية الإسلام، ناهيك عن الخدمات والمساعدات المادية والمعنوية التي تساهم في بناء عقول رافضة للأفكار المتشددة، وقلوب متآلفة في حب الخير والسعي في دروبه، ومن أكثر الإدارات الدينية نشاطًا في أوروبا وآسيا تلك القائمة في روسيا الاتحادية، وتخطط لعبور الحدود إلى البلاد المنكوبة وتقديم يد العون إلى اللاجئين والمضطهدين.

موضوعات مقترحة

الشيخ إلدار نوريمانوف، هو رئيس الجهاز التنفيذي للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ولد عام 1982م في مقاطعة نيجني نوفغورود، والتي تقع في منطقة التقاء نهري الفولغا وأوكا، نشأ في عائلة متدينة وأنهى دراسته الثانوية في المدرسة الشرعية الإسلامية بالمدينة، ثم انتقل إلى موسكو للالتحاق بمعهد الاستشراق لدراسة ثقافات بلدان آسيا وإفريقيا لدى جامعة موسكو الحكومية، وبعد تخرجه فيها التحق بالجامعة الإسلامية في موسكو.




وكان لـ"بوابة الأهرام" مع الشيخ إلدار نوريمانوف هذا الحوار..

• ما أشكال العلاقة والتعاون بين الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، والأزهر الشريف في مصر؟

•• إن العلاقات بين المسلمين في روسيا من جهة والأزهر الشريف من جهة أخرى تمتد منذ قرون عديدة، كان ولا يزال المسلمون في بلادنا يرون الأزهر بمثابة المركز الديني والعلمي والبحثي والدار الأولى للإفتاء، ويدرس في أيامنا الراهنة في رحاب هذا المركز التعليمي المشهور نحو 1000 طالب من روسيا، وقام في الماضي القريب الوفد الروسي من رؤساء الجامعات الإسلامية بزيارة خاصة إلى القاهرة من أجل اللقاء مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لمناقشة البرامج التعليمية، وتُوفر الإدارة الدينية لمسلمي روسيا بشكل مستهدف فرصًا لكل شخص يرغب في الدراسة بالأزهر الشريف، وبعد الدراسة يتم إرسال خريجي الأزهر إلى المناطق الروسية للعمل كأئمة وخطباء في المساجد أو متخصصين في تدريس تعاليم الإسلام في المؤسسات التعليمية، واليوم لدينا من بين خريجي الأزهر الدكاترة المعترف بهم في العلوم الشرعية، والمتخصصون في الفروع المختلفة، كما ترسل الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية دعوات لمتخصصي وعلماء الأزهر لمشاركتهم في المؤتمرات والمنتديات الإسلامية، وتطوير التعليم الإسلامي في روسيا، ويشارك في المقابل رجال الدين والأئمة من روسيا إجابة للدعوة من قبل رئاسة الأزهر يشاركون في المؤتمرات والمنتديات التي يعقدها الأزهر، ولا تزال العلاقات والتعاون بين المسلمين في روسيا ومصر منذ قرون عديدة تتطور من أجل نشر تعاليم الإسلام السمحة.

• ما الدور الذي تضطلع به الإدارة الدينية؟

•• عندما بدأت العمل في عام 2011 كان لدى الجهاز خطة عمل لدعم ومساعدة الإدارات الدينية الفرعية على امتداد الرقعة الجغرافية للأراضي الروسية والتي يبلغ عددها أكثر من 50 إدارة محلية، تعمل تحت إشراف الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى إنشاء وتنمية الجمعيات الإسلامية المحلية التي يتخطى عددها أكثر من 2000 جمعية، لتغطي جميع أنحاء البلاد الآن بفضل الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية برئاسة المفتي الشيخ راوي عين الدين، الذي يرأس مجلس شورى المفتين لروسيا أيضًا، وهذه الجمعيات تقوم على جل شئون القوميات المسلمة، والتربية والتعليم، وإقامة شعائر الدين وتطبيقها حسب المنهج الوسطي "الحنفي" المتبع هنا، فضلًا عن بناء المساجد في المناطق والمقاطعات الروسية، خاصة ذات الأغلبية غير المسلمة.

• هل هذا يعطي الصفة الرسمية للإدارة الدينية لمسلمي روسيا، وبالتالي تتلقى الدعم من الدولة؟
•• طبقًا لقانون الدولة فنحن جهة قانونية بموافقة من وزارة العدل الروسية، وبالتالي هي مؤسسة رسمية تعمل تحت مظلة القانون والدستور الروسي، وليس هذا فقط، بل نسعى لتسجيل كل الإدارات المركزية والجمعيات المحلية لدى الحكومة، أما الدعم المادي الحكومي فهو موجود من خلال المنظمات المجتمعية الخيرية التي تعتبر حلقة الوصل مع مؤسسات الدولة، علاوة على بعض الممولين والمسئولين بالدوائر الحكومية.

• كيف يجري اختيار رؤساء الإدارات الدينية الفرعية، بالانتخاب أم التعيين؟
•• كل الإدارات والجمعيات المحلية تحكمها لائحة داخلية تنص على انتخاب شخص من عشرة أشخاص، هم المؤسسون لهذه الإدارة، ثم يُصدق على هذا الاختيار من قبل سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، أما عند اختيار رئيس للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية فيجري عقد مؤتمر عام كل 5 سنوات يحضره كل الأعضاء، ثم يُنتخب منهم واحد يُعطى كل الصلاحيات لإدارة شئون مسلمي روسيا ليصبح زعيمًا روحيًا لهم.

• كيف يساعد الجمهور على ترسيخ عمل المؤسسات الإسلامية في روسيا؟
•• نحن منفتحون على المسلمين وغير المسلمين، لذلك من أهم المساعدات التي يقدمها الجمهور للإدارات هو انضمامهم لكيان ديني قانوني، يطمئنون له ويستقون منه تعاليمهم التربوية والإسلامية المنضبطة، حتى لا يكونوا فريسة لأي منظمات مجهولة لدى الدولة تشربهم الفكر المتشدد المتطرف، وبهذا تتجلى قيمة هذه الإدارات لدى الدولة في مساعدتها على تحقيق السلم المجتمعي.

• ماذا عن دور الإدارة الدينية في بناء المسجد الجامع بموسكو؟
•• أولًا هذا المسجد بني عام 1904، ثم أصبح أسير العزلة بعد ثورة عام 1917، إلى أن حلت حرية الأديان من جديد، فبدأنا في نفض الغبار عنه وإعادة ترميمه وتوسعته منذ عام 2007 إلى عام 2015، بفضل مساعي رئيس الإدارة الدينية المفتي الشيخ راوي عين الدين، التي قوبلت بالترحاب من قبل الرئيس بوتين الذي افتتح المسجد بحضور بعض رؤساء الدول العربية والإسلامية.

• هل ستساهمون في بناء المساجد في الدول الإسلامية؟
•• برغم أن بناء المساجد في روسيا ليس بالأمر السهل لمساحتها الشاسعة، فإن الإدارة الدينية ستتخطى الحدود للمساهمة في بناء بيوت الله ومساعدة الأهالي خاصة في البلدان المنكوبة التي ضربها الدمار في الآونة الأخيرة، كما أن لدينا صندوق الزكاة الذي أنشئ هذا العام لمساعدة المسلمين اللاجئين من سوريا والروهينجيا في بورما، ماديًا، وبناء مساجد ومدارس لهم.



 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة