تحت عنوان "دور الفتوى في استقرار المجتمعات" يعقد في القاهرة حاليًا المؤتمر العالمي الثالث الذي تنظِّمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم على مدى ثلاثة أيام، ويحضره وفود من العلماء والمفتين من 63 دولة تمثل جميع قارات العالم.
وممن بين العناوين التي يبحثها المؤتمر: الفتوى ودورها في تحقيق السلم المجتمعي، والفتاوى الشاذة وأثرها السلبي على الاستقرار، والإفتاء وحفظ هوية الدول والأمم، والفتوى في مواجهة الإفساد والتخريب وفتاوى الجماعات المتطرفة، وإدراك الواقع في فتاوى الجماعات الإرهابية إلى فوضى الإسلاموفوبيا، بالإضافة إلى عقد ورش عمل حول "الفتاوى المتشددة والفضاء الإلكتروني".
وقال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، إن هذا المؤتمر ضرورة ملحة من أجل جمع كلمة العلماء والمفتين على مستوى العالم؛ لإزاحة أصحاب المناهج الشاذة والمتطرفة عن الساحة الإفتائية، وإعادة حق الإفتاء إلى أهل الاختصاص، وبيان فساد المنهج المنحرف في الفتوى.
وإن المؤتمر سيقدم العديد من الحلول العملية لمواجهة هذه الظاهرة، وكما سيطلق عدة مشروعات مهمة سيتم العمل على تطبيقها فور انتهاء المؤتمر وبحث آليات تنفيذها.
ولاشك أن مثل هذا المؤتمر، يمثل أهمية كبيرة للمسلمين، وخاصة بعد أن شهدت الفترة الأخيرة مجموعة من الفتاوى الضالة، التي زعزعت أمن واستقرار المجتمعات، وأشاعت الكراهية بين الناس، وبررت القتل والذبح، أو تلك الفتاوى الشاذة التي تنفر الناس من الإسلام والمسلمين.
ولكن يظل التساؤل الأهم: ما هي آليات تطبيق ما سيخرج به المؤتمر من توصيات؟ وكيف سيتم تنظيم الفتوى ومن سيكون له حق الفتوى؟ وخصوصًا على الفضائيات، التي تستضيف من يأتي بغرائب الفتاوى أو ذلك الذي يطعن في الدين أمثال "ميزو" و"البحيري" وغيرهما؟
نعلم أن مثل هذا المؤتمر يقام في مصر عشرات، بل مئات المؤتمرات في المجالات العلمية المختلفة، وتتزين جامعاتنا بمئات الآلاف من الرسائل العلمية؛ سواء ماجستير أو دكتوراه، ولكن لا شيء يطبق من توصيات هذه المؤتمرات، أو مما خرجت به البحوث العلمية تلك.
هذه هي المعضلة الكبرى أمام هذا المؤتمر، فنحن لسنا بحاجة إلى مؤتمرات جديدة، بقدر ما نحن في حاجة إلى آلية تطبيق ما سيخرج به المؤتمر عمليًا في كل الدول التي ستحضره، ولا أقول بنسبة 100%، ولكن أطمع لو تم تطبيقه بنسبة 50% فقط، ولو حدث هذا، لضمنا محاربة التطرف من ناحية، ومواجهة الإسلاموفوبيا من ناحية أخرى، لأنهما، في النهاية، وجهان لعملة واحدة.