"الساحة الحمراء" أسطورة موسكو التاريخية في مرمى سهام الإرهاب

13-9-2017 | 18:06
الساحة الحمراء أسطورة موسكو التاريخية  في مرمى سهام الإرهابالساحة الحمراء موسكو
مروة أحمد

"الساحة الحمراء" أو "الميدان الأحمر" الساحة الأكثر شهرة في موسكو، وهي على شكل مربع يفصل "الكرملين " – المقر الرسمي لرئيس روسيا- عن ربع تجاري تاريخي معروف، باتت هدفًا لسهام الإرهاب، ما دفع وسائل إعلام روسية للإعلان عن إخلاء جزء من "الساحة الحمراء" إثر ورود تهديدات أمنية.

موضوعات مقترحة

فإذا كان "برج إيفل" تحول أهم رموز باريس، فيما صارت ساعة "بيج بين" أعلى مبنى البرلمان البريطاني رمزا للندن، فإن "الميدان الاحمر" وما يجاوره من معالم تاريخية فريدة النمط رمزا تاريخيا خالدا لموسكو.

وتعتبر "الساحة الحمراء" نقطة مركزية لأنها تربط شوارع موسكو الرئيسية في جميع الاتجاهات وإلى الطرق السريعة الرئيسية خارج المدينة.

في أحد جوانب "الساحة الحمراء" التي تعتبر أكثر الأماكن السياحة شهرة في روسيا عامة وفي موسكو خاصة يقع ضريح فلاديمير إيليتش لينين، مؤسّس الاتحاد السوفيتيّ، الذي لا يزال محنطاً منذ أكثر من 85 عاماً، وخلال العهد السوفيتي حافظت "الساحة الحمراء" على اسمها، وأصبحت مكاناً استراتيجياً في الدولة، إضافة إلى كونها المقر الرسمي للحكومة السوفييتية، ومكان للعروض العسكريّة، فيما جرى بعض التعديلات على بوابات كاتدرائيّة "كازان" والكنيسة الصّغيرة "لإيفيرسكيا" لإفساح المجال أمام المركبات الحربية خلال العروض العسكرية والأعياد الوطنية، حيث أعيد بناؤها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.

وشهدت الساحة الحمراء أكبر عرضين عسكريين عالميين في عام 1941، عندما حُوصرَت المدينة من قبل الألمان، حيث كانت القوات الروسية تغادر المكان متجهة إلى الجبهات، والثاني موكب النصر في عام 1945، عندما أُلْقيت رايات الجيوش النازية المهزومة على ضريح لنين.

وفي 28 مايو 1987، شهد المكان قيام الطيار الألمانيّ ماثياس راست بإنزال طائرة صغيرة قرب كاتدرائية باسل، أما في عام 1990 فقد كان الكرملين والساحة الحمراء من بين المواقع الأولى في الاتحاد السوفييتي المدرجة ضمن قائمة التراث العالميّة لليونسكو.

وحاليا أصبحت الساحة الحمراء مكاناً رسمياً لتنظيم الحفلات الموسيقيّة البارزة، والأعياد العسكرية والوطنية، والعام الجديد، وغيرها، حيث شهدت في مايو 2008 أحد أقوى العروض العسكرية احتفالا بيوم النصر السنوي الخاص بروسيا، والذي يوافق الذكرى السّنوية لهزيمة ألمانيا النازية الـ 63 في الحرب العالميّة الثّانية، وهي المرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 التي يتم فيها استعراض المركبات العسكرية الروسية في هذا المكان.

ومن أبرز معالمها السياحية كاتدرائية "باسل القدّيس" ذات القبّة التساعية المعقّدة، وكذلك قصور وكاتدرائيّات الكرملين, وعلى الجانب الشرقي للساحة يوجد المركز التجاري وبجواره كاتدرائية "كازان"، وفي الجانب الشّمالي يوجد متحف الدّولة التاريخي وبه العديد من التماثيل والمجسمات التي تتخذ من زواياه مكاناً كتمثال برونزي لكزما مينين ودميتري بوزهارسكاي الذي ساعد في تطهير موسكو من الغزاة البولنديين في 1612، فضلا عن ضريح الجندي المجهول الذي تشاهد بجانب عسكرياً شاباً يقف مستعداً ثابتاً حاملاً في يده شعلة من نار طيلة وقوفه احتراما لتاريخ هذا الجندي المجهول.

وكانت الساحة في القدم مكاناً لتجمع الحشود كبيرة من الشعب للاستماع إلى إعلانات الحكومة وخطابات القياصرة، وتعد مصدر فخر للجيش الروسي لكونها مسرحاً لعروض الجيش.

الشائع أن سبب تسمية "الساحة الحمراء" بهذا الاسم يعود لأن إيفان الرابع -قيصر روسيا- بعد مقتل زوجته قام بمذبحة كبيرة أدت لقتل الكثير وطلي الساحة بلون الدم الأحمر.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: