Close ad

فوق رمال معبد أبو سمبل.. قصة صورة نادرة لشاعر فرنسي عشق راقصة بالصعيد

15-8-2017 | 22:05
فوق رمال معبد أبو سمبل قصة صورة نادرة لشاعر فرنسي عشق راقصة بالصعيد الشاعر فلوبير فوق معابد ابوسمبل
قنا - محمود الدسوقي

قام الشاعر فلوبير، بزيارة لمصر مابين عامي 1849م 1851م، وهي الزيارة التي جعلت المصور مكسيم دوكان رفيقه في الرحلة، يقوم بالتقاط صورة له، وهو يجلس فوق معابد أبوسمبل، التي كانت تغطيها الرمال آنذاك.

موضوعات مقترحة

وتحتفل مصر الشهر المقبل، بمرور 200 عام، على اكتشاف معبد أبو سمبل، الذي يعد أحد أهم رموز الحضارة المصرية التي تحظى باهتمام عالمي كبير.

الشاعر فلوبير، الذي له قصة عشق شهيرة مع الراقصة كوتشوك هانم، والتي تم نفيها لمدينة إسنا التابعة لمحافظة الأقصر حاليًّا، قام بالاتجاه للنوبة مع صديقه في 26 أبريل عام 1850م، كما يقول الباحث الأثري فرنسيس أمين لــ"بوابة الأهرام"، لافتًا أن رحلته لمدينة إسنا، التي جعلته يقع في غرام الراقصة كوتشوك هانم، ذات الجذور التركية كانت في مارس عام 1850م.

 

"مكسيم دوكان" رفيق "فلوبير"، والذي التقط له الصورة النادرة فوق رمال أبو سمبل، كان مختلفًا عن صديقه الشاعر فلوبير الذي عاش مغامراته العاطفية ونزواته، حيث كان "مكسيم دوكان" أكثر اتزانًا من صديقه فلوبير، وهو صاحب مقولة "إذا أردت أن تستعيد ذاتك فاذهب إلى مصر"، كما قام بتأليف كتاب اسمه "النيل" .

 

تم نفي الراقصة الشهيرة، التي لم تبادل الشاعر الفرنسي الغرام في أواخر عهد محمد علي باشا، إثر دخول نجله عباس الأول في أزمة نفسية سببت له عقدة طيلة حياته، حين رفضت إحدى الراقصات، أن تكون جارية له ليتم نفي عشرات الراقصات إلى الصعيد ليقوم الرحالة الأجانب والمستشرقين بالكتابة عنهن وعن لياليهن الصاخبة.

 

رغم أن الراقصة كوتشوك هانم لم تبادل الشاعر فلوبير قصة العشق، إلا إنه كان يصمم على ذكرها في خطاباته لصديقته وحبيبته السابقة الأديبة "لويز كوليه"، والتي صممت للذهاب لمدينة إسنا لتبحث عنها، ولكنها لم تجدها، هذا ما يؤكده "أمين"، مؤكدًا، أن كوتشوك لم تكن تتذكر فلوبير، وقت إصراره على المرور لمنزلها، حين عاد من رحلته من النوبة، والتقط صديقه صورة له، وهو يجلس فوق معابد أبو سمبل التي كانت تغطيها الرمال.

 

وأوضح، أن كوتشوك التي كتبت عنها عدة رسائل ماجستير ودكتوراه باللغات الأجنبية، كان فلوبير بالنسبة لها مجرد زائر أو "زائر أبو شنب" مثلما أطلق عليه الصبية الذين عرفوه بمنزلها العتيق الفخم، والذي دون من خلاله رقصة النحلة التي كانت تؤديها الراقصة باحتراف كبير، لافتًا أنه تم طبع رسائل فلوبير في أوروبا، حيث نشرت في أربعة مجلدات بين عام 1887 وعام 1893، أي بعد سنوات من رحيل الشاعر في عام 1880.

 

بالقرب من نهر النيل، كان يقبع منزل هانم كوتشوك في مدينة إسنا، وهي المنازل التي هدمت، ولم يبق منها أثر بعد رحيل فلوبير من الصعيد بعدة سنوات بسيطة، فالراقصة التي قيل إنها ماتت، والتي قيل إنها اعتزلت الرقص، وتابت لم يعد لها وجود إلا في خطابات الرحالة الأجانب، والتي كان معظمها أدب انحلالي، إلا أن منزلها القريب من النيل، كان سببًا رئيسًا لمواصلة الرحلة لالتقاط الصورة النادرة فوق رمال معابد أبو سمبل.

 

ويضف "أمين" أن فلوبير ورفيقه الجاد "مكسيم جوكو" ليسوا أول من زاروا معابد أبو سمبل، فقد زارها الرحالة السويسري بوركهارت قبلهما، والذي له السبق في اكتشاف المعبد كما يرجع بعض المؤرخين، حيث حث "بوركهارت" القنصل البريطاني سولت علي أن يقوم الرحالة الإيطالي، جوفاني باتيستا بلزوني، بزيارة المعبد، وهذا ماتم حيث استطاع بلزوني إزاحة الرمال عن المعبد  فيما بعد.

 

ويضيف أمين، أن بوركهارت أول رحالة أوربي، يصف سيناء والبتراء، لافتا أن بوركهارت تنكر في الصعيد بزي تاجر سوري، حيث اتجه لأسيوط وكتب يومياته حتي أمثال المصريين الشعبية قام بكتابتها، وواصل رحلته جنوبا حتي سواكن في السودان كما سافر للحجاز.

 

وصف السويسري بوركهارت، معابد أبوسمبل في 4 صفحات، حيث اعتقد أن تماثيلها لاتنتمي للنحت المصري وهي إغريقية، حيث عاش بوكهارت قبل أن يتم التوصل لفك رموز اللغة المصرية القديمة.

 

أما بلزوني، الذي أزال الرمال عن معبد أبوسمبل، فقد عاش في عصر صراع القناصل الأوربيين علي اقتناء الآثار المصرية، وهو الصراع الذي انتهي بأن توضع مجموعة الآثار للقناصل في متاحف أوربا.

 

ويقول فرنسيس أمين، إن بلزوني الذي كان يطلق عليه اسم عملاق، ترك الهندسة، وعمل في السيرك، وكان يستطيع أن يحمل علي ذراعيه 10 أفراد، أتي لمصر لمقابلة محمد علي، وعرض ماكينة للري يستخدمها في ري شبرا، ولكن حكايته تغيرت بعد تعرفه علي القنصل الانجليزي سولت، وكان طوله يتعدي مترين، فاستغله للعمل علي حسابه للعثور علي الآثار وضمها لمجموعته.

 

كان يقوم بلزوني بالحفائر، وينشرها علميا، وقد اكتشف مدخل هرم خفرع ومقبرة سيتي أجمل مقبرة ملكية، ومشهور عليه أن أخذ مسلة معبد فيلة، وأخرج الكثير من الآثار المصرية، لافتا أنه عاني الأمرين من عمال أبوسمبل، الذين كانوا يرفضون العمل، فقام بنفسه بإزاحة الرمال عن معبد أبوسمبل أروع المعابد المصرية علي مر التاريخ.

 

كان بلزوني قد أخرج الكثير من الآثار المصرية، شأنه شأن كل من زاروا مصر وحفروا بها في تلك الفترة، قبل صدور قانون الآثار المصرية، كما يوضح أمين، لافتا أن وأن بلزوني تعرض للاغتيال من منافسه قنصل فرنسا، ولكنه نجا واستطاع بضخامة جسده، أن يعمل بنفسه في إزاحة الرمال، وحين فتح مدخل المعبد فوجئ بشخص قصير إيطالي يدعي فيناتي، يمر بمركب علي النهر فاستضافه، وقام بإدخاله المعبد بسبب قصر جسمه.

 

وادعى "فيناتي" حين ذهب لإيطاليا، أنه هو المكتشف الحقيقي لمعبد أبو سمبل فقام "بلزوني" بصب لعناته عليه، واستمر بلزوني في رحلاته العديدة فذهب إلى تمبكتو بإفريقيا، ومات هناك مريضًا تحت شجرة دون أن يستدل على قبره تحت الآن.

معبد ابوسمبل قديما

صورة نادرة لمدينة إسنا التقطها المصور مكسيم دوكان

المصور مكسيم دوكان رفيق الشاعر فلوبير في إسنا

الرحالة الايطالي بلزوني

الشاعر فلوبير فوق معابد ابوسمبل
 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: