Close ad

قصائد مترجمة للكولومبي الأمريكي كارلوس آجواساكو

14-8-2017 | 19:35
قصائد مترجمة للكولومبي الأمريكي كارلوس آجواساكوكارلوس أجواساكو
عبير عبد الحافظ

تنشر "بوابة الأهرام" هذه القصائد للشاعر الكولومبي الأمريكي كارلوس آجواساكو، من ترجمة الدكتورة عبير عبد الحافظ، رئيس قسم اللغة الإسبانية وآدابها بجامعة القاهرة.

موضوعات مقترحة

وُلد كارلوس أجواساكو عام 1975 بمدينة "بوجوتا" عاصمة كولومبيا، وتخصصَ في الدراسات الأدبية بجامعة كولومبيا الوطنية، وقرر الإقامة بمدينة نيويورك منذ عام 1999.


يتنوع نشاطه الفني والأدبي في فروع متعددة، فقد قدم برنامجًا إذاعيًا بنيويورك وعمل بالسينما والمجلات الأدبية، وبالمثل مارس الترجمة فضلًا عن متابعة دراسته العليا بجامعة سيتي كوليج في نيويورك والتي يدرس بها حاليًا في قسم الدراسات البينية والثقافية.


نال درجة الدكتوراه من جامعة ستوني بروك، فهو شاعر وباحث وناقد أدبي، قدم من خلال دار النشر التي أسسها "أرتي بوتيكا بريس" (فن الشعر) نصوصًا من الفن القصصي والشعر.

...................................
(نيويورك)

هذا العالم هو الازدراءُ والغطرسة.
إيماءاتٌ تقزِّز البشرَ،
الكتفُ بالكتف جلُوسٌ في المترو.
نظرةٌ ثابتةٌ في المنتصف تخترقُك
تتلاشى عنك وتحيدُ الى تفصيلٍ عربيٍّ هو العمامة.
ليس هذا العالم عالمك لكنه لك.
والمدينةُ هناك تنتظرُ من يأخذُها.


المدينة هناك تنتظرُ استنفادَها،
لتمنح الازدراء، لتصبحَ انعكاسًا للرجل والإنسان،
لتذكّر دائمًا بأن مركزَ النظرة لا يهمُّ ،
وحرارة عدسة تكتنفُك بكياسةٍ وإغواءٍ
لمن يتفحَّصُك دون أن ينظرَ إليك.

سيكونُ ضروريًّا مقتل جون لينون ومواجهة السوداوية
أن تبتسمَ للكاميرا التي ستترصَّدك،
وعناوين الصُّحف لسنواتٍ عشرٍ دون أن تمنحك سنتافو .

الضحكُ كالمجنونِ والإصابة بوباء المال
الإصابة بوباء الجُنون والسخرية من المال.
نيويورك لستُ أنا من توجِّهينَ إليه التحيةَ
فيما شعلة الحرية مُضاءةٌ في الأطلنطي.
------------

(المُنتزه)

القصيدةُ موردٌ للجِلدِ،
كِساءٌ للعظام والقلب ينبضُ،
ولدتُ لأبكي مددًا ولأجلس بالتنزُّهات،
فالقراءة الجهرية ابنةٌ للقصيدةِ المُمتدة في الهواء،
وتلاعب نيويورك لتختبئ تحت شمس الظهيرة،
إنني كومةٌ فوق العُشب ترقبُ الحمائم تتحلَّق في دوائرَ
والقطار المُعلَّق يشير إلى انقضاء الدقائق سبعًا إثر سبعٍ.

جئتُ إلى هنا لأجلسَ في صمتٍ.

لو كنتُ شجرةً لالتفَّت أغصاني بحثًا عن بصيصِ الضَّوْء بين المباني.
لو كنتُ شجرةً لحاكت جذُوري هذا الدوران.
أمكثُ ساكنًا الى أن تتغوَّطَ فوق وجهي الحمامة
وأضحك.
لأنَّني قادرٌ على الضحكِ مِدرارًا
يتسمَّع الجلدُ القصيدةَ ويقشعرُ بوقعِها
فالقراءة الجهرية تمسِّد ظهرَ الرياحِ
والقطار، القادم عن بُعدٍ، يجعل التالي أكثر خفُوتًا.
(إلى نورا و أورسولا في وودسايد)
--------------

(القصيدة "اثنان")

لكتابةِ القصيدةِ لا بد من وجود "اثنان"
فلا أحدَ يكتبُ القصيدةَ دُون فردٍ "ثان" يمنحُها الوجود.
فلكي توجدُ هذه السُّطورُ لا بد من وجودكِ أنتِ
ولغتي التي ترسمُها على جلدك،
ريشة من لُعابٍ يتهجَّى اسمَكِ على حافتي شفتيْكِ،
وشفتاك مثل لوحِ الكتابةِ أتعلَّم أن أضعَ فوقه النبرات.

لأقرأ القصيدةَ يلزمُني وجودُكِ،
وعيناك لترسماها في الهواء،
عيناك تُعيدان الكتابة، تخلُقان العوالمَ الممكنةَ،
والمستحيلةَ،
مثل هذا العالم ونحن فيه مثل حُوتٍ واحدٍ ضخمٍ،
مغمُورٍ في أنوارِ المُحيط،
ثملٌ من الحُبِّ.
أو رُبَّما عوالم شِبه مُستحيلة،
مثل هذا العالم يسيرُ به في شوارع نيويورك،
ونتجاهل بردَ الشتاء،
وأضواء تايمز اسكوير،
ونفير سيارات الإسعاف،
أورُبَّما عوالم كانت مُمكنةً،
مثل هذا العالم الذي نتحاب فيه دون سنتافو واحدٍ في الجيوب،
ونشدو بأغنيةٍ حرُوفِ المدِّ التي نكتبُ بها اسميْنا.
-----------


(إلى زوجتي)

ليلٌ في نيويورك

إنه الليلُ،
سمكةٌ،هي أنا، في مياهِ الليلِ،
ولا شيء يقودُ إلى الضَّوءِ،
بحثًا عن الدفءِ والحرُوفِ،
والتنفُّس جمعٌ من الفقاعاتِ تعيقُ النظرَ،
تحولُ دُون القراءةِ،
بورخس ، عين تُظلم مثل ممرٍ بمنزلنا،
ثربانتس ، ضوءُ المِصعدِ حين يفتحُ.

إنه الليلُ
سمكةٌ أنا، في أمواجِ بحورِ الليلِ،
مكشوفٌ إلى جوارِ الشَّاشةِ،
وأصابعي مثل قشُورِ السَّمكِ فوق الأزرارِ،
والجوع جرعةٌ آسنةٌ تُمزِّقُ الأحشاءَ،
وتضلِّلُ القراءةَ،
بورخس، بيتُ شعرٍ من أحد عشر مقطعًا لا يُفسّرُ بالنهارِ،
ثربانتس، هو البحرُ جمعاء يحيطني في سكون.
----------


(فتاةُ نيويورك)


كانت نيويورك فيلمًا طويلا مُتعدِّد الألوانِ،
الراقصةُ مُحبطةٌ تعملُ ساقيةً في القريةِ،
إلى جوارِ البيروانية الهندية تطهُو مثل الآلهةِ،
فتاة نيويورك مُغطَّاةٌ من الخلفِ،
المرأة ذات الأردافِ المشقُوقةِ،
وعظمة الترقوة من السكر،
إعلان كوكاكولا وسيقانٌ طويلةٌ
ومن يمرُّ سريعًا، سيعُودُ سريعًا ويعبرُ سريعًا.

كانت نيويورك نظراتٍ في الحانةِ،
وخانًا صغيرًا في الضَّواحي،
ومناقشة عن هويدوبرو لديفيد لينش،
ثيسار باييخو مسمُومٌ بالأضواء،
ومرةً ثانيةً تقفزُ الساقيةُ،
المرأةُ التي تخدمُني، ثم تديرُ ظهرها
الممثلةُ الشابةُ المتفاجئةُ برؤيتي أقرأ.
دخل الشاعرُ الفيلمَ مُصادفةً،
منحوه دورًا ثانويًّا ساقيًا للقهوةِ
وجبَ عليه إشعالَ سيجارةٍ من دون فلتر والنظر إلى البطلةِ.
تألق صُعلوكًا في نيويورك
ظهرَ مثل الدُبِّ آكل النملِ يتشمَّمُ حوله،
لكنَّ الشاعرَ لا يقدرُ على التمثيلِ
بل يقدرُ على المُبالغةِ والجديَّةِ المُفرطةِ،
يقضي حياته ما بين الحاناتِ ولا يعرفُ المطاعمَ.

كانت نيويورك فيلمًا طويلا مُتعدِّد الألوانِ،
تجلسُ الراقصةُ مع الشَّاعرِ
والبيروانية الهندية الجميلةُ تترجمُ إلى الإسبانيةِ
كُلَّ ما تقُولهُ الشقراءُ.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: