Close ad

صناعة "الشذوذ العلمي"

30-4-2017 | 13:00

ماذا لو علمت أن ماء البحر اختلط بماء النهر، أو الأسد تزوج غزالا؟.. الأمر هنا خرج عن السُنّة الكونية، فما من شيء إلا له خط أحمر، فالسُنّة الإلهية والأديان والقوانين وجدت للحد من تطرف الطبيعة وجنوح الإنسان.. وهو ما حدث بالفعل وسمعناه عن إعلان جهات علمية رفيعة الشأن بإمكان الإنسان الزواج من ربوت، ومن حق الزوج اختيار زوجته الآلية أو العكس.

وقد أكد الخبراء إتاحة الزواج الآلي بمنتهى اليُسر في عام 2050، بعد توصلهم إلى دمى حقيقية تتشابه مع الإنسان في حركاته وانفعالاته، فمثلا يمكنها الغمز بعينها وتحريك فمها، مع أن الدمى صنعت للعب والتسلية، وشاهدنا في الزمن الماضي الأم تصنع لفتاتها عروسة من القماش وتحشوها بالقطن، ولم يرد على الذهن أن هذه اللعبة ستصبح زوجة للمعاشرة الجنسية.

ومن المقبول والمنطقي تلقي خبر ابتكار روبوت "ست بيت" يقوم بأعمال المطبخ وإعداد الطعام، أو روبوت سباك أو للفرفشة ليخفف عنا جو الاكتئاب، ولكن إنسان آلي يحاكي الزوجة أو الزوج فمرفوض تمامًا.. ويتزامن هذا الحدث مع صراخ المفكرين ورجال الدين في الغرب، من ظاهرة تدني الأخلاق، وسيطرت الشذوذ الفكري، وانتشار الجريمة المنظمة التي أدت إلى تفكك مجتمعاتهم؛ خاصة بعدما تركوا وراء ظهورهم عقائدهم الدينية وتقاليدهم، واتجه بعضهم إلى تقنين زواج المثليين؛ من باب احترام حرية الآخر، ومن هذا المنطلق لابد أن نفسح المجال أيضًا لحرية المدمنين، وتجار المخدرات، ومافيا الرقيق والدعارة.

وأقوى نموذج غربي عن تفشي الانحدار الأخلاقي الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا بشهادة أحد كبار مفكريها "بريجنسكي" مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر، وقد وثقها في كتابه الشهير "خارج نطاق السيطرة" أو "الانفلات" وأطلق مصطلح "استباحة الإباحة" لوصف الوضع الأخلاقي المتدهور في المجتمع الأمريكي، ويقول إنها تعد أكثر خطورة على المستقبل الأمريكي من الصين.

ومن الآثار السيئة الأخرى المترتبة على شيوع الروبوت الجنسي واقتحامه غرف النوم، هو تضاعف نسبة العنوسة على مستوى العالم، في أمريكا مثلا ترصد التقارير عزوف الشباب عن الزواج، وفي السويد تندلع المظاهرات النسائية في شوارع ستوكهولم للمطالبة بالزواج، وتشير تقارير إلى أن 18% من بيوت أوروبا يسكنها النساء بمفردهن، وأضف إلى ذلك تزايد نسبة نقص المواليد؛ حيث خلصت دراسة إحصائية إلى أن أوروبا ستشهد انحسارًا سكانيًا؛ لانخفاض المواليد، وارتفاع نسبة الشيخوخة، وسيقضي أيضًا انتشار الآلي الجنسي على روح التآلف والترابط الاجتماعي، وسيجعل الإنسان أكثر أنانية وعديم المشاعر، وسيتحول إلى مدمن وشاذ؛ بعدما أجهضوا الفطرة السوية داخله، والعلاقة الحميمة، وكما قال العالم البريطانى "ديفيد ليفي" خبير المعلومات الصناعية: إن الآلات الجنسية ستنتج إنسانًا متهالكًا جسديًّا ونفسيًّا.

ولم يقف انفلات الذكاء الصناعي عند هذا الحد، بل تم تصنيع روبوتات تتحلل بيولوجيا في نهاية فترة صلاحيتها؛ كجسد الإنسان، وهو ما أعلنه المعهد البريطاني للتكنولوجيا في الفترة الماضية، والعجيب يطلقون على من يسعى لتدمير المجتمعات بالذكاء الصناعي..

والسؤال: هل سيتمنى الإنسان يومًا ما العودة إلى الحياة البدائية؟ وعلينا أن ننتظر؛ فقد يخرج العقلاء ورجال الدين ليعيدوا بوصلة الإنسان إلى فطرته.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة