يتصف الكاتب البريطاني روبرت فيسك بالخداع والمكر المهني، ويملك من الحيلة ما يجعل من حبر قلمه، سمًا قاتلًا، فقد دأب خلال الأشهر الماضية على بث سمومه عبر سلسلة مقالات في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ضد مصر ضمن حملة غربية تقودها بعض الأقلام في كبريات الصحف العالمية؛ حيث جاء مقال الصحفي البريطاني المتخصص في شئون الشرق الأوسط قبل أيام بعنوان "داعش تصل لقلب مصر" كاشفًا عن مغالطات مهنية واضحة، وأكاذيب سافرة، وصفاقة متناهية تحركها دوافع شيطانية، ونوازع خبيثة، لا تقل في مخاطرها عن أعمال الإرهاب فهي تهدف إلى بث سموم التحريض والكراهية، وغرس روح الإحباط وتخويف المستثمرين من نقل أموالهم إلى مصر.
لقد تجاهل الكاتب البريطاني عن عمد ما حققه الجيش المصري من ضربات ناجحة ضد الإرهاب في سيناء، وتطهير "جبل الحلال" من البؤر الإرهابية التي كانت تتحصن به منذ سنوات، واعتبر بغباء مهني وسياسي أن تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية دليل فشل في حصار إرهاب سيناء، بل تمادى زاعمًا أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الأعمال الإرهابية في شوارع القاهرة.
وواصل تحريضه السافر معتبرًا أن فرض الطوارئ محاولة من النظام لتقييد الحريات، وإعادة المعتقلات، والقبض على المواطنين بدون اتهامات، وتجاهل الكاتب البريطاني - عن عمد أيضًا - أن فرض الطوارئ ليست بدعة مصرية، بل إن معظم الدول الغربية حين تعرضت لمخاطر تهدد أمنها تسارع بفرض الطوارئ، وهو ما فعلته فرنسا قبل شهور.
هذه المزاعم التي تحمل كل علامات الكراهية، والتحريض تجاهلت أوضاعًا أمنية تطورت وإنجازات في معركة الإرهاب تحققت، وأن فلول الإرهاب في شهقة الموت الأخيرة؛ بعدما تأكدت أن جيش مصر يقف لها بالمرصاد، ولا مكان لها بين المصريين.
ولعل هذا التوجه العدواني تجاه مصر له من الشواهد الدامغة والأدلة الثابتة ما يؤكد أنه مخطط دولي يستهدف أمن واستقرار مصر، ويسعى إلى نشر الفوضى في البلاد وتطفيش المستثمرين، ومنع تدفق الاستثمارات في المشروعات الجديدة؛ حتى لا تقوم لهذا البلد قائمة.
وما يدلل على ذلك ما فجره في مجلس الأمن مندوب روسيا فلاديمير سافرونكوف قبل ساعات، والذي اتهم بريطانيا صراحة بتورطها في إيواء الجماعات الإرهابية المسئولة عن تفجير الكنيستين المصريتين في سابقة خطيرة تضع علامة استفهام كبيرة حول دور بريطانيا في دعم الإرهاب بمصر مما يتطلب معه تحرك مصري جاد وحاسم للتحقق؛ مما قاله المسئول الروسي الذي فضح هذه الدولة التي تحتض الجماعات الإرهابية، وتقدم لها المساعدات اللازمة لتنفيذ مخططاتها ضد مصر.
ومن اللافت أن هذه التحركات المشبوهة تأتي بالتزامن مع الفيديو المفبرك الذي أذاعه تنظيم "داعش" قبل أيام حول مزاعم تشير إلى قنص جنود مصريين في سيناء، في محاولة لكسر الروح المعنوية، وإظهار وجود خادع لـ"داعش" في سيناء.
....
والمثير للدهشة أن يتجاهل الإعلام الغربي حقيقة أن تنظيم "داعش" من صنيعة الغرب، وتم تشكيله بهدف هدم الدول العربية، ونهب ثرواتها وتقسيمها لصالح توسيع نفوذ إسرائيل، وتثبيت احتلالها للأراضي العربية.
تبقى الحقيقة التي لا يعرفها فيسك وأمثاله، وهي أن مصر بجيشها الذي هزم كل الغزاة لن تسمح لأحد أن يدنس أرضها وستقطع دابر كل الإرهابيين وتفسد خطط كل المتآمرين، وإذا كان فيسك وأعوانه يعتقدون أنهم قادرون عبر الأكاذيب ضرب الروح المعنوية للمصريين وكسر إرداتهم فهم واهمون، ولعل مشاهد الالتحام والاصطفاف التي بدا عليها المصريون في مواجهة الإرهاب وهتافات "مسلم مسيحي إيد واحدة" هي خير رد على دعاة الفتنة من أمثال فيسك.