Close ad

الجامعة العربية.. روشته للإصلاح

14-3-2017 | 17:15

في مارس من كل عام، وبمناسبة انعقاد القمة العربية، يطرح السؤال عن أسباب ضعف العمل العربى المشترك؟ ولماذا الجامعة العربية التي تأسست عام 1945، ليست بقدر نجاح الاتحاد الأوروبي الذي تأسس بعدها في مارس 1957، أو منظمة الوحدة الإفريقية، التى تأسست في 25 مايو 1963، وكانت نواة للاتحاد الإفريقي برغم الإمكانات الهائلة للدول العربية، التى تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد روسيا من حيث المساحة، والرابعة من حيث السكان بعد الصين والهند والاتحاد الأوروبي، فما هي معالم الطريق التي يمكن أن تشكل بداية جديدة للعمل العربي المشترك؟

1- الجامعة العربية هي المنظمة الإقليمية الوحيدة في العالم التي ينص ميثاقها على أن قراراتها "ملزمة" فقط للدول التي "وافقت" على القرارات، بمعنى أن الدولة العربية التي تعارض أو تمتنع عن التصويت "غير ملزمة" بتنفيذ هذه القرارات، وإذا كان هذا حال الدول العربية التي لا توافق على القرارات، فكيف يمكن لقرارات الجامعة العربية أن تكون ملزمة للأطراف غير العربية، وبالتالي البداية الطبيعية هو تعديل ميثاق الجامعة العربية؛ بحيث يكون الجميع "ملزمون" بكل القرارات التي تصدر عن الجامعة العربية، كما يجب حرمان الدول التي تعترض على قرارات الأغلبية من حق "التحفظ على القرارات"، ويصبح القرار قرار كل العرب وليس قرار من وافق فقط من العرب.

2- لا توجد "آلية عقابية" في قرارات الجامعة العربية، بمعنى أن القرارات الصادرة من الجامعة العربية لا تستند إلى ما يشبه "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يعطي المجتمع الدولي الحق القانوني والسياسي لتنفيذ القرارات بالقوة، ولذلك الدولة العربية التى لا تلتزم بالقرارات العربية لا يمكن عقابها، والقرارات في الأمم المتحدة مصنفة طبقًا لكل باب من أبواب ميثاق الأمم المتحدة، بمعنى هناك قرارات تستند للفصل السابع، وأخرى تستند للفصل السادس.. وهكذا، لكن الجامعة العربية ليس فيها هذه الدرجات من "الإلزام" أو "العقاب".

3- الجامعة العربية تهتم بالسياسة على حساب الاقتصاد، والسياسة "مفتاح الاختلاف" في حين أن الاقتصاد هو "الأسمنت" الذي يقوي العلاقات بين الدول والشعوب، ودائمًا ما يأتي الاقتصاد والثقافة والعلاقات العربية الشعبية في المرتبة التالية بعد السياسة؛ ولذلك لم يتحقق شيء لا على مستوى السياسة أو الاقتصاد، في حين تجربة الاتحاد الأوروبي بدأت من الاقتصاد مثل التعاون بين منتجي الحديد أو التكامل في المنتجات الزراعية وصيد الأسماك، وبرغم وثيقة العمل الاقتصادي العربي المشترك التي وقعت عليها الدول العربية منذ أكثر من 40 عاماً، وما يقوم به مجلس الوحدة الاقتصادية العربية إلا أن "التجارة البينية" بين الدول العربية ما زالت دون المستوى، وما زال تشكيل "كيان اقتصادى موحد" أو "عملة عربية" أو "بنك مركزي" عربي بعيد المنال.

4- عدم وجود كيانات عربية موحدة للتعامل مع القضايا الإنسانية مثل اللاجئيين أو تقديم المساعدات الإنسانية، وبرغم أن العالم العربي أكبر مصدر للاجئيين فى العالم لا يوجد كيان عربي موحد للتعامل مع مثل هذه القضايا الحيوية بما يجعل المواطن العربي يتلامس بشكل مباشر مع جهود الجامعة العربية، حتى التبرعات العربية للمشروعات الإنسانية في العالم العربي تذهب لمنظمات دولية تنفق 70% منها على المرتبات واللوجستيات، وفى النهاية تبرعات العرب لا تصل إلى اللاجئين العرب.

5- لا تملك الجامعة "أذرع تنفيذية" لتفيذ قراراتها، فالجامعة لا تملك إلا مبنى المقر الرئيسي بميدان التحرير في قلب القاهرة، وبعض المقرات المتخصصة، وليس لديها جيوش أو قوات تدخل سريع أو حتى "قوات شرطة" عربية، وعندما طرح الرئيس السيسي تشكيل "القوة العربية" المشتركة في يناير 2015 لم يتفق العرب على ذلك برغم توقيع كل الدول العربية اتفاقية الدفاع العربي المشترك منذ 13 أبريل 1950.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
ميركل.. ومسجد ميونخ

هل تحمل زيارة المستشارة أنجيلا ميركل لمصر مسارًا مختلفًا عن زيارات زعماء دول عملاقة مثل روسيا وفرنسا والصين لمصر؟ وهل الزيارة تؤكد تحولًا نوعيًا في الموقف

هل يبحث ترامب عن الفستق بعيدًا عن إيران؟

فى ثلاثينات القرن الماضي استطاع عالم النبات الأميركي ويليام وايتهاوس تهريب 10 كيلوجرامات من أفضل بذور الفستق الإيرانية لزراعتها فى الولايات المتحدة الأمريكية،

جنيف 4.. هل تحل المعضلة السورية؟

هل تختلف محادثات السلام السورية المقررة في جنيف في 20 فبراير الحالي عن اجتماعات جنيف الثلاثة الماضية، والتي لم تثمر أي حلول سياسية على أرض الواقع، وهل

الجيل الرابع للإرهاب

هل يتوسع تنظيم "داعش" برغم الهزائم المتلاحقة لعناصره على الأرض في سوريا والعراق وليبيا؟ هل بات العالم على أبواب النصر الساحق على "داعش"؟ وهل دخول الجيش

الأكثر قراءة