وقع الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، و"أندريا كفاحيتو" وزير الثروات الطبيعية والبيئة في بيلاروسيا مذكرة تفاهم في مجال الحماية والاستخدام الرشيد للموارد المائية، بحضور رئيسي الدولتين بمقر قصر الاتحادية، على هامش زيارة رئيس بيلا روسيا إلى مصر.
توقيع مذكرة التفاهم يأتي تتويجاً للزيارة التي قام بها وزير الموارد المائية والري إلى بيلاروسيا في منتصف ديسمبر الماضي، وتضمنت زيارة عدد من المراكز البحثية، وعقد لقاءات مكثفة مع عدد من الوزراء والمعنيين بمجالات الموارد المائية والزراعة والإسكان والتجارة، وممثلي بعض الشركات العاملة في مجال معالجة المياة العادمة.
شملت مذكرة التفاهم العديد من المجالات التي تم اختيارها، وتضمنت ١٣بندًا؛ للاستفادة من خبرات بيلاروسيا في مجال إدارة مخاطر السيول، والإنذار المبكر، ودعم الشبكة القومية لمراقبة المياه الجوفية.
كما شملت مذكرة التفاهم التعاون من أجل تطوير تكنولوجيا رخيصة لمعالجة مياه الصرف، وإعادة استخدامها، والاستفادة من خبرات بيلاروسيا في تنفيذ أسلوب "الدائرة المغلقة" لإعادة استخدام المياه، وسبل تطبيقه في المشروعات القومية الكبرى، لتحقيق الإدارة الرشيدة للموارد المائية واستدامتها.
وتفعيلا لبنود مذكرة التفاهم، فقد وعد الجانب البيلاروسي بتوفير عدد من المنح الدراسية لشباب مهندسي وزارة الموارد المائية والري، في مجال بناء القدرات في عدد من المجالات التي تخدم بنود مذكرة التفاهم.
سبق توقيع مذكرة التفاهم زيارة الدكتور وزير الموارد المائية والري، بيلاروسيا والاجتماع مع عدد من ممثلي دولة بيلا روسيا؛ لمناقشة أوجه التعاون المشترك بين البلدين، في مجالات إدارة الموارد المائية.
قام خلال الزيلارة وزير الري بجولات ميدانية؛ لتفقد عدد من المراكز البحثية المتخصصة، وشركات المياه، لتبادل الخبرات في المجالات التي تتعلق بالتحديات التي تواجه إدارة الموارد المائية، واستعراض استراتيجية الموارد المائية في بيلاروسيا، والتعرف على تجربة إدارة الأحواض المشتركة بينها وبين دول الجوار، للحفاظ علي الموارد وتوفير الاحتياجات من الغذاء.
كما عقد وزير الري اجتماعًا موسعًا مع وزير منع الاحتكار والتجارة البيلاروسي، والمسئول عن التنسيق وبحث فرص التعاون مع مصر، والذي أشار خلاله إلى أهمية التعاون في تنمية محور قناة السويس، وتنمية المثلث الذهبي، والتعاون في مجال التعليم والصناعات الدوائية، وفي مجالات تطوير تكنولوجيات رخيصة التكلفة لمعالجة مياه الصرف العادمة، وكذلك مياه الصرف الصناعي.
وأكد "عبدالعاطي" على ضرورة تطوير التكنولوجيا في مجال تحلية مياه البحر؛ لتنمية المناطق الساحلية، بحيث تكون التكنولوجيا رخيصة التكلفة وموفرة للطاقة، وأن يتم تصنيعها بسواعد مصرية؛ لضمان استدامة عمل تلك المحطات، ومشددًا على استمرار العمل لتطوير طرق الري الحديث؛ لتعظيم كفاءة استخدام المياه.
التقى وزير الري، خلال زيارته إلى بيلا روسيا أيضا "إيفان راكيفيتش"، مدير شركة "بليكوبل" لتصميم وإنشاء محطات معالجة مياه الصرف، وتعرف منه تفصيليًا على تكنولوجيا "الجيل المتقدم المدمجة" المنخفضة التكلفة، ومميزات تلك الطرق وفاعليتها في معالجة مياه الصرف، وتم الاتفاق على تقديم دراسة مبدئية عن التكاليف الاستثمارية، وتكاليف تشغيل وصيانة تلك المحطات، مقارنة بالمحطات التقليدية، وبحث إمكانية استخدامها في مصر.
وخلال اجتماعه مع مسئولي بيلا روسيا في ديسمبر الماضي، أكد "عبد العاطي" أهمية جذب وزيادة استثمارات بيلاروسيا للمشروعات التنموية على المستوى القومي، وفي مقدمتها محور قناة السويس، وتنمية الساحل الشمالي، ومشروع تنمية المليون ونصف المليون فدان.
ونقل وزير الري إلى مسئولي بيلا روسيا اهتمام وزارة الموارد المائية والري بالتعاون في مجالات البحث العلمي، ورفع كفاءة القدرات البحثية؛ لإيجاد تكنولوجيات رخيصة التكلفة؛ لمعالجة مياه الصرف وتحلية المياه، واستخدام الصوب الزراعية، من أجل تعظيم الاستفادة من وحدة المياه ورفع الإنتاجية، فضلا عن مجالات تطوير البذور، وإيجاد محاصيل تتحمل ملوحة المياه.
كما شدد "عبد العاطي" على أهمية التعاون في مجال دعم الشبكة القومية لمراقبة المياه الجوفية بمناطق الصحراء الغربية، من خلال حفر آبار لمراقبة المياه الجوفية، وضمان استدامتها لتلبية مشروعات وخطط التنمية.
وأوضح وزير الثروات الطبيعية في بيلاروسيا، بأن لديهم مركزًا متخصصًا لمحاكاة وتقدير إمكانيات المياه السطحية والجوفية، وكذلك التنبؤ بالأمطار والثلوج، ونماذج لإدارة أحواض الأنهار المشتركة مع دول الجوار، ومراقبة نوعية المياه قبل صرفها بالأنهار، وخبرات واسعة في حفر الآبار وتقدير وإدارة المياه الجوفية، ويستخدمون تكنولوجيات متقدمة لمعالجة المياه وإعادة استخدامها وتقليل الفاقد منها.
وأكد الوزير البيلاروسي، أن دولته تمكنت من الوصول إلى إغلاق دائرة فواقد استخدام المياه، واستعداد بلاده تقديم منح دراسية في مجالات الموارد المائية؛ لإتاحة الفرصة للباحثين المصريين للتعرف علي أحدث الأجهزة المعملية والنماذج الرياضية المتوفرة بالدولة لنقلها إلى مصر.
وأشار وزير زراعة بيلاروسيا، إلي التفوق التكنولوجي في مجال تربية المواشي والأبقار وصناعات الألبان، وكذلك مزارع الأسماك وتصديرها، بالإضافة إلي صناعات الأسمدة والمخصبات العضوية.
وأوضح وزير الإسكان مدى خبرات بيلاروسيا في معالجة مياه الصرف والتكنولوجيات المتقدمة لمعالجة كافة أنواع الملوثات، والوصول بالمياه المعالجة إلي المعايير القياسية للاستخدام، ومؤكداً أن بيلاروسيا دولة منبع لعدد من الأنهار، لذا فهي تهتم جدا بنوعية المياه التي تصرف بالأنهار، والتي بدورها تستخدم في دول المصب.
واستعرض "عبد العاطي" مع ممثلي معهد التصميمات للبنية التحتية التابع لوزارة الإسكان البيلاروسية، إمكانيات المعهد في إيجاد حلول متكاملة لمشاكل التلوث ومعالجة المياه العادمة، ووضع منظومة متكاملة لإدارة وتدوير المخلفات الصلبة، وتم عرض أنشطة المعهد في تصميم المنطقة الصناعية العملاقة، والتي تعتمد علي إعادة استخدام المياه دون فواقد، مع التوضيح لوزير الري طرق تصميم المحطات المدمجة لمعالجة مياه الصرف.
وقبل مغادرته بيلاروسيا التقى وزير الموارد المائية والري، مسئولي مركز الدراسات المترولوجية ومراقبة المياه، لاستعراض إمكانيات قواعد بيانات مراقبة المياه الجوفية المتاحة، وإمكانيات شبكة آبار المراقبة، والأجهزة المستخدمة لجمع بيانات الخزانات الجوفية والدراسات المتعلقة بها.
وتعرف "عبد العاطي" على خطة المركز في التنبؤ بالأزمات والكوارث، وطرق الإنذار المبكر لأية أزمات من شأنها التأثير على الأنشطة الاقتصادية، وتطرق العرض إلى شرح أساليب النمذجة المتبعة للتنبؤ بمواقع النحر، والترسيب أثناء الفيضانات، وسرعة إبلاغ جهات الدولة المختلفة بالمواقع المتوقع حدوث أزمات بها لاتخاذ التدابير اللازمة.
كما تعّرف وزير الري أيضا، على نظام المراقبة والمتابعة لأخطار التلوث الإشعاعي، باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، وصور الأقمار الصناعية، وكيفية تحديد المواقع التي يمكن أن تتأثر بأي تلوث إشعاعي، وإعداد خرائط خطورة في حالة حدوث تسرب إشعاعي.
وقد تجسدت جهود الزيارات المتبادلة بين الجانبين المصري والبيلاروسي، عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين، والتي كان من بينها مذكرة في مجال الحماية والاستخدام الرشيد للموارد المائية، وقد وقع عليها الدكتور وزير الموارد المائية والري، ووزير الثروات الطبيعية والبيئة في بيلاروسيا. ## ## ##