Close ad

خشب لا يحترق في ديسمبر

24-12-2016 | 23:14
خشب لا يحترق في ديسمبرأرشيفية
شريف الشافعي
بمحاذاةِ بحرٍ ثائرٍ
موضوعات مقترحة

يمشي صامتًا
في الليل

تحسده صخرةٌ
كبيرةٌ
تودُّ أن تتحرّكَ

ويحسدُها قلبُهُ الذي
يتمنى أن يتفتّتَ

* * *

نعم، هذا بردُ ديسمبر
وأنا ساقايَ من خشبٍ لا يحترقُ

أركبُ الأرجوحةَ
في الصباح

أعلو وأعلو وأعلو
حتى أرى العالم أصغرَ
من قطعة ثلج بصدري
وتضحك لي الشمسُ كطفلةٍ

* * *

يتأخرُ القطارُ أحيانًا
فأمشي أنا على القضبانِ
لا لكي أصِلَ
لكنْ لأدهسَ كلَّ شيءٍ

* * *

حذاءٌ صغيرٌ
في صندوق قمامة
لم يعد يليق بصاحبه،
صاحبه الذي كبر وحده
ونسي أشياءه كلها،
أشياءه التي لم تكبر معه
أشياءه التي لم تغادر طفولتها

وحده الحزن قال:
"هذا الحذاء الصغير، على مقاسي دائمًا"
مع أن الحزن كبير جدًّا
أكبر من صاحبِ الحذاءِ
أكبر من صندوقِ القمامةِ
أكبر من نفاياتِ هذا العالمِ

* * *

آه لو تعلمينَ كيف نجوتِ
من أسلحتهم؟

الذي أطلقَ عليكِ رصاصةً
فوجِئَ بصدري يصدُّها عاريًا

والذي صوّب كشّافَ الإضاءةِ نحوكِ
فوجِئَ بأنني الظلامُ
الذي ابتلعَ كلَّ شيءٍ

* * *

من بركةٍ متجمدةٍ
طلَعَت السمكةُ دافئةً
كضحكتكِ الضالّةِ
في هذا المأتمِ


* * *

أنامُ كأنني لا أنامُ
وكلما اقتربتْ نسمة، انتبهتُ
أملاً في أن تكون أنتِ

* * *

أن تحبّكَ امرأةٌ
وأنتَ عابرٌ في طريقٍ
هذا هو أثرُكَ الباقي على الأرضِ
..

للتواصل:
[email protected]
كلمات البحث
اقرأ ايضا: