يرصد إحصاء موتى مدينة الإسكندرية في وثائقه المكتوبة منذ 196 سنة مئات الأشخاص الذين تشابهوا مع أسماء الشخصيات التي أداها الفنان الراحل محمود عبد العزيز والذي كان من قدره أن يدفن أيضا في المدينة المصرية العريقة التي شهدت مولده.
موضوعات مقترحة
وإحصاء موتى الإسكندرية تمت كتابته في أواخر عهد محمد علي باشا مثلما يوضح الباحث التاريخي أحمد حزين الشقيري لافتا إلى أن الإحصاء يظهر وفاة أحد الأشخاص المنتمين لعائلة الجمال المنتشرة في محافظات مصر منذ قديم الزمان ومنها شخص يتشابه اسمه مع والد رأفت الهجان الشخصية التي أداها الفنان القدير محمود عبد العزيز.
علي سليمان محمد الجمال المتشابه اسما مع والد البطل المصري رأفت الهجان توفي في عام 1847م وهو مارصده إحصاء الموتى حيث مات علي سليمان في مدينة الإسكندرية وكتب اسمه ومولده حيث مات غريبا عن مسقط رأسه في المنوفية مثله مثل كافة الغرباء الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة وهم يعملون في مدينة الإسكندرية.
كانت تحمل مقابر الإسكندرية عشرات الموتى يوميا الذين عاشوا الحياة سابقا كما يرصد الإحصاء مثل رجال من إفريقيا كان مصيرهم أن يكونوا عبيدا لقناصل دول أجنبية مثل محمد بن سليم معتوق القنصل الانجليزي بالإضافة لشخصيات من أوروبا وضعوا لأنفسهم مقبرة خاصة بهم سموها مقبرة الأوروبيين بالإضافة للمصريين ، وهذا ما توضحه الوثائق النادرة التي تنشرها بوابة الأهرام والتي تحمل مئات الموتى الذين عاشوا هذه الحياة وتم نسيانهم.
يؤكد الشقيري لــ"بوابة الأهرام " أن محمد علي باشا قام بتفعيل إحصاء الموتى حيث كان يتم كتابة أسماء الراحلين في دفتر يحوي كافة الموتى في عصر كان تحصد الأوبئة كالطاعون والكوليرا آلاف المصريين سنويا مضيفا أن الباشا قرر في عام 1847م إنشاء نظام الوزارات وقام بتقسيم المديريات والمراكز منها 4 محافظات في الوجه البحري بالإضافة لمدينتي القاهرة والإسكندرية .
حفل الإحصاء بمئات الأسماء من الموتى الغرباء الذين كان من حظوظهم أن يموتوا بعيدا عن مسقط رأسهم وكأنهم كانوا يرددون مثل الفنان الكبير محمود عبد العزيز الآية القرآنية " وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت " فهناك نلمح في كتاب الموتى وفاة وجيه بن عفيفي من مدينة رشيد والذي كان يعمل صيادا وتوفي بالإسكندرية ومثل فاطمة بنت علي أغا التي وصفها كاتب الموتى أنها من بلاد الترك.
كما ترصد الوثائق الشخصيات اليهودية التي كانت تعيش في الإسكندرية ومنها دلال العبيد التاجر اليهودي والذي ماتت جاريته التي كانت تخدم عنده واسمها سيدة، بالإضافة لموتي آخرين من اليهود المصريين والأجانب.
يوضح الشقيري أن المنطقة التي ولد فيها الفنان الراحل بالاسكندرية وهي منطقة الورديان شهدت وفاة الكثيرين حيث وضع كاتب الموتي في عصر محمد علي باشا اسم المنطقة علي أسمائهم ووضع جثمانهم في المقبرة القديمة التي تم وضع جثمان الفنان الكبير محمود عبدالعزيز عليه رحمة الله بداخلها جنبا إلي جنب مع أجداده الذين عاصروا أحصاء الموتي الذي حوي مئات الأشخاص الذين رحلوا عن الحياة.