Close ad

أنت أيها البطل.. درس أكتوبر العظيم

6-10-2016 | 16:57
بحثت في الوجوه عن عدد من الصور النادرة للحظات العبور والنصر احتفالًا بالذكرى الـ 43 لنصر أكتوبر العظيم.. فوجدت صورة لشعب منتصر..

نتذكر أكتوبر 73، لا لنستلهم دروس النصر من مشاهد لشباب معجزة تلونوا بسمرة أرض النيل وبشمسها الدافئة، ولا لنستعرض معجزة الانتصار، فالنصر ليس فقط وليد استخدام القوة الشاملة للدولة وهي الأهم بعد تسخيرها لمعركة انتظرها الجميع بلا تراخ، ولا فقط في خطة العمليات التي تدرس في كل المعاهد والكليات العسكرية كنموذج للقوة المدربة المجهزة العازمة علي النصر، ولا في فرحة جيش تغلب على الهزيمة في ست سنوات بنفس الرجال، قهر خلالها العدو الصهيوني في ملاحم متتالية في حرب الاستنزاف في معارك لا تقل عن بطولات أكتوبر ثم فازوا بالضربة القاضية في يوم عبور أكبر مانع مائي في العالم؛ ليشهد العالم فجر نصر مصر والعرب على إسرائيل الابن المدلل للغرب.

أكتوبر ليست فقط مجرد مشاهد ويوميات ودفاتر الأوامر العسكرية التي تؤرخ لأعظم انتصار عربي في العصر الحديث، وليست فقط بطولة لمئات الآلاف من الجنود والضباط، ولا تضحية عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى..

درس أكتوبر الأعظم هو أنت أيها البطل.. الروح الكامنة بداخلك أنت.. المواطن ابن مصر.. فإرادة الشعب -رئيسًا وقادةً وجيشًا- هي التي قررت تحدي قوى عظمى وقفت بجوار إسرائيل؛ وأرادت تثبيت وضع مخالف للتاريخ وللحق في المنطقة، على حساب أرض سيناء المقدسة، مثلما يسعى الآن، شعب تحدى الواقع الاقتصادي الذي يقلب ميزان القوى العسكرية، ويحمي قوة العدو بتمويل مستمر لضمان تفوقه، وقرارات أممية تحمي أعتداءه..

الشعب المصري الذي خرج منه الجيش والرئيس والقائد والعامل.. هو الدرس الأهم في ملف النصر، هو قائد الملحمة الحقيقية التي احتار في تحليلها الأعداء، فكيف لهذه العيون الزائغة، التي تعاني الأمرين في إيجاد لقمة العيش، أن تستنفر بهذه الصورة، وتتحد خلف جيشها، وتحقق انتصارًا ليس فقط على العدو الإسرائيلي، لكن على الآلة العسكرية الأمريكية الغربية.

هذا الشعب الذي يحاولون الآن مرة أخرى أن يغيبيوه، أن يحبطوه، أن يحاربوه اقتصاديًا، لكنه يظل صامدًا برغم المعاناة، قويًا برغم التحديات والتكتلات التي تتحد في الخفاء لتقسيم الوطن، تقف مصر وحدها شامخة لتصلب ظهر أمة العرب.. توحدها وتجمع شتاتها من جديد.. فلسنا شعب شتات ولم نرض أبدًا أن نكون من اللاجئين.. ولم نتخل أبدًا عن عروبتنا.

بل نقف ونحمي ونطور أسلحتنا ونجدد دماء مؤسساتنا، نقف وبقوة نعمر وننمي، نقف لنواجه الفقر والفساد والمحسوبية والاستغلال، نكسر قيود المرض والتخلف والتهميش، نحطم كل يوم قيدًا، أرادوا أن يلصقونا بالقاع، فوجدوا هامات تعانق السماء من حيث لا يحتسبون..

افتخروا يا مصريون بما تقدمه أيديكم، بمعاناتكم اليوم تصنعون يوم نصر جديد، انظروا إلى ما يتحقق، مصر اليوم كيان مستقر ثابت صامد وسط أمواج وتقلبات الشرق الأوسط، لدينا مشروعات وخطط تنموية وإصلاح اقتصادي جريء لا يقدر عليه إلا أبطال، نعم أنتم من يصنع اليوم مجدًا سنحكيه لأبنائنا يومًا ونتذكر كيف وقفنا نواجه الفوضى والضياع، ونزرع ونعمر سيناء، نطلق العنان لآمال وطموحات ظننا أنها لن تكون، فها هي تتحقق بأيدينا نحن..

نعم اليوم يوم الكرامة والفخار لكل منا.. لكل مصري تسري في عروقه دماء سبعة آلاف سنة، قبل أن يكون هناك تاريخ، و قبل أن تعرف الإنسانية الكتابة وتسجيل الأحداث.. كنا نحن هنا..

اليوم ليس فقط عيد انتصار لجيش مصر قواتها المسلحة الباسلة مدرسة الوطنية معلمة الأجيال، هو انتصار إرادة شعب أخرج أبناء هذا الجيش من تحت لحمه وشكله بعظام التقوى والإيمان، سلاحه الذي يرهب أي عدو مهما كانت معداته..

فهنيئا لجيش يخرج من هذا الشعب.. هنئيا لمصر التي احتضنت خير أجناد الأرض..
22

33

44

55

66

77

88

99

1010

1111
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مها سالم تكتب: فلك نوح في الغربية

هل فكرت يومًا في موقع سفينة نوح أين تقبع الآن، هل بحثت عن معنى النجاة وسط طوفان غير مرئي إلا لقائد السفينة، هل يمكن العطاء يخرج من رحم المعاناة

مها سالم تكتب: ياسر رزق .. وترجل الفارس عن جواده

أصبح الجميع يتهرب من كلمات العزاء والمواساة، فالمصاب الأليم دخل كل بيت وليس خافيًا أننا نعيش عصر وباء وابتلاء، ليظل الموت هو المعلم الأول

مها سالم تكتب: شباب حول الرئيس

بدأت تتوالى الصور على الصفحات الشخصية تعلن التوجه إلى المحفل الأكبر لتجمع الشباب المصري والعالمي في المنطقة؛ منتدى شباب العالم بشرم الشيخ؛ الذي ينطلق بين العاشر والثالث عشر من الشهر الجاري

لماذا يبتلينا الله؟

هل أصابك الحزن وعانيت من قبضة النفس وضيق الصدر، هل كنت واحدًا ممن سألوا أنفسهم عن الحكمة وراء "الابتلاء"، هل قلت "لماذا أنا "فلست بأشر الناس ولست بخيرهم،

لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟!

في مستهل العام الماضي وقبيل إغلاق الطيران العالمي بسبب أزمة كورونا، كنت في زيارة عمل سريعة جوًا، وخلال الرحلة الثانية للطائرة من النمسا إلى الولايات المتحدة

"فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"

من البديهيات أن تهديد الأمن القومي لأي دولة يتصدره مقدرات الحياة من أمن مائي وغذائي يكفي لتلبية احتياجات المواطنين، لذلك يعد ما يواجهه الأمن المائي المصري

فاطمة أم جورج

أصيب النقيب جورج بإصابات متفرقة خلال تنفيذ العمليات الميدانية في شمال سيناء، خاف الضابط الشاب أن يبلغ والدته بأنه مصاب، واتصل بصديق عمره النقيب سعيد،