أكد المشاركون في الجلسة الأولى لمؤتمر الأهرام الثاني للدواء الذي تنظمه مؤسسة الأهرام وانطلقت أعماله برعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أهمية الدور المحوري لمدينة الدواء في تحويل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج الدواء وتصديره.
موضوعات مقترحة
واتفقوا خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان "الشراكة الإستراتيجية مع الشركات العالمية ودور مدينة الدواء المصرية" وترأسها الدكتور عمرو ممـدوح، رئيس مدينة الدواء المصرية على ضرورة وضع آليات للشراكة الاستراتيجية مع الشركات الدوائية العالمية لتوطين الصناعة.
في البداية أثنى الدكتور عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة، بدور كل من الدكتور عمرو ممدوح، رئيس مدينة الدواء المصرية و الدكتور يسرى نوار رئيس شركة فايزر ورئيس الفارما بالدور الذى قاموا به أثناء جائحة كورونا.
وطمأن شركات صناعة الدواء بأن فكرة إنشاء مدينة الدواء المصرية لا تدعى للخوف أو السيطرة على السوق المحلى بل هى كيان وطنى وقومى سيغطى احتياجات السوق المحلى و يحقق الريادة فى مجال التصدبر الدوائى خارج القطر المصرى.
وقدم الدكتور محمد مصطفى المدير الإقليمي لمصر والسعودية "ايكيوفيا سلوش، نظرة عامة على سوق الأدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومصر، مشيرا إلي أن مصر تعد سوقًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تمثل حوالي 16٪ من إجمالي السوق، فضلا عن تحسين ترتيب مصر في سوق الأدوية لتتقدم من المركز الـ30 إلي المركز الي الـ21 خلال عام 2025.
وأضاف أنه من المتوقع أن يكون النمو المتوقع في مصر هو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، باعتبار السوق المصري سوقا واعدا ويزخر بتواجد قوي للشركات المحلية والعالمية.
وتناول الدكتور عمرو ممدوح، رئيس مدينة الدواء المصرية، في كلمته التعريف بإمكانيات مدينة الدواء التكنولوجية والفرص الواعدة للتعاون مع الشركات العالمية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي، واستعرض إستراتيجية مدينة الدواء التى تهدف إلي تحقيق الأمن الدوائي، وإيجاد دواء آمن وفعال.
وأضاف أننا نستهدف إلى أن تكون المدينة مركزا إقليميا للشركات العالمية، والدخول فى مجال الصناعات المتخصصة، البيوتكنولوجي، صولا بالتصدير.
وعن الشراكة مع الشركات العالمية، أكد أن هناك أشكالا كثيرة من التعاون، مثل تأسيس شركة مشتركة،وتصنيع مشترك للمحاليل الوريدية، والتوسع فى مجالات أخري مثل الأورام، أدوية الكلا، الكبسولات الرخوة، وفتح أسواق للتصدير لأسواق الشرق الأوسط وإفريقيا.
واستعرض الدكتور يسرى نوار، رئيس شركة فايزر ورئيس الجمعية المصرية لأبحاث وتصنيع الدواء الفرص والتحديات التي تواجه صناعة الدواء رؤية الشركات الأجنبية لدعم توطين صناعة الدواء في مصر، والفرص والتحديات الخاصة بشركات الأدوية العالمية خلال مسيرتها الهادفة لدعم مصر باعتبارها مركزًا اقليميًا لصناعة الدواء في المنطقة.
ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصدر توجيهاته الواضحة بأهمية تطوير صناعة الدواء في البلاد بما يدعم رؤية مصر 2030. فالصناعات الدوائية لا تمثل هدفًا اقتصاديًا طموحًا فقط، ولكنها تشكل أيضًا صمام أمان لحماية الصحة العامة للمصريين-وهو ما يُعد محورًا رئيسيًا للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة."
وتحدث عن دور الجمعية المصرية لأبحاث وتصنيع الدواء" ESPR" والتى تضم في عضويتها ٢٢ شركة دواء عالمية تعمل في مصر وأما رسالة ومهمة الجمعية فتتمثل في بناء وتوطيد الشراكة الإستراتيجية والعمل جنبا إلى جنب مع الهيئات الصحية المعنية وقطاعات الدواء المختلفة عام وخاص في دعم جاهزية السوق المصري لاستقبال واستخدام العلاجات الحديثة المتطورة والمبتكرة وتمكين المرضى من الحصول عليها من خلال دعم السياسات الهادفة لتحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى ومن ثم تغيير حياتهم للأفضل.
وتابع: فقد العالم ملايين الضحايا وتأثرت حياة مئات الملايين بصورة حادة نتيجة الوباء وبصورة غير مسبوقة لم يشهدها العالم من قبل من حيث إن التأثيرات السلبية الواسعة كما فعل وباء كورونا المستجد، وهو ما حفّز كبرى شركات الأدوية القائمة على البحث العلمي للتعاون بصورة لم تحدث من قبل لمواجهة هذا التحدي الصحي العالمي غير المسبوق.
وقال إنه في الوقت الحالي يوجد أكثر من 4100 دواء جديد في مرحلة البحوث والتطوير لمكافحة الأمراض غير السارية والسارية، حيث من المتوقع أن تواصل هذه الأدوية دورها في تحسين حياة ملايين البشر في المنطقة بصورة جذرية.
وشدد على التزام الجمعية بالتعاون الوثيق والشراكة المثمرة مع الهيئات الحكومية المعنية بتطوير صناعة الدواء، من أجل العمل على وضع وتفعيل السياسات والأطر التشريعية لتطوير هذه الصناعة اعتمادا على منهج متكامل ومنسق وبهيكلية متقنة، وبروح منفتحة وإجراءات شفافة بهدف إقامة منظومة صحية تقدم قيمة مضافة حقيقية في مجالات متعددة بما يساهم في دعم جاهزية السوق المصري واستعداد لتلقي العلاجات المبتكرة والحديثة.
وتحدث الدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية، عن رؤية مصر ٢٠٣٠ لتدعيم البنية التحتية لمشروع مدينة الدواء أهمها تأسيس الطرق و دعم الاحتياطي النقدى، توفير بيئة تشريعية ملائمة وتم إصدار قانون رقم ٥١ لسنة ٢٠١٩ وقوانين ذات الصلة لدعم الصناعة الدوائية، من خلال الاعتماد على التكنولوجيا والتحول الرقمى، والاعتماد على عنصر الاستثمار وبناء فى العنصر البشرى واعتباره موردا واستثمارا طويل الأجل.
وحدد الدكتور تامر الأذرع التنفيذية لتنفيذ إنشاء ودعم مدينة الدواء أو ما يسمى بشركاء الصناعة التى تتمثل فى الجهات التنفيذية للدولة، والإعلام والتوعية، شركاء الصناعة وجدية التنفيذ، التطوير والاعتماد على البحث العلمي مما سيحقق الاكتفاء الذاتى للصناعة وتحفيز الاستثمار.
من جانبه أكد اللواء دكتور بهاء زيدان، رئيس هيئة الشراء الموحد، أن مدينة الدواء تفتح ذراعيها للتعاون مع كافة الشركات العالمية بشرط وجود إرادة قوية للتعاون والعمل.
وأشار إلي أن الهدف من إنشاء مدينة الدواء ليس احتكار ملف الدواء، ولكن تسهيل عمل الشركات لتصنيع الدواء في مصر، موضحاً أن الكرة حالياً في ملعب الشركات العالمية، موضحاً أنه في حالة وجود رغبة لديهم في التصنيع فإن المدينة تقدم لهم كل التسهيلات والدعم.
وأوضح رئيس هيئة الشراء الموحد، أن مصر تعمل حالياً علي إنشاء ٦ مخازن إستراتيجية ٦ مخازن لتأمين احتياجاتنا من الأدوية والمستلزمات الطبية، لأن مسألة توافر الدواء أصبحت قضية أمن قومي ، موضحاً أن هذه المخازن الإستراتيجية ستكون مخازن معتمدة دوليا، مشيراً إلي إنها ستحول مصر لمركز إقليمي لتوزيع الأدوية في المنطقة.
وأشار إلي أن مصر سوف تنظم شهر يونيو المقبل معرض ومؤتمر الرعاية الصحية في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تستضيف مصر الدول الإفريقية لعرض إمكانياتها الطبية واحتياجاتها وتلتقي فيه مع الشركات العالمية لتكون مصر نقطة انطلاق وتلاقي بين الطرفين، مشيراً إلي أنه سيكون معرض ومؤتمر علي أعلي مستوي، مطالباً الجميع بتكاتف من أجل نجاح المعرض ليكون يليق بمصر وسمعته الدولية موضحاً أنه سيعقد تحت رعاية الرئيس السيسي.
وقال الدكتور رامز محسن مدير شركة جانسن مصر، إحدي شركات جونسون اند جونسون، إن الشركة حريصة علي توفير أعلي تكنولوجيا في أعلي العالم للمريض المصري، منوهاً بأن صناعة الدواء صناعة مكلفة وتتطلب استثمارات ضخمة وطويلة الأجل ونسبة فشل فيها عالية.
وشدد رامز محسن على أن الاستثمار في مصر رائع ومشجع للاستثمار، حيث إن به عدد سكان كبيرا، ولديها عدد كبير من المستشفيات الجامعية والحكومية، ولديها قانون البحث العلمي، وهناك دعم كبير من الدولة للمستثمرين والشركات.