تتعرض أسرة الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ (1911 – 2006) لمحاولات التقليل من قيمة وأدب الأديب العالمي المصري والعربي الوحيد الذي أهدى مصر جائزة نوبل في الآداب عام 1988، ففي الوقت الذي تستعد الأسرة للتفاوض مع عدد من الناشرين للاستقرار على دار لنشر الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ قبيل انتهاء عقد دار الشروق في أبريل 2022 هذا العام، فوجئنا بكتابات تدعي أن أعمال أديب نوبل لا تُوزع إلا بالزق، وتتهم الأسرة بالتربح من إرث الوالد الأدبي.
موضوعات مقترحة
وتعاقدت مؤسسة هنداوي - بحسب بيان رسمي صدر منذ قليل - مع أسرة الأديب العالمي «نجيب محفوظ» لنشر أعماله الكاملة عبر منصاتها الإلكترونية مجانًا، وستُتيح المؤسسة أعماله من الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة وكل ما أُنتج العامَ القادم؛ لتكون في يد القارئ العربي عبر الموقع الإلكتروني وتطبيق «هنداوي كتب».
تروي أم كلثوم نجيب محفوظ، لـ"بوابة الأهرام"، كواليس الصراع على التعاقد على الأعمال الأدبية للأستاذ نجيب محفوظ من البداية، وتقول "منذ عام وأكثر، يتقدم عدد كبير من الناشرين المصريين والعرب بعروض للتعاقد على نشر الأعمال الكاملة لوالدي، بعد انتهاء عقد دار الشروق المقرر أن ينتهي في أبريل 2022 هذا العام".
وأضافت "أغلب العروض التي قُدمت إليّ كانت بمبالغ باهظة جدًا من دور مصرية وعربية معروفة، وصغيرة أيضًا، لكنني لم أكن أبحث عن العقد الأغلى أبدًا، أنا فقط أبحث عن ناشر أمين، لأنني لا أضع إرث والدي الأدبي في المزاد العلني كما يروّج البعض، نحن باعتبارنا الورثة نبحث عن المصدر الآمن لنشر أعمال نجيب محفوظ الكاملة مع الاحتفاظ بحق الأديب العالمي الأدبي، وحقوق الورثة المادية التي لا تتعارض أبدًا مع أحد سوى أصحاب المصالح".
منذ بدء التفاوض على العقد مع مؤسسة هنداوي – كما تضيف "أم كلثوم " لـ"بوابة الأهرام" – وإبرام العقد بالفعل، أُقحمتُ في منافسة غير شريفة بين بعض الناشرين لنشر الأعمال الكاملة لوالدي، لكن هذا الصراع والمنافسة الشرسة، يجعلني أتساءل: إذا كان بالفعل كما يُروج البعض أن أعمال والدي لا تُباع أو بتعبير آخر عفى عليها الزمن، لماذا يتصارع الناشرون بهذا الشكل، هل يتصارعون على الخسارة؟ أعتقد أن الناشرين أدهى من أن يقدموا عروضًا بملايين في أعمال لا تُشترى".
وتعاقدت نجلة الأديب العالمي مع مؤسسة هنداوي للنشر على نشر روايات ومقالات الأديب الراحل نجيب محفوظ رقميًا، وهو تعاقد غير حصري، بمعنى أنها يمكن أن تتعاقد مع دور نشر أخرى على نشر الأعمال الكاملة ورقيًا وإلكترونيًا.
ورأت أم كلثوم إن الأدباء في مصر "بؤساء" – بحسب وصفها – لأنهم بلا وكيل أدبي يحميهم من "طمع بعض الناشرين" الذي يحاولون الاستحواذ على حقوقهم المادية بلا مقابل، أو بمقابل زهيد جدًا لا يتناسب مع حجم أرباحهم.
وأضافت: "منذ رحيل والدي وأنا أعاني، لم أكن أتصور أن الفتوات الذين كتب عنهم أبي في رواياته، خرجوا من عالمه السردي المتخيل إلى أرض الواقع".
واختتمت نجلة أديب نوبل حديثها لـ"بوابة الأهرام"، وقالت: "رغم محاولات البعض لتطفيش العروض الجيدة التي أتلقاها لنشر الأعمال الكاملة، لكنني لم أيأس، ومازلت أتلقى عروضًا وأتفاوض مع الناشرين، وسأعلن عن مفاجآت مهمة قريبًا في الوقت المناسب".