تتعرض مصر لموجة قوية من الطقس السيئ خلال فترات كبيرة طوال السنة، وهي أقوى بكثير عن المتوقع من خلال سيناريوهات تغير المناخ، مع زيادة فى درجات الحرارة أعلى من معدلها بالنسبة للحرارة العظمى والصغرى.
ولهذه التقلبات بعض التأثيرات السلبية علي الأنشطة الزراعية وبعض المحاصيل المنزرعة وأهم هذه التأثيرات هو الأضرار التي تحدثها "زيادة الحرارة" على الأجزاء النباتية المختلفة، وكذلك على مرحلة طرد السنابل في القمح وعلى التزهير والعقد في بعض أشجار الفاكهة وخاصة متساقطة الأوراق وكذلك على الموالح.
كما أن مصر تعتبر من أكثر الدول تأثراً بتغير المناخ، وخاصة فيما يتعلق بتهديدات ارتفاع منسوب سطح البحر علي دلتا نهر النيل، وتتعرض مصر لموجات متتالية من الطقس السيئ خلال هذه الفترة مع زيادة قوة حدوث وتكرار الظواهر المناخية الأكثر حدة كنتيجة مباشرة لتغير المناخ.
"بوابة الأهرام" ترصد تأثير التغيرات المناخية على الزراعة من خلال خبراء، على النحو التالي:
في البداية، قال حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين، إن الزراعات المصرية تتعرض لعدوان ثلاثي من الحشرات تؤثر سلبيا علي الإنتاجية، مستكملا أن السبب الرئيسي في زيادة انتشار هذه الحشرات عن السنوات الماضية هو التغيرات المناخية الغير ملائمة.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن هناك ازدياد نشاط للكثير من الحشرات الضارة "كالعناكب، وحشرة المن والحشرة القشرية والتوتا ابسلوتا" وظهور حشرات جديدة لم تكن تظهر في مصر مثل دودة الحشد الأفريقية والتي تؤثر سلبيا علي زراعة الذرة كما أن الثلاثي الحشري المدمر "الذبابة البيضاء ودودة الحشد الخريفية وسوسة النخيل" هما الأخطر ويعد بمثابة عدوان ثلاثي علي أهم المحاصيل الزراعية المصرية.
وتابع أبو صدام، أن دودة الحشد الخريفية يمكنها إصابة أكثر من 80 نوعا نباتيا وتسبب ضررا بالغا لمحاصيل الحبوب الهامة اقتصاديا مثل الذرة الشامية و الأرز والذرة الرفيعة وكذلك لمحاصيل الخضر والقطن وتستطيع الحشرات الكاملة (الفراشات) الطيران لمسافات طويلة تصل إلى 100 كم في الليلة الواحدة، أما سوسة النخيل فهي من أخطر الحشرات التي تهاجم النخيل ولها المقدرة على الطيران لمسافات بعيدة حيث تطير لمسافة 800-1200م طيران متواصل دون توقف ويصعب الكشف المبكر للإصابة بها وتصيب جذع النخلة فتقضي عليها.
وأكد نقيب الفلاحين، أن الذبابة البيضاء تعد من أخطر الحشرات التي تنقل الفيروسات النباتية ونشر الأمراض الفيروسية مما يؤثر علي جودة وحجم الإنتاج الزراعي.
وأوضح أبو صدام، أن القضاء علي هذه الحشرات الضارة يحتاج إلي تعاون الجميع وتوفير المبيدات اللازمة بكميات وأسعار مناسبة وتشديد الرقابة علي نقل المنتجات الزراعية من محافظة لآخري وتحري الدقة في دخول أي منتج زراعي من الخارج مع التكاتف للحفاظ علي البيئة والمناخ والحد من الانبعاثات والسلوكيات الضارة.
حسين أبو صدام
تغير المناخ
وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد فهيم رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة، لـ «بوابة الأهرام» إنه كان متوقعا خلال الـ 20 – 30 عاماً القادمة بدأ فعلياً فى الحدوث نتيجة التسارع الكبير في التقلبات المناخية كجزء من تغير المناخ المتوقع حدوثه على مصر، مضيفا أن مصر من أكثر الدول التى سوف تتأثر سلبيا بهذه الظاهرة وذلك للعديد من الأسباب منها انه تقع فى نطاق يتميز بارتفاع درجة حرارتها والتغيرات المناخية المستقبلية سوف تؤدى إلى سوء الأحوال الجوية بها أكثر.
واستكمل الدكتور محمد فهيم، أن ضعف الإمكانيات المادية سوف تقف عائق أمام مواجهة هذه المشكلة، ولعل إتباع الطرق والاستراتيجيات داخل كل قطاع وبين جميع القطاعات لتقليل أو لتعويض السلبيات التي يمكن أن تنتج عن التغير المتوقع في المناخ ، وهو ما يعرف بالتكيف، مشيرا إلي أن توفير معلومات المناخ بما فيها التنبؤات الجوية قصيرة المدى والتنبؤات الموسمية هي من أهم الأدوات التي تمكننا من وضع تصور عملي للحد من هذه الظواهر الشديدة التأثير على قطاعات الزراعة المختلفة.
وأكد رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة، أن المركز يقوم بإعداد نشرة مناخية زراعية، توضح تأثير المناخ بشكل يومي على إنتاجية المحاصيل الرئيسية، وأفضل ميعاد لزراعة كل محصول منها فى المناطق المختلفة، مستكملا أن التوصيات إرشادية توضح تأثير العوامل الجوية على انتشار بعض الأمراض والحشرات، وجداول توضح عدد ساعات البرودة اللازمة، وبعض الإرشادات للمزارع وعمل نشرات إرشادية خاصة بمشاكل الصقيع وكيف يمكن تفاديه.
وأضاف الدكتور محمد فهيم، أن لزيادة معدلات المطر تأثيرات كبيرة على خصوبة التربة الزراعية وخاصة على تخزين الكربون الحيوي في مختلف البيئات الزراعية، ويجب إجراء بحوث ودراسات مسح ومتابعة لعمليات فصل الكربون الحيوي وتقديرها في مختلف أنواع واستخدامات الأراضي ونظم الإنتاج ومستويات الأمطار والبيئات الزراعية وإجراء التحليلات المعملية اللازمة.
وأشار إلي أهم التوصيات اللازم إتباعها خلال هذه الفترات نتيجة زيادة الرطوبة النسبية والماء الحر على المجموع الخضري للنباتات المنزرعة، وهي ينصح بإجراء الرش ضد الإصابة بحشرات "المنّ والتربس والذبابة البيضاء" على محاصيل الخضر وخاصة البطاطس والفلفل في محافظات شمال ووسط وجنوب الدلتا وعلى الطماطم في الجيزة ومصر الوسطى والمناطق الجديدة، مع سرعة فحص فسائل النخيل الصغيرة ومعاملتها ضد حشرة سوسة النخيل الحمراء فى مناطق الجيزة والواحات وجنوب الصعيد للأصناف نصف الجافة والطرية.
واستكمل الدكتور محمد فهيم أنه بالنسبة لمحصول الطماطم يجب الاستعداد الجيد للإجراءات الوقائية ضد حشرة "التوتا ابسلوتا" نظراً لتوقع ظهور وانتشار الحشرة خلال هذه الفترات.
حسين أبو صدام