Close ad

حسبة برما» تستغيث.. البطالة تهدد 80 ألف مواطن في مملكة الدواجن والبط المصرية

15-9-2021 | 16:59
حسبة برما; تستغيث البطالة تهدد  ألف مواطن في مملكة الدواجن والبط المصريةحسبة برما تستغيث.. البطالة تهدد 80 ألف مواطن في مملكة الدواجن والبط المصرية
تحقيق - تامر دياب
الأهرام التعاوني نقلاً عن

مخاوف من انخفاض إنتاجية البط لـ 40% بدلاً من 100% حاليا

موضوعات مقترحة

عبده أبو الخير: 6 ملايين "مربى وعامل" يستغيثون لإنقاذ هذه الصناعة الإستراتيجية الضخمة

محمد نوار: أطالب بضم صغار المربين للاتحاد العام لمنتجى الدواجن

محمد عبد الرازق: أطالب بالرقابة على مصانع الأعلاف واللقاحات والأدوية المستوردة

محمد عبد ربه: معظم العنابر عشوائية وبدائية على النظم الفرعونية ونتمنى دعم الدولة للتطوير

تُعد قرية برما التابعة لمركز السنطة محافظة الغربية من أهم مناطق إنتاج الكتكوت البلدى والبط بأنواعه، خاصة فى الأعمار الصغيرة من 1 : 15 يوما، حيث تعتمد فى تسويقها على أصحاب التربية المنزلية والمزارع الصغيرة المتخصصة بتربية تلك الأنواع.

هذه القرية العريقة التى اشتهرت أيضًا بحسبتها الرقمية «حسبة برما»، لم تجد مسئولاً يهتم بها ويحل مشكلات أهلها ويرفع من قدراتهم وإمكانياتهم حتى يتمكنوا من زيادة هذا الإنتاج بشكل يخدم فى النهاية المواطن والإنتاج الوطنى.. «الأهرام التعاونى» زارت القرية الشهيرة وجابت مزارعها المنشأة على النظم الفرعونية وكذا مفرخاتها ومزارعها التى توقفت عن الإنتاج واستمعت للعاملين بالقرية..

يقول المحاسب محمد نوار وهو موزع كتاكيت وخبير بالإنتاج الداجنى، إن برما يعيش فيها حوالى 100 ألف نسمة منهم 80 ألف على الأقل يعملون بصناعة الدواجن، من تفريخ الكتاكيت والبط وتوزيعها، والقليل منهم يعملون بمشاريع التسمين فى مزارع كبيرة بالقرية وضواحيها لإنتاج الدجاجة أو البطة المناسبة للذبح.

ويضيف أن السنوات الماضية شهدت لجوء بعض المزارع الكبرى لأخذ كتاكيت وبط التربية من قرية برما، بعدما كَثُر الإنتاج بها وأصبح ذا جودة وكفاءة تضاهى إنتاج مفرخات الشركات الكبرى الشهيرة، مشيرًا إلى أن "السيدات وربات البيوت أو الفلاحات الذين يشترون هذه الكتاكيت والبط الصغير معظمهن لا يملكن الوفرة المالية فى الدخل التى تتيح لهن شراء 8-10 دجاجات شهريًا للأسرة بسعر 60-70 جنيها للدجاجة الواحدة حسب الأسعار الحالية بمتوسط 600-700 جنيه لهذا البند فقط من الطعام، ولا يملكون المال لشراء دجاجات لإحدى العزائم أو زيارات المواسم حيث من عادات الأسر الريفية الكريمة زيارة بناتهم فى بيوت أزواجهن حاملين الخير إليهن، فى العديد من المناسبات على مدار العام، كبدايات أشهر رجب وشعبان ورمضان والأعياد والزيارات وحالات الزواج والوفاة وغيرها من المناسبات الشهيرة بالقرى، وكثير من المحافظات، فتلجأ ربة المنزل البسيطة الحكيمة لشراء الكتاكيت وإطعامها ببقايا طعام المنزل من أرز أو خضروات وخلافه، إلى جوار العلف أوعلى الأقل الذرة والفول المجروش لتكون بعد أشهر بمثابة "حصالة" تكفى الأسرة طعامها الشهرى وتنقذهم عند الأزمات.

ويضيف نوار: "ففى أوقات الحاجة والمناسبات أو الأزمات تجد هذه البطات أو الدجاجات البلدى بعد تربيتها منزلياً بمثابة طوق إنقاذ لكثير من هذه الأسر فعند الحاجة للمال تقوم ربة المنزل أو الشاب مالك المزرعة المنزلية ببيعها لسداد دين أو شراء حاجات وطعام المنزل وربما دفع مصاريف المدارس أو أى طارئ آخر يهاجم الأسرة"، موضحًا أن "هذه المشاريع على مدار مئات السنين كانت تقوم بها سيدة المنزل لتوفر جزءًا من الطعام والدخل أو المال الذى تساند به زوجها لتحيا الأسرة حياة كريمة ولو نسبيًا".

ويتابع: «المُربى فى برما 3 أنواع أولها مربى الأمهات وهو المالك للدواجن أو البط الكبير الذى يبيض البيض المُخصب كى يدخلونه المفرخات المنزلية أو بالمعامل لإنتاج الكتكوت البلدى والساسو أو البط بأنواعه ومعظم هذه المفرخات توقف إنتاجها نتيجة ارتفاع أسعار العلف. وهناك مُربى التسمين الذى يأخذ الكتاكيت أو البط الصغير ويَعلفُه لحين الوصول لسن الذبح وهؤلاء رغم انخفاض أسعار الكتاكيت إلا أن ارتفاع سعر العلف أوقف الكثير منهم خشية الخسارة مع أى انخفاض مفاجئ بالأسعار».

ويوضح أن المربين أو ربات البيوت يشترون كميات كبيرة من العلف طوال الدورة ومعظمهم يشترى بالأُجل ويُسدد مع البيع وهنا يواجه مخاوف مكاتب شركات الأعلاف أيضاً الذين يتوقعون أى زلزال بأسعار لحم الدواجن أو البط فيخسر المربى ولا يستطيع السداد فيقدمون الأعلاف بكميات أقل، لأنهم أيضاً يشترون نقدًا من الشركات، ويقولون لمن يُربى 5000 دجاجة فى مزرعته يكفيك 3000 ويقولون لمن يربى 3000 قم بتربية 1000 فقط، بحيث إذا حدثت خسارة لا تكون مؤلمه ولا يعطون كثير من المربين العلف المطلوب إلا نقدًا فتوقفت الكثير من المزارع .

 ووفقًا لمحمد نوار أيضًا، فإن هناك مربى الأعمار المختلفة وهو من يشترى الكتاكيت أو البط عمر يوم من المُفرخ ويقوم بتحضينها أو تربيتها مدد تتراوح بين يوم إلى اسبوعين ويعطيها للسريح وهو البائع الجوال حسب العمر المطلوب منه وهم أيضاً توقف الكثيرين منهم عن العمل لأن السريح الذى يأخذ منهم إنتاجهم انخفضت كميات توزيعه فسيدات المنازل والمربيات الصغار لا يَقوِينَ على شراء كيلو علف قطاعى من المحلات بـ 10-11 جنيه.

وطالب الدولة ممثلة فى وزارة الزراعة والجهات المعنية الرقابة على أسعار وتصنيع الأعلاف، وكفاءة التحصينات والأدوية البيطرية الخاصة بالدواجن والبط التى تُباع دون تسعير ثابت فى منافذ بيع عشوائية غير مرخصة فى برما، مضيفًا أن مربين الأمهات فى برما فمعظم ما ربحوه خلال الـ 10-15 عامًا الأخيرة، فى هذا العمل خسروه عام 2020-2021 بسبب أساسى وهو الارتفاع الجنونى بسعر العلف الذى وصل لـ 9000 جنيه، رغم أن أسعار المكونات لا تتعدى بأى حال الـ 6600، بالإضافة لـ 500 جنيه أخرى للوسيط ليصبح 7100 جنيه مع الارتفاع العالمى بأسعار المكونات التى يتحدث عنها مُنتجو الأعلاف الذين قفزوا بالأسعار من 5500 أو 5800 إلى السعر الحالى فى فترة قليلة سببت زلزالاً فى الصناعة.

وطالب نوار بالرقابة على أصحاب مصانع الأعلاف، حتى لا يستغل البعض هذا الارتفاع الجنونى بالأسعار العالمية ليقلل من المكونات النموذجية، أو يضع لها بدائل أقل جودة طلبًا لمزيد من الربح أو ليقدم للمربين سعر تنافسى أقل يأكل به السوق، ثم تجد المربى نهاية الدورة خاسراً لأن الأعلاف الرخيصة التى سارع إليها لانخفاض سعرها كانت سيئة، مطالبًا الرئيس السيسى الذى نتعلم منه الحرص على التطوير بتوجيه نظر المسئولين التنفيذيين والأجهزة الرقابية لمشكلات القطاع الداجنى والسعى الجاد لحلها، وأنهم سيظلون كعاملين يعملون رغم هذه الظروف الصعبة التى يأملون أن تقف الدولة معنا لحلها حتى نستطيع إنتاج دجاجة بلدى وبطة رخيصة سليمة للشعب المصرى وحتى لا نضطر للاستيراد من الدول الأخرى ونقع تحت سيطرتهم.

ومع استمرار أسعار الأعلاف فى الزيادة الحالية "وفقًا لنوار" لمدة 6 أشهر أخرى فقط سيخرج المزيد والمزيد من أصحاب المفرخات والمزارع من الإنتاج الذى سينهار، فما تنتجه المزارع المصرية أكثر من 100% من احتياجاتنا حاليًا، مضيفًا أنه يخشى أن ينخفض إلى حوالى 40% فقط من احتياجات الشعب المصرى وسنكون فى حاجة لاستيراد 60% من الخارج بالدولار أو سيضطر المواطن المصرى للشراء بهذه الأسعار النارية.

وشدد نوار على دعم المربين فى برما من قبل الاتحاد العام لمنتجى الدواجن ووزارة الزراعة خاصة منتجى ومربى البط وإشراكهم بشكل رسمى فى عضوية ومجلس إدارة الاتحاد، مضيفًا أن مربين البط فى برما يمثلون اقتصادا إنتاجيا مستقلا وهم من يوفرون الكتكوت البلدى والبطة الصغيرة بأنواعها وأعمار التربية المختلفة من يوم إلى اسبوعين (15 يوما) فيدعمون صغار المربين وأصحاب التربية المنزلية وهو قطاع عانَى بشدة فى أشهر 2021.

وختم حديثه قائلًا إن 99% من منتجى البطة الصغيرة سواء المفرخات أو المربين، تعرضوا لخسائر لارتفاع سعر العلف وبالتالى تكلفة الإنتاج، فباعوا ما لديهم من الأمهات، وأصبحنا بدلاً من أن كنا ننتج 120% من حاجة مصر من البط تراجعنا إلى 40% فقط بعدما تم بيع الأمهات وبالتالى فبدخولنا للاتحاد العام لمنتجى الدواجن سيتم الاستماع لصوتنا وحمايتنا .

برما فرعونية

ويقول الحاج محمد عبد ربه أبو الخير وهو من قدامى مفرخى البط والكتكوت البلدى بقرية برما، إن القرية كانت فى السابق تعمل بظروف تفريخ وتربية بدائية لكنها تطورت مع الوقت ووفرت مئات الآلاف من فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر من عمال وباعة أعلاف وأصحاب مفرخات وموزعين ومربين فى المنازل ومربين التسمين وباعة المحلات فى برما والمدن والمحافظات المجاورة، مؤكدًا أن معظم العنابر بقرية برما عشوائية أو بدائية بلا إمكانيات تربية سهلة وبعضها قديم عمره عشرات السنين أشبه بالعنابر التى كانت فى العصور الفرعونية حيث المبنى من الطوب اللبن الطينى والحجارة حتى يعملا كمكيف طبيعى للهواء، فلا تحس الدواجن بالحرارة صيفًا أو بالبرد شتاء مع إضاءة طبيعية تأتى عبر "كوَّة" أو فتحات بسقف عنبر التربية تأتى بضوء الشمس ونسمات الريح لتغيير هواء العنبر بشكل هادئ طيلة النهار والليل أضاف لها ملاك هذه العنابر بعض الإضاءة الكهربائية وإذ تم تطوير هذه العنابر بشكل حديث وقروض ميسره سيتضاعف الإنتاج بشكل كبير وتنخفض الخسائر الناجمة عن الأمراض .

ويضيف أنه من المحزن أنه بدلاً من دعم الدولة لهم لتطوير المزارع والمفرخات وتوفير فرص عمل جديده نجد الإهمال الشديد أهم مناطق إنتاج بط بأنواعه وكتاكيت بلدى وساسو منذ مئات السنين .

المفرخات توقفت

ويقول عبده أبو الخير وهو مالك مفرخ ومكتب توزيع، إن برما تمتلك أفخر أنواع البط التى يحبها ويقبل عليها المصريون من المسكوفى والفرنساوى الشهير بالبكينى وهناك المولار المصرى تهجين المسكوفى مع البكينى ويبيعونها للمربين والموزعين السريحة والمزارع بأسعار متوازنة حاليًا، مضيفًا أن سعر بطة المولار عمر يوم يصل لـ 9 جنيهات والمسكوفى 8-8.5 جنيه بينما سعر الفرنساوى/ البكينى 3 جنيهات، وهذا السعر يشكوا منه أصحاب المُفرخات لأنه أقل من السعر الطبيعى فى هذا الوقت من العام، بعدما امتنع كثير من المربين عن الشراء والتربيه ولم نعد كمفرخات قادرين على الاستمرار فى تفريخ المزيد من الكتاكيت والبط .

 

ويؤكد أن التوزيع توقف ويقول لهم السريحة، إن "ربات البيوت لم تعد تشترى البط للتربية لارتفاع سعر العلف ولذا لن نسرح بالكتاكيت أو البط الصغير حتى تنخفض أسعار العلف"، محذرًا من ارتفاعات مقبلة فى الأسعار ما أدى لتوقف كثير من المربين عن الإنتاج سواء الكتاكيت والبط بعدما انخفضت الأسعار ووصول سعر البطة فى المعمل إلى 2 جنيه فقط للبطة المولار ووصل سعر الـ 1000 بطة فرنساوى / بكينى إلى 400 جنيه فقط أى 40 قرشا فقط للبطة، فتم بيع الأمهات وهذا ما أحدث انخفاض المعروض من بط ودواجن وبالتالى ارتفاع الأسعار .

ويشير إلى أن معظم مربى البط فى الأرياف و90% من توزيع السريحة على المربين المنزلين الصغار يكون بالقرى خاصة الصعيد التى تأتينا منه سيارات لتحميل الإنتاج الذى سيتم توزيعه عبر السريحة هناك على القرى، مؤكدًا أن استمرار الوضع على هذا الحال يعنى موتهم فهم حوالى 6 مليون مربى وعامل بصناعة الدواجن وملحقاتها يحتاجون من ينقذهم ولا ملجأ لهم بعد الله إلا رئيس الجمهورية الذى يناشدونه وضع حد لهذا الجنون الذى يعانون منه فى هذه الصناعة الإستراتيجية الضخمة.

 

ووفقًا لأبو الخير أيضًا فإن رئيس الوزراء أعلن عن تشكيل لجان عليا لتطوير هذه الصناعة، مطالبًا بإرسال لجنة لتقصى الحقائق بقرية برما فى الغربية وحل مشكلات أهلها ومنتجيها لأنهم ينتجون حوالى 30% من إنتاج مصر من الكتاكيت البلدى وصغار البط بأنواعه وليس من العدل ما يعيشونه من إهمال، مؤكدًا أن السريح يذهب للقرى فيفاجأ أن السيدة التى اعتادت شراء 50 بطة تشترى 20 ومن تشترى 20 تشترى 5 أو تمتنع عن الشراء أصلاً قائلات ان العلف تعدى الـ 9 جنيهات ولن يستطيعوا شراءه، وأنه "إذا انخفض سعر العلف ستنخفض التكلفة وهذا سيوفر بطه جيدة بسعر مناسب للمستهلك وسيحقق للمربى الصغير 20 جنيها فى البطة أى يربح 2000 جنيه وساعتها سيستمر بالإنتاج وسيجد ما ينفق منه على أسرته ولا يتحول لعاطل".

برما تستغيث

فيما يقول محمد أحمد عبد الرازق وهو مربى وموزع، إن كل أهالى برما حتى الموظفين يعملون بصناعة وإنتاج البط والكتاكيت وتوزيعها بحثًا عن دخل إضافى يساعده فى تربية أولاده وتوفير حياة كريمة، وأن برما بها إنتاج محلى رائع من البط المولار المصرى وهذا يدعم الاقتصاد بدلا من استيراده فى السابق بالعملة الصعبة وحالياً نحن ننتجه عالى الجودة محليًا وبعمالة مصرية وعلف مصرى ورغم ذلك لا يجدون دعمًا من الدولة حتى بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى وإنتاج 100% من احتياجات السوق من البط البغالى الذى يكفى الشعب المصرى نجدهم يفتحون التصدير .

ويضيف أن ارتفاع سعر العلف جاء ليوقف بشدة عمليات الإقبال على التربية فتوقفت معظم المُفرخات عن إنتاج صغار البط والكتاكيت البلدى والساسو وهذا تسبب بوقف مصدر دخل لآلاف العاملين بهذا القطاع الهام واتجه معظمهم للعمل بمهن وأعمال أخرى كى يجدون ما يعولون به أسرهم وينفقون على تعليم وعلاج أبنائهم .

ويقول محمد أحمد عبد الرازق: "أنا منتج ومربى بط وأهم المشاكل التى نواجهها هو أسعار الأعلاف التى لا تجد أى رقابة من الدولة فالعلف كان من 3-4 سنوات حوالى 4 آلاف جنيه وصل الأن لحوالى 9 آلاف وهذا الفارق الكبير يؤذى المربى الذى يتحمل فارق التكلفة فالبط عمر يوم سعره ثابت وهذه التكلفة ندفعها من جيوبنا وهذه خسارة شديدة علينا"، مطالبًا بالرقابة على مصانع الأعلاف وإنتاجها فهم يربحون جيداً وبشكل مبالغ فيه والرقابة على مدخلات الأعلاف كالصويا والذرة والمركزات المستوردة من الخارج فهل عليها رقابة.

 

 

كلمات البحث