قال القائم بالأعمال في سفارة سيراليون بالقاهرة صامويل علي كارجبو، إن فرصًا استثمارية كبيرة تنتظر مصر إذا ما قررت ضخ استثماراتها في السوق السيراليوني، موضحًا أن بلاده عضو في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، وبناءً عليه ستنفذ الاستثمارات والبضائع المصرية في حالة تعزيز التبادل التجاري بين البلدين لأسواق دول التجمع الخمسة عشر.
موضوعات مقترحة
وأكد المسئول السيراليوني، في ندوة نظمها مركز الحوار للدراسات السياسية بالقاهرة، أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، هو أهم تكتل اقتصادي إقليمي في منطقة غرب القارة، إفريقيا ويضُم عددا ضخما من السكان يقدر بحوالي 400 مليون نسمة، وأن وجود الاستثمارات المصرية في سيراليون سيشكل عامل جذب للمنتجات والصناعات المصرية في دول الغرب الإفريقي.
كانت وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، قد نظمت ندوة بالتعاون مع سفارة سيراليون بالقاهرة مساء اليوم، بعنوان "مصر وسيراليون.. تقارب سياسي وتعاون اقتصادي"، بحضور رئيس المركز الدكتور محمد طلعت، وصامويل علي كارجبو القائم بأعمال سفارة سيراليون، ومحمد كالون المستشار الإعلامي للسفارة، والدكتورة نيرمين توفيق الباحثة في الشئون الإفريقية والمنسق العام لمركز فاروس للبحوث، وأدارت الندوة الدكتورة غادة فؤاد رئيس وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الحوار.
وأضاف صامويل علي كارجبو، أن زيارة وزير خارجية بلاده ديفيد فرانسيس، إلى مصر خلال شهر أغسطس الماضي، شكلت نقلة نوعية للعلاقات بين البلدين، حيث التقى نظيره المصري سامح شكري، وتم توقيع اتفاقية ثنائية حول التعاون في مجال التشاور السياسي، فضلًا عن مذكرتيّ تفاهم لتعزيز التعاون في مجاليّ الثقافة والشباب بهدف تيسير التواصل بين مسئولي البلدين مع تعزيز الحوار الثقافي بين الشعبين الشقيقين.
ولفت إلى أن المناقشات تناولت تكثيف الجهود الثنائية والإقليمية لمكافحة التنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة في منطقة الساحل، بما في ذلك الجهود ذات الصلة بإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات المسلحة، وأيضًا التنسيق المشترك حول ملف إصلاح وتوسيع مجلس الأمن، وذلك على ضوء رئاسة سيراليون للجنة العشرة المعنية بالأمر في إطار الاتحاد الإفريقي، فيما تم الاتفاق على تقديم مصر حزمة من المساعدات والمستلزمات الطبية والأدوية، لدعم القطاع الصحي بسيراليون الشقيقة.
وشدد القائم بأعمال السفارة على أن بلاده تقدر دعم مصر لها بما يعكس خصوصية العلاقات التي تجمع البلديّن الشقيقين، وأنها ترغب في تعزيز العلاقات بمختلف أوجه التعاون، مؤكدًا على أهمية مواصلة العمل لزيادة التعاون في شتى المجالات وعلى الأصعدة المختلفة، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
ولفت إلى أن العلاقات بين مصر وسيراليون تعود لفترة الخمسينيات، حيث تم فتح أول سفارة مصرية في سيراليون عام 1965 وكانت تشمل مركزا ثقافيا ويعد من أهم المراكز الثقافية لتعليم اللغة العربية في ذلك الوقت بسيراليون، حيث إن أغلبية الشعب مسلمون فهم يهتمون بالعربية لغة القرآن الكريم، مضيفًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى بنظيره السيراليوني جوليوس مادا بيو في سبتمبر 2019، على هامش انعقاد الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وأكد أن اللقاء كشف عن اهتمام مصر بتوطيد علاقتها مع بلاده، لا سيما في ظل الأهمية التي تحتلها بمنطقة غرب إفريقيا ذات التأثير المباشر على الأمن القومي المصري، وأن الرئيس السيسي أكد آنذاك على استعداد مصر لتعزيز التعاون الثنائي مع الجانب السيراليوني على جميع الأصعدة لدعم جهود التنمية بها، بالإضافة إلى استقبال المزيد من الكوادر السيراليونية للمشاركة فى برامج بناء القدرات التي تشرف على تنفيذها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى المجالات المختلفة، وذلك وفقا لاحتياجات الجانب السيراليوني.
فيما أكد المستشار الإعلامي بسفارة سيراليون محمد كالون، أن بلاده ترغب في الاستفادة ونقل الخبرة المصرية في تشجيع ودعم الصناعات الحرفية والتقليدية إلى مجتمع الحرف اليدوية وأصحاب المشروعات الصغيرة في سيراليون، مشيدًا باهتمام الدولة المصرية بأصحاب الحرف اليدوية والبسيطة وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تشجيعهم بتوفير الدورات التدريبية والتمويل اللازم وإقامة المعارض للتسويق لمنتجاتهم.
كما أوضحت الدكتورة غادة فؤاد رئيس وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الحوار، أن توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع دول غرب إفريقيا، ومنها دولة سيراليون أمر حيوي وضروري للمصلحة الوطنية المصرية، ويأتي في إطار اهتمام القيادة المصرية في التوجه نحو إفريقيا بالكامل وليس التركيز على أقاليم دون غيرها، مشيرة إلى أن غرب إفريقيا يتميز بأنه منطقة ذات أهمية استراتيجية وثقل جيوسياسي وسكاني وجغرافي كبير، بالإضافة للموارد الاقتصادية والطبيعية الهائلة التي تمتلكها تلك الدول، وأن سيراليون على سبيل المثال دولة غنية بالماس والحديد بالإضافة للأراضي الزراعية الوفيرة الخصبة، وأنها بيئة بكر للعديد من المشروعات الاقتصادية التي ستعود بالمنفعة على كلا الطرفين المصري والسيراليوني وعلى المواطنين في كلا الدولتين.