مصريو الخارج ضربوا أروع الأمثلة في الولاء.. و«اتكلم عربي» تحافط على القيم والثقافة والتاريخ
ولأن مصر تمضي بخطى ثابتة رغم التحديات، كان لابد من جهة تتواصل مع المصريين بالخارج لضمان ارتباطهم بالوطن الأم وإظهار مدى الثقة الدولية في الرؤية المصرية وجهود التنمية المختلفة، فضلًا عن جهود الحكومة في استراتيجية بناء الإنسان وتوفير حياة كريمة لجميع المصريين.
ولم يكن هناك أفضل من وزيرة الهجرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، التي بذلت جهودًا على مدار السنوات الماضية لتحقيق تلك المهمة مع أبنائنا بالخارج، الذين تشكل تحويلاتهم السنوية رقمًا مهمًا في عصب الاقتصاد المصري.. «الأهرام التعاوني» التقت الوزيرة ومعها كان هذا الحوار....
عُقد مؤخرًا مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج.. ما نتائجه وأبرز التوصيات الصادرة عنه؟
المؤتمر الثاني للكيانات المصرية في الخارج، في منتصف أغسطس 2021، بحضور نحو 400 مشارك، و33 كيانا مصريا بالخارج من 18 دولة حول العالم، ليأتي امتدادًا للنسخة الأولى التي انطلقت في 2019، وبطبيعة الحال تأتي مؤتمرات الكيانات المصرية في الخارج بمشاركة ممثلين من وزارات ومؤسسات الدولة، لشرح ما يتم تقديمه من خدمات للمصريين بالخارج، بجانب الاستماع لمقترحاتهم؛ للخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ، وهو ما تم في النسختين اللتين تم إطلاقهما حتى الآن من الاهتمام بمشاركة المصريين بالخارج والاستثمار بوطنهم، وكذلك التنسيق لفتح فروع للبنوك الوطنية بالخارج؛ حيث تمت الموافقة على فتح فرع لبنك مصر بالمملكة العربية السعودية، وإدراج منهج توعوي بمخاطر الهجرة غير الشرعية والتوعية بالهجرة الآمنة بالمدارس وعبر تطبيق "اتكلم عربي"، وفي النسخة الحالية تمت مناقش مقترحات بتعريف المصريين بالخارج بالأوعية الادخارية والاستثمار في البورصة المصرية، وربط المصريين بالخارج بجهود الدولة في المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتنمية الريف المصري.
المبادرة الرئاسية «اتكلم عربي» تعد من العلامات البارزة في ملفات الوزارة بشكل عام.. ما الذي قدمته حتى الآن؟
«اتكلم عربي» مبادرة وطنية ومهمة لتعريف أولادنا بالقيم والثقافة المصرية، بجانب تعريف الشباب بتاريخهم وحضارتهم العريقة، وأيضًا إنجازات الدولة المصرية في المرحلة الراهنة، لأن أولادنا بالخارج والداخل يواجهون حربا لطمس الهوية ويتعرضون لثقافات مختلفة، ونحن نؤكد من خلال هذه المبادرة أننا لسنا ضد التعلم اللغات الأخرى والانفتاح على الثقافات المختلفة، ولكننا نطلق جرس إنذار من أجل عدم إغفال هويتنا ولغتنا. وقد عُقد أكثر من 15 معسكرًا عبر تطبيق “زووم” للمبادرة، كما تم الترويج لها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مما حقق تفاعلا كبيرًا من أبنائنا بالخارج من أطفال وشباب، ففضلا عن إصدار التطبيق الإلكتروني الخاص بالمبادرة مؤخرًا والذي اعتمد في تنفيذه على السهولة والبساطة والمتعة، وذلك لجذب الأطفال والأبناء بالخارج ليتعرفوا على عاداتهم وتقاليدهم وتاريخ وطنهم وأيضا للرد على الشائعات وتصحيح الصور والمعلومات المغلوطة التي تروج ضد الدولة المصرية، كما تم إطلاق برنامج “بالعربي كده” والذي نستفيد خلال من القوى الناعمة المصرية، بجانب كرنفال اتكلم عربي، والذي عقدناه على هامش مؤتمر الكيانات، وقدمنا لأولادنا بالخارج ورشة الحكي والعديد من الألعاب بحروف اللغة العربية وتكوين الكلمات وغيرها من الأنشطة التي تربطهم بلغتهم.
ما النتائج التي تحققت على أرض الواقع نتيجة تطبيق الإستراتيجية الوطنية للشباب المصريين الدارسين بالخارج؟
الإستراتيجية تُعد إحدى أبرز ثمار مبادرة “شباب الدارسين بالخارج”، التي أطلقتها الوزارة منتصف العام الماضي، والتي اشتملت على 17 زيارة للمشروعات القومية والمناطق التراثية، وما قدمته الدولة من جهود لتطوير العشوائيات، ومدن الجيل الرابع فضلا عن لقاءات مع المسئولين للتحدث حول قضايا الوطن وإعلامهم بكل التفاصيل والتحديات والانجازات التي تجري على أرض مصر، كل ذلك من شأنه ربط شباب الدارسين بالخارج بوطنهم، ثم تكللت تلك الجهود بلقاء دولة رئيس الوزراء لاطلاعهم على ما تقوم به الدولة المصرية، وأهمية التزود بالعلوم والمعرفة للمشاركة في بناء وطن قوي على أسس علمية.
هذه الزيارات عززت ثقة أولادنا في أنفسهم وفي وطنهم، فصاروا ينشرون إنجازات الدولة المصرية بمختلف اللغات التي يدرسون بها بالخارج وبين زملائهم، وهذا مكسب كبير في الرد على الشائعات، الاستراتيجية وضعت ضمن أهدافها ربط شباب مصر الدارسين بالخارج مع الوطن، وكذلك اختيار ممثلين لمركز ووزارة الهجرة للحوار لشئون المصريين بالخارج لربط الدارسين القدامى والجدد لاكتساب الخبرات وتذليل ما يقابلهم من عقبات بالخارج، وعرض روابط الطلاب المصريين بالخارج وطرق التواصل معهم، لتسهيل مهمة الدارسين الجدد.
الاستراتيجية تتضمن ربطًا لشباب المصريين بالخارج والفرص المتاحة للتدريب والعمل، حيث تم التنسيق مع عدد من وزارات ومؤسسات الدولة لتوفير فرص تدريبية لشباب الدارسين بالخارج ومن بينها وزارة التخطيط ووزارة الشباب والرياضة والهيئة العامة للاستثمار وغيرهم، وتبادل الخبرات والتعاون بما يخدم جهود الدولة المصرية، ومشاركة أبنائنا في تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وتعريفهم بالمنجزات الحضارية وما تقوم به مصر من تطوير ومشروعات قومية.
كيف تغيرت نظرة الدولة المصرية لأبنائها في الخارج من 2014 حتى الآن سواء من المولودين خارج مصر أو من سافروا للعمل؟
مصر دائما تنظر لأبنائها على أنهم ثروة قومية ورصيد ينبغي الحفاظ عليه، وهم من أبرز مقومات القوى الناعمة المصرية، وفي كل المحطات التي مرت بها الدولة برهن المصريون بالخارج على ذلك، فهم خير سفراء للحديث عن مصر والدفاع عنها، وفي كل المجالات والمواقف كان للمصريين بالخارج مواقف جدعنة ورجولة لا ينكرها أحد؛ ومشاركتهم في كل الاستحقاقات الدستورية وتحويلات المصريين بالخارج التي أصبحت مصدر هام من مصادر العملة الصعبة، بجانب حرصهم على دعم المبادرات الرئاسية وتنمية المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية.
هل تحققت كل الطموحات المرجوة من المصريين في الخارج سواء من يعملون بشكل مؤقت أو دائم؟
المصريون بالخارج يضربون أروع الأمثلة في الوطنية والولاء لمصر، والحقيقة أنني فخورة جدا بما يقدمونه للوطن بشغف ومحبة، فعلى مدار سنوات من عمر الوزارة شارك مئات العلماء والخبراء بعلمهم ونجاحاتهم في نقل الخبرة إلى الوطن من خلال مؤتمرات مصر تستطيع، وكذلك العمال المصريون الذين يحرصون على العمل بإتقان للحفاظ على سمعة العمالة المصرية في أسواق العمل الخارجية، والطلاب المصريين أيضًا نماذج مشرفة وفخورة للغاية بنجاحاتهم، حينما أتحدث عن المصريين بالخارج ونجاحاتهم فلا يمكن أن نغفل دور عظيمات مصر وما يقمن به من جهد مشرف في بناء أسرة وطنية وتحافظ على هوية أبنائها، بالإضافة إلى تعريفهم بنجاحات الوطن.. فخورة بما يحدث وفخورة جدا بكل مصري ومصرية بالخارج وما يقدمونه تجاه الوطن.
أين تقف الوزارة من ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية وما تحقق فيه؟
بذلنا الكثير من الجهود لمواجهة الهجرة غير الشرعية، ومنذ العام 2016م، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عدم خروج مركب هجرة غير شرعية من مصر، وللحفاظ على هذا النجاح كلف الرئيس السيسي وزارة الهجرة وبرعاية كريمة من الرئيس بإطلاق المبادرة الرئاسية لمكافحة الهجرة غير الشرعية «مراكب النجاة»، لتوفير بدائل آمنة للهجرة غير الشرعية، نجحنا في التدريب والتأهيل ومساعدة الشباب على إطلاق المشروعات الصغيرة الخاصة بهم، بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة، ولن نتوقف عن دعم شبابنا وتوفير البدائل الآمنة اللائقة، التي تضمن لهم حياة كريمة، وأثمن في هذا الاتجاه جهود المصريين بالخارج في إطلاق المشروعات الاستثمارية وتوفير فرص العمل للكثير من العائدين من الخارج نتيجة وباء كورونا.
ما مساهمات الوزارة في تحقيق التنمية المستدامة بمصر؟
نحرص في كل ما نقوم به على أن يكون هناك نتيجة تخدم الوطن وتضيف لتنميته، بدءا من مؤتمرات مصر تستطيع التي تخرج بتوصيات تتوافق ورؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وما ينتج عنها من مشروعات يساهم فيها العلماء لبناء الوطن وتحقيق نهضة قوية تفيد الأجيال المقبلة.
وحول تحقيق الصحة الجيدة، نجحت الوزارة في دعم عدد من المستشفيات بأجهزة طبية أهداها مصريون بالخارج، بجانب قيام عدد من الأطباء المصريين بالخارج بعمل عمليات جراحية للفئات الأكثر احتياجا، بجانب توفير فرص التدريب والتأهيل للعائدين من الخارج بالمساواة بين الجنسين.
وفي ضوء أهداف التنمية المستدامة بالحفاظ على المناخ، حرصت الوزارة على دعم جهود التوجه للطاقة النظيفة، وإطلاق أول أطلس شمسي لمصر، ضمن نتائج مؤتمرات مصر تستطيع، وكذلك الاستفادة من جهود العلماء المصريين بالخارج في مجالات المياه وتنمية الثروة السمكية لتوفير فرص العمل للشباب وتحقيق الرفاهية، وفقًا لأهداف التنمية المستدامة.