حتى يومنا هذا مازال بعض أولياء الأمور يجبرون أبناءهم على الالتحاق بكليات بعينها ولا ينظرون إلى ما يتطلبه سوق العمل من خريجي كليات تواكب العصر من تحول رقمي وذكاء اصطناعي وتكنولوجيا معلومات.
على الرغم من أن الدولة قامت بإنشاء جامعات أهلية وتكنولوجية تضم تخصصات جديدة لم تكن موجودة من قبل إلا أن القليل من الآباء من يعلم أهمية هذه الجامعات في سوق العمل؛ سواء المحلية أو الدولية، كذا أهمية الشهادات التى يحملونها والعائد المادي الكبير من وراء العمل بها.
"بوابة الأهرام" ترصد أهمية تطوير التعليم وتكنولوجيا المعلومات من خلال خبراء
قالت الدكتورة ولاء شبانة خبيرة تربوية، إن تطوير منظومة التعليم القائم على الفهم وليس الحفظ ليس وليد اللحظة، لأنه من المفترض أن يتم متابعة التوجه العالمي في آليات التعليم والمناهج، مستكملة أن تطوير التعليم يتطابق مع فكرة التنمية المستدامة 2030 لأنها تنادي بأفكار جديدة من التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وذلك ينطبق على مبدأ الفهم والبحث والتعلم من خلال التكنولوجيا والإنترنت وليس الحفظ.
وأكدت الدكتورة ولاء شبانة، أن آليات التنفيذ دائما هي الأصعب وكل جديد يقابل دائما بالهجوم ولكن مع الوقت الطلاب سوف تستطيع فهم طريقة التدريس والامتحانات الجديدة وكيفية البحث للوصول إلى المعلومات الصحيحة، موضحة أن الدولة بحاجة إلى خريجين يلبون احتياجات سوق العمل.
واستطردت الخبيرة التربوية أن التعليم له أولوية في بناء الشخصية ولا يمكن أن تتحقق فكرة التنمية المستدامة والتحول الرقمي بدون التطوير التقني للتعليم وتوجيه الطلاب لاحتياجات سوق العمل، مشيرة إلى أن بعض الأهل يجبرون أولادهم على دخول كليات معينة مثل الطب والهندسة أي كليات القمة، في حين أن سوق العمل ليس بحاجة إلى مثل هذه الكليات، ولابد من تغيير هذه المفاهيم لدى الآباء.
وأشارت الدكتورة ولاء شبانة، إلى أنه تم إنشاء جامعات أهلية دولية جديدة تم افتتاحها في العام الماضي وكثير من الآباء لا يعلمون عنها ويسعون دائما إلي الكليات التي يطلق عليها القمة علي الرغم من أنها مطلوبة بشدة في سوق العمل، مضيفة أنه منذ سنوات نطالب بتطوير التعليم بالأفكار الجديدة والشمول الرقمي.
وأكدت الدكتورة ولاء شبانه، أن هناك كمًا هائلًا من الخريجين، ولكن سوق العمل ليس في حاجة إليهم، والهدف أن أولادنا يلتحقون بجامعات يحتاجها سوق العمل، مستكملة أن العالم كله يهدف إلى التحول التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
وأكدت الخبيرة التربوية، أن 20 جامعة مصرية في خلال عام حصلت على جودة التعليم العالي وأخذت المركز الأول في تايمز البريطانية، مضيفة أن فكرة شمول الجودة على الجامعات ترقى بمستوى المحاضر وبجودة التعليم والمناهج، وتطبيق التعليم التفاعلي.
وفي سياق متصل، قال الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوي، إن دفعة الثانوية العامة لهذا العام محظوظة أكثر من غيرهم لأن هذه الدفعة قادرة على الفهم و البحث، مضيفاً أن أصبح لدينا جامعات جديدة دولية علي أرض مصرية لا تختلف عن الجامعات الموجودة في الخارج.
وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن التعليم الجامعي مرتبط بسوق العمل وليس مجرد شهادة معلقة على الحائط لا فائدة لها ولا يعمل الطالب بها، موضحا أن هدف تطوير التعليم هو إلحاق الطلاب بسوق العمل وإنشاء تخصصات جديدة وأنشطة إلكترونية وربطها بسوق العمل.
وأكد الخبير التربوي، أن يوجد 27 جامعة حكومية بها برامج متميزة لتعطي الطلاب مهارات جديدة تساعدهم في العمل في المستقبل، مضيفا أن الجامعات الأهلية التي تم إنشاؤها يوجد بها عدد من التخصصات الجديدة، ومنها "الهندسة النووية - الفيزياء الحيوية - علم التحكم الآلي- النمذجة- التحرير الجيني- النانو تكنولوجي- القياسات الحيوية- تحليلات الأعمال-الذكاء الاصطناعي- ميكانيكا الكم- هندسة الميكانرونيكس- علوم البيانات - الارجونو ميك- الهندسة الطبية الحيوية- الحوسبة الفائقة المتنقلة- البيانات الكبيرة للابتكار والعلوم- الطباعة ثلاثية الأبعاد - السيارات ذاتية القيادة" التي لم تكن موجودة من قبل في مصر.
وأشار الدكتور حسن شحاتة، إلى أن تطوير نظام التعليم في الثانوية العامة لأول مرة يفرز طلابًا قادرين على الفهم، لأن سوق العمل المحلي والدولي لا يحتاج إلى طلاب تقليديين، بل يحتاج إلى طلاب تجيد استخدام التكنولوجيا والتعامل مع العديد من اللغات.