جولة جديدة لورشة الزيتون شهدت نقاشات ثرية مع كتاب "حكايات عن القراءة"، للكاتب سامح فايز، الحائز مؤخراً على جائزة ساويرس، والذي يرصد عددا من الظواهر والقضايا الهامة فى مجال الكتابة والنشر وتوجهاته.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك خلال اللقاء الذى استضافته ورشة الزيتون لمناقشة الكتاب بمشاركة عدد من النقاد والمبدعين، فيما أدار اللقاء الكاتب الدكتور محمد إبراهيم طه.
فى البداية رأى الكاتب محمد على إبراهيم أن كتاب "حكايات عن القراءة" يميل إلى الاستقصاء الصحافى لكنه وصل إلى ترشيحات متقدمة بمجال النقد ومن ثم تمت إثارة تساؤلاتً كبيرة منها: هل ينتمى هذا الكتاب إلى مجال النقد؟ ولكن سامح فايز يجيب داخل الكتاب ذاته عن غياب النقد، وأنه لم يعد لينا نقاد يقدمون كتباً نقدية، فأصبح هذا المتاح ومن ثم يطرح فكرة غياب النقد الكلاسيكى القديم.
ويضيف: يمهد الكاتب داخل الكتاب ببعض الجمل عن غياب دور النقد ويؤكد وجهة نظرى بأن الجوائز أصبحت تمثل دور النقد فى مصر حالياً، فإذا اردت أن تقيم كتاباً ما ابحث عن الجوائز التى فاز بها.
ويواصل محمد على إبراهيم: أن أهمية الكتاب الرئيسية تكمن فى أنه فجر عددا كبيرا من القضايا، فالقضايا التى حدثت ليست بعيدة عن البيئة المحيطة، كما يتناول قراءة تحولات حركة النشر بعد 25 يناير، وقراءة لإيدولوجية المرحلة.
ويؤكد إبراهيم أنه لا يوجد تلاقٍ بين فكرة البيست سيلر والإبداع الجيد، ويقول: عندما قرأت فى البداية لنبيل فاروق كان لدينا بعض الوعى لكى نتجاوزه وننتقل للبحث عن فكرة الإبداع. إذن الموضوع يتوقف على وعى المتلقى الذى يستطيع أن يمرر الأمور والبحث عن الجيد الذى يضيف له.
ويستطرد: كما لا يجوز مقارنة كتُاب البيست سيلر مثل أحمد خالد توفيق وأحمد مراد بمبدعين مثل صنع الله إبرهيم أو إبراهيم أصلان لأن كتب الأول تبيع أكثر ومن ثم نصفه بالأفضل، أرى أن النقاش سيكون عقيما فى هذه الحالة، لكنى أرى أن القضية هى أزمة وعى. وهناك من نجا من هذا الفخ. وهنا يستشهد بالكاتب أحمد القرملاوى الذى خرج من هذه الدائرة بعد فوزه بجوائز مهمة والتفت لفكرة الكتابة الحقيقية. فالبسيت سيلر حرفة والكتابة الإبداعية شيء أمر آخر.
وفى قراءة للشاعر والناقد أسامة الحداد أشار إلى أن كتاب "حكايات عن القراءة" يعتمد على إحصاءات القراءة ورصدها وتحليلها فى بعض الدول، لكنه لا يعمق هذا التحليل وإنما يأتي به سريعاً لكن الرصد أكثر من التحليل. لأنه يعتمد على الظواهر وتقديمها للقارئ مجتمعة بحيث نرى سوق النشر، كما يرصد الظواهر الجديدة فى الكتابة التى جذبت الشباب بعيداً عن الكتابة الجيدة.
ويتابع: نجد ارتباط الكتاب الجدد بالرعاة الجدد، بمعنى ظهور ناشرين بعينهم يحركون توجهات هؤلاء الكتاب وقادرين على التحكم فى سوق الكتاب. وهذه إشكالية مهمة وإن كانت تتعلق بالسوق أكثر من محتوى الكتاب.
ويضيف الحداد: أثار الكتاب قضية تمرد الجيل الجديد على فكرة المثقف الكلاسيكى والثقافة الرسمية التى كانت سائدة طوال الوقت باعتبارها المتن الرئيسى للكتابة، فإذا تحدثنا عن نماذج هذه الثقافة بمصر سنردد اسم عباس العقاد ونجيب محفوظ ويحيى حقى ويوسف إدريس وآخرين. حيث دعمت الأكاديميات والنقد والصحافة هذه الثقافة من خلال إنتاج كتابات ربما نرى أنها سطحية ولا تشبع من يريد القراءة الجادة لكن الجيل الجديد له رؤيه أخرى بالطبع.
وفى مداخلة للشاعر والناقد شعبان يوسف دلل على ظاهرة الكتابات الجديدة والبسيت سيلر بحديثه عن اللقاء الذى أقيم لمطرب الراب زاب ثروت، بالمقهى الثقافى الذى كان يديره بمعرض الكتاب عام 2014، حيث شهد حضورا كثيفاً.
ورأى شعبان يوسف أن الرواج الذى تمتع به زاب كونه كان أحد وجوه ثورة 25 يناير، كما كان لديه إصابة ما فترك مشاعر لدى الشباب، فضلاً عن أن الرواج الذى تمتع به لم يأت من كونه مغنى راب لكن كتابه "رسائل إلى حبيبتى"، كان يمثل شيئاً ما للفئات التى حضرت. لذلك حرصت على إحضار عدد من هؤلاء الكتاب فى السنوات التالية بالمقهى لفهم ماهية هذه الظاهرة. وبالفعل جرت الكتابة عن هذا اللقاء بشكل كبير كما تعرضت لهجوم كبير عقب هذا اللقاء.
وأضاف شعبان يوسف: لقد رأينا محاولات صنع الظواهر إلى حد ما فى مجال الكتابة ولن نستطيع أن نتفادى هذه النوعية من الكتابة أو ما يسمى بالبيست سيلر من طراز أحمد مراد وعمر طاهر وآخرين لكن فى النهاية أصبحت الكتب الجيدة تنافس بشكل ما فى هذا السوق حيث أرى أن ثورة 25 يناير رفعت من مستوى القراءة. وإذا كان سامح فايز وصل لنتائج أو كتب تحليلات لا نرتضيها لكن فتح الباب فى هذا المضمار لأمر فى غاية الأهمية.
ورشة الزيتون ورشة الزيتون ورشة الزيتون