Close ad

بين "التاج" و"حلوى المولد".. قصة رسوم المرأة في جداريات قنا| صور

21-8-2021 | 15:20
بين  التاج  و حلوى المولد  قصة رسوم المرأة في جداريات قنا| صورجداريات دندرة
محمود الدسوقي

هنا "دندرة" القرية التاريخية بقنا ذات المعبد الشهير، حيث تواجهك جداريتها الشهيرة فى أرجائها التى تعود لتوقيتات زمنية مختلفة، حيث تطرقت لذلك دراسة بعنوان "القيم التشكيلية للرسوم الجدارية الشعبية بقنا ودورها في نشر الوعي الثقافي" للباحثة والفنانة منال محمد مبارك محمد مدرس قسم التصوير بالفنون الجميلة بالأقصر.

موضوعات مقترحة

تحدثت الدراسة عن الرموز الفنية المستلهمة في التراث في الجداريات الحديثة بقنا، مثل جدارية مدخل دندرة، وجدارية منطقة سيدي عبدالرحيم القنائي، وجدارية دشنا بطريق مصر أسوان الشرقي، بالإضافة لجداريات رسوم الحج في منازل قري الصعيد مابين عامي 1973م حتي منتصف ثمانينات القرن الماضي.

بدورها قالت الباحثة منال محمد مبارك في دراستها التى تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات منها، إن التصميم الجداري يُعد متحفا طبيعيا، ولابد أن يتعايش معه الفنان في خطوطه ومساحاته وألوانه، وكذلك خامة تنفيذه وصياغته، مضيفة أن محافظة قنا تحتفظ بالعديد من الجداريات المعاصرة، مثل: جدارية مدخل قرية دندرة وتاريخ بنائها عام 2003م ، حيث امتازت الجدارية ببساطة أشكالها وإشاعتها لمشاعر البهجة، وعبر الفنان عن الماء بالخطوط المنكسرة للتعبير عن الماء بشكل عمودي علي جانبي الجدار وأفقي في منتصف الجدار، وتحمل هذه الخطوط في الجدارية المركب المزخرفة ذات الطراز الفرعوني، وينتصف المركب بسكون ورصانة المرأة الممثلة في منتصف الجدار بزاوية أمامية، وتظهر رشاقتها من خلال ثوبها الطويل والحاملة لقرص الشمس المجنح. 

وأسطورة "قرص الشمس المجنح" ترجع في المعتقدات الفرعونية لـ"حورس الأدفوي"، وقد اتخذ الإله حورس لقب قرص الشمس المجنحة منذ عصر الأسرة السادسة، وصارت رمزا للنصر، كما حظيت المرأة في مصر علي بعض الألقاب الشرفية التي تشير علي احترام مجتمعها المصري لها منذ آلاف السنين، من بينها "قوية الساعد، والقابضة علي الأرضين، وعظيمة القوة، والمشرقة كالشمس، وصاحبة العظمة، وذات الجاذبية". 

وتوضح الدكتورة منال محمد مبارك أن الفنان قام في جدارية منطقة سيدي عبدالرحيم القنائي بالمزج بين القديم والجديد في احتفال الطرق الصوفية، واحتوت أشكال الجدارية على القصص والأساطير الشعبية، فقد استلهم الزخارف الإسلامية الشعبية ووظفها بشكل جمالي، وقد اهتم بإبراز الزخارف في الملابس والإكسسورات المصاحبة للطرق الصوفية، وقد استخدم الفنان ألوان زاهية وصريحة لكي تعكس جو التصوف والنقاء، كما اعتمد الفنان في جدارية منطقة سيدي عبدالرحيم القنائي علي تحديد الأشكال الخارجية، وفي ذات الوقت يبدو الفنان المعاصر متأثرا بالفن الجداري المصري القديم، وكان للمرأة دور كبير في الاحتفال بمولد سيدي عبدالرحيم القنائي، حيث تظهر الجدارية طبيعتها، وهي تشارك في توزيع وتقديم الحلوي الخاصة بالموالد والأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة لبيعها، أو توزيعها علي الزوار والمغتربين. 

تعبر الجدارية عن النساء حيث تحمل فوق رأسها طبق الحلوي وتنتشر بين أماكن الناس، كما تظهر مشاركة للمرأة وهي تسير بالدف مع موكب الاحتفال، كما لا يمكننا إغفال المرأة التي تحمل أبنائها علي كتفها والآخري علي يدها؛ حرصا منها علي أطفالها، فالمولد  نظام اجتماعي ونظام حياة لشعب يخلف أفراحه ومتعه البسيطة التي تعيش معه عبر السنين.

أما في جدارية طريق مصر أسوان الشرقي بمدينة دشنا شمالي قنا، تؤكد الدراسة أنه تم الانتهاء منها عام 2008م، حيث اهتم الفنان المصري بالربط بين عنصر المرأة المصرية القديمة التي ترتدي التاج المصري القديم وهي تقف في هيئة مماثلة علي زهرة اللوتس، وقد كان اختيار الفنان لدرجات اللون الأخضر والأزرق من الفسيفساء للخلفية مصدراً لقيمة جمالية، حيث اقتصر الفنان علي الفسيفساء في الخلفية؛ ليبرز العناصر الآدمية التي تمثلت في عنصر المرأة بأسلوب النحت البارز في أوضاع جمالية، حيث ربط الفنان بين وضع المرأة المصرية القديمة والمعاصرة بأسلوب بسيط يوضح حيوية الموضوع لإثارة انتباه المتلقي. 

 ويتضح في جدارية دشنا ما للبيئة المحلية من من أهمية في نشأة وإيجاد الفنون التشكيلية المختلفة والمميزة للشخصية الفنية والقومية لأي منطقة ولا يمكن إغفال البيئة التراث التاريخ في أعمال الفنانين. 

وأوصت الدراسة التي تم نشرها في كتيب "الثقافة في الجنوب بين الإبداع والصناعة" في المؤتمر الأدبي السابع بأقليم وسط وجنوب الصعيد بإلقاء الضوء علي الرسم الجداري الشعبي، والتعرف علي أهم خصائصه وموضوعاته التي أصبحت عاملاً مؤثرًا علي الفنانين التشكيلين مع دراسة تاريخ الفنون التشكيلية بصعيد مصر وأهم سماته وعمقه التاريخي، كما أوصت الدراسة أيضا بإلقاء الضوء علي حركة الفن الشعبي التي أصبحت الآن من أهم ملامح الحركة التشكيلية الفنية الحديثة في مصر، مع أهمية التوثيق لكافة البيانات والمعلومات الخاصة بالفنون الشعبية، والتأكد من دقة الحيادية ضرورة تدريس الفنون الشعبية وتاريخها بالجامعات المصرية ، فالفنون الشعبية قيمة فنية وتاريخية لاينبغي إهمالها أو التغافل عنها، حيث إن تدريسها فى الجامعات المصرية هو أفضل طريقة للحفاظ على الفنون الشعبية.


جداريات دندرة جداريات دندرة

جداريات دندرة جداريات دندرة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: