Close ad

قبة "رئيس الأطبا".. تعرف على أصغر قباب القاهرة التاريخية

30-6-2021 | 13:10
قبة  رئيس الأطبا  تعرف على أصغر قباب القاهرة التاريخية قبة رئيس الأطبا
أحمد عادل

تزهو مدينة القاهرة بمآذنها وقبابها التى تلامس عنان السماء، والتي لا يضاهيها في قيمتها الأثرية وطرزها المعمارية والجمالية أي مدينة من مدن العالم، وتتراوح هذه القباب في الشكل والطراز حسب الفترة الزمنية التي شُيدت فيها.

موضوعات مقترحة

وتحوى منطقة "الدرب الأحمر" العديد من القباب مختلفة الحجم والطراز، ومن بينها قبة "رئيس الأطبا" أو قبة "علي نجم" المسجلة كأثر رقم 359، وما يميز هذه القبة هو صغر حجمها؛ لتكون أصغر قبة فى العمارة الإسلامية بالقاهرة التاريخية.. ولكن من هو "رئيس الأطبا" صاحب هذه القبة؟

لقد حققت الحضارة الإسلامية تقدما كبيرا في مجالات الطب والصيدلة وإنتاج العقاقير، لدرجة صُنفت من أجلها مؤلفات ومعاجم كاملة بأسماء الأطباء وإنجازاتهم الطبية، ومنهم الطبيب البارع علاء الدين بن عبدالواحد بن محمد بن صغير رئيس الأطباء بالديار المصرية في عهد السلطان المملوكي الظاهر برقوق.

بدوره ذكر المؤرخ على بن داود الصيرفي في كتابه"نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان" أن الطبيب علاء الدين بن صغير قد وُلد بمدينة القاهرة، وتلقى العلم على أيدي كبار أطباء عصره، حتى برع وساد وانتهت إليه رياسة الطب في زمانه.

وقد بلغ الطبيب ابن صغير من المهارة والدراية في الطب وتشخيص الأمراض والعلاج، ما استحق عليه ثناء المؤرخين، فيقول عنه المؤرخ الكبير أبو المحاسن جمال الدين بن تغرى بردي في موسوعته "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة": "كان من الأفراد في علم الطب والملاطفة، ماهراً في صناعته، وكان فاضلا غاية في فنه، وأجمع الناس على فهمه ومداراته للعليل وترتيبه وتشخيصه للمرض مع الاطلاع على كلام المتأخرين وصنف الكتب في فنه".

وكان طبيبنا الكبير يراعي البعد الاجتماعي للمرضى وظروفهم المادية، وهذه تعد أولي أدبيات رسالة الطب، فيقول عنه ابن تغري بردي: "كان يصف الدواء للموسر بأربعين ألفا ويصف الدواء في ذلك الداء بعينه للمعسر بالفلس الواحد".

وكان رئيس الأطباء علاء الدين بن عبد الواحد شديد الورع، وله فى ذلك حكايات نقلها المؤرخون مثل، تقي الدين المقريزي في كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك"، وجلال الدين السيوطي في كتابه "حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة"، ومنها أنه أفرد من ماله الخاص خمسة آلاف دينار؛ للقرض الحسن بغير زيادة، فكان يُقرض من يحتاج ابتغاء ثواب الله ومرضاته، وكان يُرض الشعر الذي يدور في فلك الزهد والرقائق، ومنه:

يا من إليه خطانا ..يمحو جميع خطانا

نغدو إليه خماصا...ونروح عنه بطانا

وهذا القول مقتبس من الحديث الشريف للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً".

ولقد حظي رئيس الأطباء ابن صغير بثقة السلطان المملوكي الظاهر برقوق الذي كلفه بعلاج السلطان العثماني بايزيد الأول، فقد أورد ابن إياس فى موسوعته "بدائع الزهور في وقائع الدهور أن السلطان العثماني كان يشكو من ألم المفاصل فطلب من السلطان برقوق طبيبًا حاذقًا فى صنعة الطب وأدوية توافق مرضه الذى كان يشكو به، فعين له السلطان الرئيس علاء الدين بن صغير، وأرسل صحبته حملين من الأدوية التى توافق مرضه".

وفى مدينة حلب، وبينما كان فى صحبة السلطان برقوق في التجريدة التى خرجت لمواجهة سلطان المغول تيمو رلنك، كانت وفاة رئيس الأطباء في يوم الحج الأكبر الجمعة عاشر ذي الحجة سنة 796هـ، ودُفن بحلب ثم نقلته ابنته إلى القاهرة ودفن بقبته الحالية بشارع "القربية" بالدرب الأحمر.

تعرف قبة رئيس الأطباء أثريا بقبة "على نجم" وتحمل أثر رقم "359"، وقد أنشأها محمد بن عبد الباقي خلال العصر العثماني على ضريح "رئيس الاطباء" في القرن 11هـ/ 17م، وتقع في شارع القربية المتفرع من شارع الخيامية بالغورية.

وتقوم القبة على واجهة بسيطة يتوسطها من الأسفل فتحة شباك مستطيلة، يلى ذلك النقش التأسيسي، ثم رقبة القبة التى يعلوها شريط كتابي دائرى، فيما خلت القبة من النقوش، أما تصميم القبة من الداخل فعبارة عن غرف مربعة صغيرة، يتوسطها الضريح.


قبة رئيس الأطباقبة رئيس الأطبا
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: