Close ad

أذربيجان تحتفل بمرور 103 أعوام على تأسيسها أول جمهورية برلمانية وديمقراطية عرفها الشرق المسلم

24-5-2021 | 15:05
أذربيجان تحتفل بمرور  أعوام على تأسيسها أول جمهورية برلمانية وديمقراطية عرفها الشرق المسلمرئيس أذربيجان إلهام علييف
محمود سعد دياب

تحتفل جمهورية أذربيجان هذه الأيام، بمرور 103 أعوام على تأسيسها أول جمهورية عرفها الشرق المسلم، وذلك يوم 28 مايو 1918، وأذربيجان دولة تقع جنوب منطقة القوقاز وتبلغ مساحتها حوالي 86.6 ألف كم مربع، وعدد سكانها يتجاوز العشرة ملايين، ولغتها الرسمية هي اللغة الأذربيجانية "مشتقة من التركية" والديانة هي الإسلام، كما يحدها من الشرق بحر قزوين ومن الشمال روسيا ومن الشمال الغربي جورجيا ومن الغرب أرمينيا وإيران من الجنوب وتركيا من الجنوب الغربي.

موضوعات مقترحة

وقال سفير جمهورية أذربيجان بالقاهرة تورال رضاييف، إنه في 28 مايو 1918 تم إعلان جمهورية أذربيجان الديمقراطية عقب انهيار الإمبراطورية الروسية القيصرية، بيد أن الجمهورية الأولي استمرت للأسف نحو عامين فقط حتى عام 1920، ففي 28 أبريل قامت قوات الجيش الأحمر الحادي عشر بغزو جمهورية أذربيجان التي كانت تعاني في ذلك الوقت ظروفا داخلية وخارجية صعبة وطالبت باستقالة البرلمان الأذربيجاني وأقاموا حكومة خاصة بهم، مضيفًا أنه ومع احتلال قوات الجيش الأحمر الحادي عشر، دخلت أذربيجان فترة امتدت 70 عامًا من الحكم السوفيتي وحتى عام 1991، حتى استعادت استقلالها مرة ثانية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

جدير بالذكر، أن تأسيس هذه الجمهورية عام 1918، لم يكن بالأمر اليسير في بداية القرن العشرين، حيث كان العالم يعاني الحروب والاضطرابات والصراعات بجميع أشكالها العسكرية والعرقية والدينية، فضلًا عما كانت تعانيه أوروبا الشرقية ومنطقة القوقاز من الانقلابات الشيوعية والحروب الأهلية، الأمر الذي سهل على الجيش السوفيتي احتلال المنطقة.

وخلال هذه الأشهر المعدودة تمكن الشعب الأذربيجاني تحت قيادته الوطنية تكوين بنيان سياسي فريد تمتع أفراده بكافة حقوقهم القانونية وحرياتهم، وأسسوا معًا البرلمان والحكومة وأول مؤسسة تعليمية حكومية ومنح المرأة الأذربيجانية قبل أي امرأة في العالم حقها في التصويت بالانتخابات، كما تم تمثيل جميع الكيانات السياسية والقوميات والأعراق الرئيسية في أذربيجان بالمجلس الوطني ذي المائة وعشرين مقعد شاهد عيان على التزام أذربيجان بالمبادئ والمواثيق الدولية الخاصة بالتعددية الحزبية والنظام البرلماني متعدد القوميات.

وفي اليوم التاسع من شهر نوفمبر عام 1918، تبنت حكومة جمهورية أذربيجان الديمقراطية أول قرار لها باتخاذ علم ذو ثلاثة ألوان الأزرق والأحمر والأخضر مع الهلال والنجمة الثمانية الأطراف، والذي يرمز إلي مبادئ الهوية الوطنية، والحداثة والديمقراطية، والإسلام باعتباره علما لأذربيجان المستقلة.

وبعد تكثيف المحادثات الدبلوماسية مع قادة دول الحلف، وفي 11 يناير عام 1920 اعترف مؤتمر باريس للسلام بالاستقلال الواقعي لجمهورية أذربيجان، التي وجهت في السنوات الأولى من استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، العديد من المشاكل نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية والتي كان أبرزها الحرب مع أرمينيا التي أسفرت عن احتلال 20% من الأراضي الأذربيجانية "إقليم ناغورنو قرة باغ".

وخلال هذه المرحلة التاريخية الحرجة من تاريخ أذربيجان، ناشد الشعب الأذربيجاني الزعيم القومي "حيدر علييف" تولي زمام الأمور، لإخراج البلاد من هذه الأزمة الطاحنة، وبالفعل تمكن "علييف" خلال فترة قصيرة من الزمن برؤيته الثاقبة، من نقل أذربيجان من حالة التخبط والصعوبات العديدة التي سادت فترة التسعينات إلى آفاق الازدهار والتقدم، وبدأ عهد جديد في حياة الجمهورية المستقلة، حيث تخلت البلاد عن الاقتصاد المخطط "الاشتراكي" في الحقبة السوفيتية، وتحولت إلى اقتصاد السوق الحر، كما تم اتخاذ التدابير اللازمة لإقامة نظام سياسي ديمقراطي في البلاد، حيث تم إقرار قانون الأحزاب السياسية، وتثبيت الحقوق لكل القوميات للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، كما وقعت أذربيجان على العديد من المعاهدات الدولية للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما فيها إقرار حقوق المرأة السياسية.

وكان النفط السبب الرئيسي الذي جعل من جمهورية أذربيجان محط أنظار عديد من دول العالم، خاصة وأن أذربيجان قد لعبت دورًا بارزًا خلال الحرب العالمية الثانية حيث قدمت باكو- عاصمة أذربيجان معظم نفط الاتحاد السوفيتي على الجبهة الشرقية.

وفي سبتمبر عام 1994، تم توقيع "عقد القرن" بقيمة عدة مليارات من الدولارات مع شركات النفط متعددة الجنسيات لتطوير حقول النفط البحرية في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين، وبشبكة خط نفط "باكو - تبليسي – جيهان"، وخط "غاز باكو - تبليسي - أرزروم"، حيث تضطلع أذربيجان بدور مهم في ممر الطاقة بين الشرق والغرب وفي أمن الطاقة في أوروبا. وبالتوازي مع قطاعي النفط والغاز، تم الاهتمام بتنمية القطاعات غير النفطية بما في ذلك تطوير البنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات ذات الأولوية الإستراتيجية، من سكك حديدية، ومواني بحرية ومطارات، بالإضافة إلى أساطيل الطائرات والسفن، ووسائل النقل البري والبحري، والتي تجرى زيادتها وتحديثها على نحو ملحوظ سعيا لتنشيط مسارات النقل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب.

وقامت جمهورية أذربيجان بتحقيق مشاريع اقتصادية مهمة، حيث أصبح هذا جزءًا مهما لأجندتها، حيث كان يتحتم عليها الانتقال من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق، واليوم يشعر الشعب الأذربيجاني بهذه التنمية وبنتائج الإصلاحات الاقتصادية، ونتيجة لذلك أصبحت أذربيجان عام 2001 عضوًا في المجلس الأوروبي (البرلمان)، وبذلك انضمت إلى الأسرة الأوروبية.

ومنذ استقلال أذربيجان أصبح شعار الإسلام رمزًا من الرموز الثلاثة الموجودة على علم الجمهورية المستقلة الجديدة، وتم قبولها عضوًا بمنظمة التعاون الإسلامي، وأصبح من التقاليد الرسمية أداء رئيس الجمهورية المنتخب اليمين الدستورية بالقرآن الكريم قبيلا لبدء بمهامه الرسمية، وقد تحولت اليوم من بلد يطلب العون الأمني والمساعدات الدولية في الماضي، إلى بلد يساهم اليوم في العمليات الدولية لدعم السلام، والجهود الإنسانية، فقد وقع حدث مهم جدًا عام 2011، حيث تم اختيارها لأول مرة عضوًا غير دائمًا في مجلس الأمن بمنظمة الأمم المتحدة عامي 2012 - 2013.

واعتمادا على رؤية وإرث حيدر علييف، وتحت قيادة إلهام علييف، أصبحت أذربيجان اليوم بلد ينمو بديناميكية، مع معدلات نمو اقتصادي بجميع المجالات، وتلعب اليوم دورًا محوريًا في كل القضايا الإقليمية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدان المنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة