Close ad

منظمات حقوق الإنسان .. والحق في الحياة

18-5-2021 | 13:26
الأهرام المسائي نقلاً عن

هل بعد الحق فى الحياة حقوق أخرى يمكن الحديث عنها؟ سؤال يُلح علي منذ العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأشقاء الفلسطينيين، والصمت المريب لمنظمات حقوق الإنسان، أو فى الحقيقة منظمات «السبوبة» المحلية والعالمية منها، ما يتجاوز 200 شهيد قدموا حياتهم فى مواجهة جيش دولة لا يضع أى اعتبار لقيم إنسانية أو قوانين دولية، مستهدفًا فى محاولات همجية طمس الحقائق وتزييف التاريخ، وطرد سكان عزل من مساكنهم، ليتم منحها لمستوطنين متطرفين دون سند قانوني.

فنانون ورياضيون مسلمون وغير مسلمين نددوا بعنصرية إسرائيل، منهم الممثل مارك رافلو، الذى جسد شخصية الرجل الأخضر، الذى جمع ما يقرب من مليونى توقيع للمطالبة بمعاقبة إسرائيل، تحركوا بوازع من ضمائرهم، لم يرهبوا رد فعل المنظمات اليهودية فى أمريكا وأوروبا.

وفى المقابل خيم صمت مقيت، فلا صوت ولا نفس للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، أو هيومن رايت ومثيلاتها، أو وذيولها من عشرات الكانتونات حاملة لافتة الدفاع عن حقوق الإنسان فى مصر، هذه المنظمات التى تحاول أن تقيم الدنيا، تبح أصواتها ويتعالى نعيقها على أباطيل ترددها مجموعة المتربحين حول أشخاص يحاكمون أمام القضاء، تشعر وكأنهم فى منافسة رديئة للفوز بنصيب من كعكة مسمومة تتخم بطونهم وتضخم ثرواتهم الحرام، هكذا هم يقتاتون ويشربون.

أتابع ما يحدث في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى وغزة، مغالبًا هواجس تطل على مخيلتي أنهم سيتحركون، سيصدرون ولو مجرد شجب، أو يرفعون مذكرات إلى مؤسساتهم الأم ذرًا للرماد في العيون، لكن لا هُم ولا أسيادهم رمشَ لهم جفن، تاريخهم المشين ومواقفهم السابقة ترجح عدم إقدامهم على إغضاب أسيادهم، ولكن كنت أهمس لنفسي.. ربما يفعلون.

والآن وقد سقطت ورقة التوت وانكشفت عوراتهم أمام الجميع، أتساءل عن ماذا سيفعلون بعد ذلك؟ هل بعد هدوء الأمور سيعودون إلى التدليس الرخيص؟ بكل تأكيد نعم، لأن قبلتهم هى المال، فهو أسمى الحقوق بالنسبة لهم، نفوسهم لا تعرف الحياء، ووجوههم لم تجرب حمرة الخجل، فلسفة هذه المنظمات مثل فلسفة الجماعات التكفيرية، لا يدافعون إلا عمّن يدفع لهم، لم نرَ أو نسمع على مدار سنوات أيًا من الجماعات التكفيرية فى سيناء أو غيرها ترمي ولو حجرًا حتى على السياج الحدودى لإسرائيل، أو تنادى بذلك، مصر هى التى تحاول بكل قوة وقف العدوان الغاشم على أبناء فلسطين، هى التى أرسلت الأطباء وسيارات الإسعاف وفتحت أبوابها لاستقبال وعلاج الجرحى والمصابين، مقدمة كعهدها دائمًا نموذجًا شريفًا للدفاع عن حقوق الإنسان، حقه فى العيش بأمان، حقه فى السكن، وحقه الأسمى.. في الحياة.

أقول للأشقاء في فلسطين، رغم التحفظات على تحركات بعض الفصائل الفلسطينية ضد الدولة المصرية ودعمها ومساندتها للعناصر التكفيرية، ولكن مصر لم تزل هي الدرع الواقية، لا تتاجر بقضايا الأوطان أو تساوم على حقوق مشروعة.

وكما يُقال، ربما من بطن المحن تولد المنح، ويستفيق الغافلون أو المضللون، فلا يصدقون أباطيل المبطلون أو شعارات التكفيريين الذين لا يعرفون إلا تصويب رصاصاتهم الغادرة نحو صدور الشرفاء الوطنيين.

وكيل الهيئة الوطنية للصحافة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
د. أحمد مختار يكتب: رؤية مختلفة لمشروعات التنمية

بين الحين والآخر يتساءل البعض عن مشروعات الطرق والكباري، وكذلك مشروعات البنية الأساسية التي يجري تنفيذها بمصر باستثمارات ضخمة، مبعث السؤال غالبًا لا يرتبط

الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي

من يأخذ زمام المبادرة في نشر الأخبار سياسية كانت أم اجتماعية؟ هل المواقع الصحفية المرخص لها بذلك أم صفحات السوشيال ميديا التابعة لأفراد لا نعلم حقيقتهم

العودة للجذور

منذ أربع سنوات أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرةً العودة للجذور فى القمة الثلاثية بنيقوسيا فى نوفمبر 2017، وجاءت النسخة الأولى فى أبريل 2018 بمشاركة

قوة رشيدة

ساعات قليلة ويعقد مجلس الأمن اجتماعه المرتقب لبحث مشكلة السد الإثيوبي، الآمال المعلقة لدى البعض على اجتماع المجلس واعتباره المحطة الأخيرة فى مشوار السد

«30 يونيو» درع وسيف

تمثل الأحداث المهمة التى ترتبط ببقاء الأوطان قوية آمنة؛ علامات فارقة يتوقف التاريخ أمامها عندما يسطر مسيرة الإنسان والمكان، يطوى صفحات أوطان تمزقت، فهام

حتى يعود البريق

عندما امتلكت الدولٌ الكبرى القوة الاقتصادية والعسكرية سعت للهيمنة على العالم بنشر قيمها وثقافتها على أنها القيم الإنسانية المثلى، البداية كانت بنشر اللغة

ثقافة تنقذ حياة

عندما سقط كريستيان إريكسن لاعب الدنمارك، منذ أيام قليلة أثناء إحدى مباريات كرة القدم الأوروبية انخلعت قلوب المشاهدين والمتابعين، خاصة أن اللاعب سقط بدون

حلم قائد .. وثقة شعب

الإنسان والمكان عنصران مثل طرفى معادلة التنمية والبناء لتترجم عبقرية مصر وتنسج خيوط حلم وهدف حدد بوصلة المسار، الذى اختاره الرئيس السيسى عندما تولى مسئولية

تحويلات المصريين ومسارات التنمية

أوضح تقرير حديث صادر عن البنك الدولى ارتفاع تحويلات العاملين بالخارج إلى منطقة الشرق الأوسط، العام الماضى، بنسبة 3.2% لتصل إلى 56 مليار دولار، وذكر التقرير

تصنيع الدواء وتوطين التكنولوجيا

عندما افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شهر أبريل الماضى مدينة الدواء فى الخانكة، تساءل عن نسبة تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية، وجاءت الإجابة بأنها تبلغ

دراما رمضان وقضايا الوطن

مع اقتراب شهر رمضان الكريم من الرحيل جاءت ردود الأفعال الإيجابية والتفاعل الكبير بين المواطنين وليس المشاهدين فقط مع أحداث مسلسلى الاختيار-2 والقاهرة كابول

التوكل والتواكل و«الجندي كورونا»

مع اشتداد الموجة الثالثة من فيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات لم تزل سلوكيات أغلبية المواطنين لا تعكس إدراكهم لخطورة الموقف، مرات عديدة عندما

الأكثر قراءة