قدم أعظم الأفلام ولم يحصل على الأوسكار.. ألفريد هيتشكوك عبقري أفلام الرعب وملك التشويق| صور

تنبأ بقرب وفاته لمجرد فوزه بجائزة، لُقب بـ"سيد التشويق" السينمائى، وأفلام الرعب، وأعظم مخرجى السينما فى القرن العشرين؛ لما تضمنته أفلامه من معالجات رائدة ما زالت إلى اليوم مرجعا يتعلم منه السينمائيين الشبان، هو مدرسة تمشى على الأقدام، فيما وصفته مجلة موفي ميكر الأمريكية بـ "المخرج الأكثر تأثيرا على الإطلاق".

ولد السير ألفريد جوزيف هيتشكوك فى 13 أغسطس 1899م، شرق لندن وسط أسرة بريطانية أيرلندية كاثوليكية، عمل والده وليام هيتشكوك بائعاً للدواجن والخضروات، عاش هيتشكوك طفولته وحيداً بسبب السمنة، ويحكي أن والده أرسله إلى مركز الشرطة وطلب من الشرطى حبسه 10 دقائق كعقاب له، وكانت والدته تجبره على الوقوف أسفل السرير لعدة ساعات عقابًا له، واستعان بهذا المشهد فى فيلم (مريض نفسى) ، توفي والده وعمره 14 عامًا وأثرت طفولته العنيفة على أفلامه.

التحق هيتشكوك بالمدرسة اليسوعية بكلية سانت إجناتيوس، عشق الرسم، ودرس الهندسة بجامعة لندن، ثم التحق بالعمل فى شركة التليجراف (هينلى) بدأ الكتابة أثناء عمله هناك، مُقدما مقالات قصيرة للنشر الداخلى.

بدأ حياته الفنية فى تصميم الديكورات الخلفية لاستديوهات السينما، ثم كتابة العناوين الفرعية للأفلام الصامتة فى إستوديو لاسلكي بلندن فى عام 1919م، وهناك تعلم المونتاج وكتابة السيناريو وصار مساعد مخرج، يعتبر فيلم (حديقة المتعة) عام 1925م أول إنجازاته السينمائية الحقيقية.

أخرج أول أعماله فى عام 1927م فيلم (النزيل)، وهو من السينما الصامته، وكان أول أفلامه الناطقه فيلم (ابتزاز) عام 1929م، وقد رُشح 6 مرات للأوسكار، ولكنه لم يحصل عليها، سافر فى 1940م إلى هوليوود (التي أدركت أن الفيلم ينسب اسمه لشخصين فقط هما المخرج والمؤلف لأنها بدون تجانسهما معا لن يكون هناك فيلم وهذه الفكرة جسدها هيتشكوك)، عمل فى السينما وكان أول أعماله فيلم (ربيكا) الذى قام ببطولته (لورانس أوليفر) و(جوان فونتين) ووصفه بأنه ساعتين من الجنون والحب والغموض، كما حمل الفيلم رؤية تشاؤمية للحياة الأمريكية وأحدث ضجة كبرى حين عُرض وقتها.

تلاه فيلم (الطيور)، الذي يُعد أول خطوة فى استعانة السينما العالمية بعالم الخوارق، ومن أعماله أفلام (مارنى)، و(الستار الممزق)، اختتم مسيرته السينمائية فى عام 1976م بإخراج فيلم (جنون) وظهر فى الكثير من أفلامه لفترات قصيرة، وركز دائماً في أفلامه على ثلاث شخصيات وهي الرجل البريء الذي يحاول أن يثبت برائته، المرأة المذنبة، والقاتل المضطرب نفسياً.

وكان هيتشكوك لا يهتم سوى بتجميع أجزاء الفيلم وشريط الصوت والتصوير قائلاً: (يهمنى كل ماهو تقني بحت، واعتقد أنه إرضاء كبير لنا استخدام فن السينما لخلق انفعال جماهيري).


ورغم أن معظم أفلام هيتشكوك كئيبة ومخيفة، إلا أنه كان دائم المرح أثناء تصويرها، تزوج من ألما لوسى ريفيل الملقبه بـ(ليدي هيتشكوك) التي كانت مساعدته أيضا فى 2 ديسمبر 1926م، وانجبا بنتا اسمها بات هيتشكوك، وأنتج الفيلم الأمريكي "هيتشكوك" عام 2012م عن قصة حياته وزوجته، وهو فيلم كوميديا ودراما.

أسس لنفسه على مدار 60 عامًا أسلوب إخراجي مميز نتج عنه حوالى 53 فيلم، وقام بكتابة حوالى 20 فيلم آخر العديد منها له نهايات مثيرة للجدل أحداثها مشوقة ومنهم "فيلم الدوار 1958م"، الذي يعتبره النقاد من أهم 10 أفلام.

فى عام 1979م حصل على جائزة (الإنجاز مدى الحياة للنشاط الفنى) حيث علق على هذا التكريم قائلا: " هذه الجائزة دليلا على أن الموت أصبح قريبا منه"، كما حصل على وسام الفارس فى بريطانيا من الملكة إليزابيث الثانية عام 1980م وتوفي بعدها بأربعة أشهر.

وعلى الرغم من أنه حصل على الجنسية الأمريكية عام 1956م، إلا أنه كان له الحق فى استخدام لقب (السير)، لأنه كان لا يزال من الرعايا البريطانيين، توفى هيتشكوك أثناء نومه فى مدينة لوس أنجلوس بكاليفورنيا فى 29 أبريل 1980م تاركا جملة تشبهه كثيرا على قبره "أنا داخل حبكة قصصية الآن".