Close ad

الأزياء.. نفوذ ورموز

26-1-2021 | 11:18
الأزياء نفوذ ورموزالأزياء..نفوذ ورموز
هناء دكرورى ــ مروى محمد إبراهيم
الأهرام اليومي نقلاً عن

أعاد حفل تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن، إلقاء الضوء على تلك العلاقة الخاصة بين عالمى السياسة والأزياء. فلم يعد دور الملابس والاكسسوارات يقتصر على إظهار الجمال أو الأناقة، بل تحولت الأزياء إلى أداة فعالة للتعبير عن مواقف ولتوصيل رسائل بلغة بصرية بليغة.. فى هذا الملف نرصد بعض الوقائع والأزياء التى حملت رسائل مميزة ومؤثرة.

موضوعات مقترحة

رسائل بالألوان

دخلت كامالا هاريس التاريخ، كأول سيدة ملونة تشغل منصب نائب الرئيس الأمريكى، إلا أنها اختارت لونا مميزا للحظة أداء اليمين الدستورية للمنصب الرفيع. فقد اختارت اللون الأرجوانى، الذى اعتبره البعض يرمز للوحدة، بجمعه بين الأحمر والأزرق، اللذين يرمزان للحزبين الديمقراطى والجمهورى، وهو نفس اللون الذى ارتدته هيلارى كلينتون، المرشحة السابقة للبيت الأبيض فى حفل تنصيب بايدن، وفى خطاب الاعتراف بالهزيمة فى عام 2016، لكنه أيضا أحد الألوان المميزة لحركة «سافرجيت» النسائية الأمريكية، التى نادت بحصول المرأة على حق التصويت فى الانتخابات فى بداية القرن العشرين. وهو نفس اللون الذى اختارته أيضا ميشيل أوباما سيدة أمريكا الأولى السابقة. فالأرجوانى، والأبيض، والذهبى، هى الألوان المميزة لتلك الحركة النسائية السياسية فى الولايات المتحدة، وهو ما يذكرنا بارتداء النائبات الديمقراطيات فى الكونجرس الأمريكى اللون الأبيض، فى أول جلسة للكونجرس الأمريكى فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2017، احتجاجا على موقفه المشين من المرأة.


رابطة عنق..أم بدونها؟
رابطة عنق..أم بدونها؟


من المشاهد التى أثبتت تأثيرها القوى على الناخب الأمريكى، صورة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو يركض ليصعد المنصة خلال إحدى الجولات الانتخابية، وقد تخلى عن رابطة عنقه والسترة الرسميتين، وشمر أكمام قميصه.. فالناخب الأمريكى اعتبر هذا المشهد رمزا للتحرر من القيود السياسية، ودعوة للمضى قدما. وفى نفس الوقت، اشتهر ترامب بامتلاكه تشكيلة كبيرة من ربطات العنق الحمراء، التى كان يظهر بها فى كل المناسبات.

دبابيس أولبرايت
دبابيس أولبرايت


اشتهرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، باستغلال الدبابيس «البروشات» المميزة، التى كانت ترتديها كوسيلة لتوجيه الرسائل والتعبير عن موقفها السياسى بأسلوب قوى وبارع. فعلى سبيل المثال بعد أن وصفتها وسائل الإعلام العراقية بأنها «حية لا مثيل لها» حرصت على ارتداء دبوس ذهبى على شكل ثعبان خلال زيارتها التالية لبغداد فى عام 1994. كما ارتدت دبوسا يشبه الصاروخ، فى أثناء المفاوضات مع الروس حول اتفاقية الصواريخ الباليستية. ولأن الدبابيس اعتبرت جزءا لا يتجزأ من استراتيجية أولبرايت الدبلوماسية، أقيم فى عام 2010 معرض يضم مقتنياتها من الدبابيس فى واشنطن، وحمل عنوان «اقرأوا دبابيسى» . دبوس آخر على شكل عنكبوت، أشعل مواقع التواصل فى عام 2019، ارتدته رئيسة المحكمة العليا البريطانية السيدة هالى، فى أثناء الحكم بعدم دستورية تعليق البرلمان.

أناقة النفوذ
أناقة النفوذ


‏«power dressing» أو «أزياء القوة» هو اتجاه فى الموضة ظهر فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى، وازدهر فى الثمانينيات، ويهدف إلى تمكين المرأة من تأكيد نفوذها وسلطتها فى بيئة مهنية يسيطرعليها الذكور.

وتعتبر رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجريت ثاتشر، النموذج المثالى لهذا الطراز. وبوصفها أول سيدة تتولى رئاسة الوزراء فى بريطانيا، فقد حظى ما ترتديه من ملابس بقدر كبير من الاهتمام، تماما مثل سياساتها. فقد أسهمت «تاييراتها»التى مزجت بين الجدية والأنوثة، فى عكس قوة شخصيتها وفرض سطوتها فى أى مكان تدخل إليه.

على الجانب الآخر من الاطلنطى، اشتهرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس، بتبنى نفس أسلوب «أناقة النفوذ» وفى زيارة للقوات الجوية الأمريكية ارتدت رايس، جونلة قصيرة ومعطفا أسود بأزرار ذهبية وبوتا طويلا، فيما وصفت بـ«طلة جريئة» تحدت فيها وزيرة الخارجية السابقة، ما كان متعارفا عليه فى مثل تلك الزيارات، واثبتت ثقة كبيرة فى قدراتها وتفوقها.
 
إشراقة الملكة
إشراقة الملكة


عبر عقود اشتهرت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، بأزيائها الزاهية الفريدة. وبالتزامها بطراز خاص يتكون من فستان ومعطف تكملهما دائما مجموعة من الاكسسوارات، تشمل القبعة والقفاز والحقيبة والحذاء، لتقدم الملكة للعالم قوس قزح من الألوان المبهجة التى لم يحاول أحد تقليدها.

بصمات مميزة
بصمات مميزة


وصفت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماى، بالجرأة فى اختيار أزيائها واكسسواراتها، فقد اشتهرت بعشقها للألوان الزاهية والأقمشة ذات الطبعات المستلهمة من جلود الحيوانات وأحذيتها المنقوشة. أما العقود الضخمة ذات الكرات الكبيرة، التى كانت تحرص فى معظم الأحيان على ارتدائها فى أغلب المناسبات، فقد كانت بصمتها المميزة وكثيرا ما أثارت التعليقات.

التمسك بالجذور
التمسك بالجذور


يحرص بعض السياسيين على ارتداء أزياء تعكس الثقافات والحضارات والمعتقدات، التى ينتمون إليها فى محاولة منهم للتمسك بالجذور ولإظهار الفخر بالأصل ولتعريف العالم الخارجى بمجتمعاتهم. ومن بين هؤلاء ألين جونسون رئيسة ليبيريا السابقة، التى كانت تحرص على ارتداء أزياء مستلهمة من الزى التقليدى الليبيرى. وفى مجلس النواب الأمريكى، ارتدت النائبة دب هالند، زيا ومجوهرات تعكس ثقافة قبيلة بويبلو من الهنود الحمر، التى تنتمى إليها.

اللؤلؤ صديق الطموحات
اللؤلؤ صديق الطموحات


اذا كان الماس أفضل صديق للنساء كما يقولون، فان اللؤلؤ طالما كان الاختيار المفضل لدى السيدات الطموحات فى عالم السياسة، بسبب نقائه وبساطته والربط بينه وبين الرقى والعراقة. عقد اللؤلؤ ذو الدور الواحد، هو المفضل لدى السياسيات الأوروبيات، من رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجريت ثاتشر، إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى رئيسة المفوضية الأوروبية كريستين لاجارد، وكذلك لدى سيدة أمريكا الأولى الراحلة جاكلين كيندى، ووزيرتى الخارجية السابقتين، كوندليزا رايس وهيلارى كلينتون، ورئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى. أما السيدتان الأوليان لورا بوش وميشيل أوباما، فكثيرا ما تزينتا بالعقد ذى الأدوار المتعددة. ولكن غرام نائبة الرئيس كامالا هاريس باللؤلؤ، له جذور ورمزية، حيث يرتبط بانتمائها إلى «ألفا كابا ألفا» بجامعة هاورد، وهى جمعية للطلاب الملونين، التى تشير لمؤسسيه بـ «العشرين لؤلؤة».

الهتاف.. بالملابس
الهتاف.. بالملابس


فى عام 2014، ارتدى لاعب كرة السلة الأمريكى ديريك روز، خلال تدريبات الإحماء، قميصا يحمل كلمات «لا أستطيع أنأتنفس» وهى الكلمات الأخيرة للأمريكى الأسود إريك جارنر، الذى لقى حتفه مختنقاـ بعد أن جثا عليه شرطى أبيض، ليقتدى لاعبو الفرق الأخرى به وعلى رأسهم اللاعب الشهير ليبرون جيمز ورفاقه فى الدورى الأمريكى. وانتشرت هذه القمصان خلال المظاهرات المناهضة للعنصرية، عقب مصرع الأسود جورج فلويد اختناقا. وعلى مدى الأعوام الماضية انتشرت قمصان قطنية وكمامات وقبعات أيضا، تحمل هتافات لجميع القضايا. ما بين «كفي» و«نحن المهاجرون» و«نساء فى السلطة» وحملت العديد من القمصان رموزا وتعبيرات تعكس قضايا إنسانية وسياسية مهمة. وهناك أيضا ما حمل تعبيرات مثيرة للجدل، فقد ارتدت ميلانيا ترامب السيدة الأولى السابقة، سترة تحمل كلمات «لا أهتم، فماذا عنك؟» لتثير كثيرا من الجدل والغضب. ولا يمكن أن نتجاهل القبعة الحمراء، التى تحمل كلمات «اجعل أمريكا عظيمة» التى ارتداها ترامب وأنصاره خلال حملته الانتخابية، وعلى مدى فترة رئاسته.

الاحتجاج..بـ «الوردى»
الاحتجاج..بـ «الوردى»


مع صعود نجم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، وليلة الانتخابات الرئاسية فى عام 2016، كان مولد حركة «القبعات الوردية» النسائية، التى كانت تدعو لدعم حقوق المرأة السياسية والمدنية والإنسانية، وشارك الآلاف فى المظاهرات التى اطلقتها الحركة فى مختلف المدن الأمريكية، بعد ساعات من تنصيب ترامب فى عام 2017. ولكن سرعان ما انطفأت الشعلة. فقد تراجعت أعداد المشاركين فيها فى عامى 2018 و2019، بعد أن اعتبروا أن اللون الوردى يعبر عن فئة محدودة جدا من المجتمع، وأن المحتجين قطاع واسع لا يشمل هؤلاء. واندثرت نهائيا فى عام 2020. ولم يكن لها أى دور فى الاحتجاجات المناهضة لترامب.

الأسود لدعم الفقراء والمظلومين
الأسود لدعم الفقراء والمظلومين


«أرتدى الأسود من أجل الفقراء والمظلومين» هكذا غنى المطرب الأمريكى جونى كاش. فالأسود يعتبر من أهم ألوان الاحتجاج على مستوى العالم، فهو اللون الرسمى لحركة «أنا أيضا» النسائية للتصدى لجرائم التحرش، التى تعانى منها السيدات فى مختلف الدول. ولا يمكن أن ننسى ارتداء نجمات هوليوود للأسود فى حفلى توزيع جوائز «الجولدن جلوب» و«الأوسكار» فى عام 2016، للتعبير عن الاحتجاج على كل أشكال الانتهاكات التى تعانى منها المرأة على مستوى العالم. واعتبرنه رمزا للقوة والشجاعة والتضامن مع الضحايا. أما فى جنوب إفريقيا، فقد أعلن مكتب المساعدات المسيحى لجنوب إفريقيا، ارتداء الأسود كل خميس كرمز للتضامن مع ضحايا الاغتصاب والعنف، والدعوة لعالم خال من الانتهاكات. بالإضافة إلى «الاثنين الأسود»، للتضامن مع الضحايا من المزارعين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة