أنباء كثيرة قادمة من ليبيا، خاصة فيما يتعلق بتردي الأوضاع في طرابلس، وخروج مظاهرات بها منددة بتلك الأوضاع المعيشية الصعبة والقاسية هناك.
المتظاهرون هتفوا «نبو دولارات زى الزلمات»، أي نريد دولارات مثل الأزلام، في إشارة إلى المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم تركيا للحرب في صفوف حكومة «الوفاق».
الغريب هو الموقف التركي الذي بدأت بوادر الغضب تظهر عليه، ضد حكومة السراج، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وجاء ذلك بعد أن عبّرت أنقرة عن قلقها إزاء ما وصفته بـ «تكرار الأخطاء، التي ارتكبت خلال الأزمة السورية، فى ليبيا، أيضا، من قبل الدول الصديقة والحليفة»، فى إشارة إلى انتقاد تركيا «اتفاق وقف إطلاق النار» بين حكومة السراج والبرلمان الليبي.
تركيا تجاهلت هذا الاتفاق، ولم يصدر رد فعل رسمى منها عليه حتى الآن، إلا أنها واصلت إرسال طائرات الشحن العسكرية إلى قاعدة الوطية جنوب طرابلس.
خلوصى أكار، وزير الدفاع التركي، أشار إلى قلق بلاده مما يحدث فى ليبيا، وأطلق تصريحات عشوائية حول ليبيا، وأمنها، وسلامتها، وهى تصريحات كلها تؤكد أن تركيا تكافح، ليس من أجل السلام فى ليبيا، ولكن من أجل ضياعها، وتدميرها، وأن كل ما تهدف إليه تركيا هو استمرار نفوذها هناك، وإنشاء قواعد عسكرية لها فى مصراتة والوطية، لضمان سيطرتها على ثروات الشعب الليبى، وتقسيم ليبيا إلى مناطق متنازعة كما حدث فى سوريا.
المظاهرات التى خرجت فى طرابلس أسقطت «ورقة التوت» عن ادعاءات تركيا، ومزاعمها، في ليبيا، فالشعب الليبي يرفض التدخل التركي، ويريد بلده دولة موحدة ومستقلة لكل أبناء الشعب هناك، بعيدًا عن تدخلات تركيا، وميليشياتها، وجماعاتها الإرهابية.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام