موضوعات مقترحة
بقلم:
دكتور / جميل جورجى
[email protected]
يتسم الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بالعديد من الخصائص التى تجعله من أعقد الصراعات على الإطلاق فهو من أطول الصراعات تاريخياً إذ يعود إلى 3700 سنة منذ أول مذبحة تمت على يدى أبناء سيدنا يعقوب فى "مدينة شكيم" "نابلس حالياً" "شمعون" و"لاوى" حيث قاموا بذبخ كل من فى المدينة بما فيهم الأطفال والنساء.. من الخصائص الأخرى التى تزيد من تعقد الصراع وصعوبة تسويته هى إنه صراع "دينى" بمعنى أنه يقوم على مجموعة من النصوص التوراتية تم تحويلها إلى "أهداف سياسية" لا يجوز الاقتراب منها..من بين تلك الأمثلة على ذلك عندما ذهب "إيهود باراك" إلى "كامب ديفيد" لمناقشة وضع "القدس"تزعم شارون" مظاهرة كبيرة واتهم "باراك" بقيادة البلاد إلى الضياع وقدر عدد المتظاهرين بحوالى 200 ألف.. من الخصائص الأخرى لذلك الصراع هى إنه صراع أحادى الجانب بمعنى التصرف من جانب واحد فى اتخاذ القرار بما يحقق مصالحه وأهدافه السياسية حتى لو تعارض ذلك مع مصالح الطرف الآخر.. ويؤكد الدكتور "حامد ربيع" أستاذ النظرية السياسية رحمه الله على أن الصراع العربى الإسرائيلى صراع حضارى أحادى الوجهة بين طرفين لابد وأن ينتهى باختفاء أحد الطرفين لصالح الطرف الآخر الحضارة العبرية لصالخ الحضارة العربية والعكس صحيح.. فى مقال "مايو هيان" بعنوان "كيف أحيت حرب "حماس" و"إسرائيل" الحديث حول صراع الحضارات" صرخ قائلاً إن كلا من "حماس" و"إسرائيل" صورتا حربهما على أنها من أجل "الاستقلال الوطنى" وبأنها حرب دينية وحضارية.. واستطرد "هيان" قائلاً إن ذلك يتناسب مع "نظرية صراع الحضارات" "لصموئيل هنتنجون" بالرغم من أن تعريف الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على أنه حرب على أساس ثقافى أمر غير صحيح تاريخياً ودينياً وفكرياً خاصة عندما يتحول الحديث عن الحروب الدينية إلى حقيقة .. ويؤكد "هيان" على أن سياسة إسرائيل أولاً الأمريكية تقوض الدبلوماسية الأمريكية والقوة الناعمة والسمعة والأهم من هذا وذاك المؤسسات الدولية " "الأمم المتحدة" التى ساهمت فى إنشائها ودعمها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.. ويؤكد "هيان" على أنه بالرغم من ذلك استشهد "نتنياهو" بما جاء فى سفر التثنية " تذكروا مافعل بكم عماليق"تثنية ومن ثم فقد ربط "حماس" "بعماليق " التوراتية الأسطورية وأى شخص يطلع على سفر التثنية يجد أنه يدعو لاحقاً إلى قتل أمة عماليق بأكملها بالإضافة إلى البهائم وتعتبر هذه أول "إبادة جماعية" مسجلة فى سفر "صموئيل الأول".. وخلص "هيان" إلى أن ذلك ما هو إلا محاولة لتبرير التدمير العشوائي الذي يقوم به "نتنياهو" فى "غزة" من خلال الاستشهاد بالعديد من "النصوص التوراتية"وبما يطلق عليه قوانا المشتركة وإيماننا العميق بعدالة قضيتنا وبخلود إسرائيل تحقيقاً لنبوءة أشعياء النبى" لا يسمع بعد ظلماً فى أرضك ولا خراب أو سحق فى تخومك بل تسمين أسوارك خلاصاً وأبوابك تسبيحاً ..فى مقال "إيفا تاتيروفا" ..بعنوان "هل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى صراع حضارات؟ تحدى نظرية "صموئيل هنتنجون" صرحت قائلة تهدف هذه المقالة إلى تحليل ما إذا كان يمكن تصنيف الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على إنه صراع حضارات أو بشكل أدق حرب "خط الصدع" فى إطار تعريف "صموئيل هنتنجون" فى كتابه الشهير "صراع الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمى الجديد" مثل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى من خلال فحص المعايير الفردية "لحرب الصدع" ألا وهى القرب الجغرافى لحضارتين وديانتين وثقافتين مختلفتين وما تحمله الذاكرة التاريخية وينكرون مقولة "هنتنجون" التى تدعى أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى هو مثال على "حرب الصدع" .. على الرغم من الخط الذى انتهجته "تاتيروفا"فى محاولة إثبات أن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى وفقاً لمعايير صراع الحضارات لا يندرج ضمن هذه الفئة من الحروب بالرغم من إقرارها بالقرب الجغرافى بين الجانبين المتحاربين.. وترى "تاتيرفا" أن ذلك لا يوضح السبب الحتمى للصراع مستشهدة بمصر والأردن إذ بالرغم من تاريخ العداء والصراعات المتبادلة بينهما وبين إسرائيل إلا أنهم يعيشون فى سلام منذ عدة عقود .. لقد تجاهلت "تاتيروفا" التاريخ الدموى والعنصرى منذ فجر التاريخ بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ الملك "داود" الذى يقتدى به كل رئيس وزراء إسرائيلى لاسيما "نتنياهو" ويأمل فى "بناء الهيكل الثالث" على أنقاض "المسجد الأقصى" و"قبة الصخرة" متناسية سجل الحروب التى تعج بها الأسفار التوارتية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. يؤكد "هنتنجون" على أنه قد أكتسب أهمية أكبر فى السياسة العالمية وملء الفراغ الذى خلفته الأيدولوجيات السياسية المتضائلة إذ أن ذلك المنظور وثيق الصلة بالصراع الإسرائيلى حيث تصبح الانتماءات الدينية عناصر أساسية للهوية لكلا الطرفين الإسلامى واليهودى باعتبارهما المحورين المحركين للصراع .. فى مقال "بسكال بونيفانس" بعنوان صراع الحضارات والصراع الإسرائيلى الفلسطينى" صرح قائلاً عند تحليل خطاب القادة العرب وردود الأفعال فى العالم العربى بشأن الصراع فى ضوء نظرية "صراع الحضارات" "لصموئيل هنتنجون " يبدو أن هذه الأطروحة قد تعرضت لانتقادات لاذعة ليست بعيدة عن التطورات التى حدثت فى ذلك الجزء من العالم إذا أردنا تجنب النبوءات التى تحقق ذاتها فلابد من إيجاد حل سياسى ..فى مقال "ميراف زونزين" بعنوان "حرب إسرائيل وفلسطين الوجودية" صرح قائلاً أشار الكاتب الإسرائيلى الليبرالى "نداف إيال" إلى أن هجوم "حماس" يعد محاولة "تطهير عرقى" و"إبادة جماعية" مستهدفة وبأن"نتنياهو" لم يتحمل مسؤولية دوره فى حماية المواطنين الإسرائيليين بشكل واضح .. واستطرد "ميراف" قائلاً من الواضح أن ذلك الخطاب قد استخدم كسلاح لتبرير الرد العسكرى الإسرائيلى الذى قتل بالفعل ما يزيد على 80 ألف فلسطينى منهم 35 ألفا من الأطفال فى غارات جوية لا هوادة فيها .. ويؤكد "ميراف" على أن الوضع على هذا النحو يشكل للفلسطينيين أزمة وجودية ربما أكثر من أى لحظة أخرى سبقتها باستثناء عام 1948 إذ يرى العديد من الفلسطينيين ومؤيديهم أنه مهما كانت أساليب "حماس" فقد فعلت ما فعلت كجزء من المقاومة الفلسطينية فى ذلك الصراع الدائم .. تؤكد "كينت أرنولد" على أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى صراع أحادى الوجهة وغالباً ما يكون لدى أطرافه معتقدات متضاربة ومن الممكن أن يكون كلا الطرفين على صواب أوخطأ فى نفس الوقت وعادة ما تكون لديهما أفكار متعارضة تماماً حول حلها.. يؤكد "د.حامد ربيع "على أن "الكيان الصهيونى" يمثل خطراً على الأمن القومى العربى وأن الصراع بين العرب وإسرائيل هو صراع وجود وليس صراعا حدودا ومن ثم فلا مكان للحديث عن التعايش بين العرب وإسرائيل وأنه لابد وأن ينتهى باختفاء أحد الطرفين لصالح الطرف الآخر.