غزة تترقب نتائج قمة السلام في شرم الشيخ

12-10-2025 | 17:29
غزة تترقب نتائج قمة السلام في شرم الشيخ  غزة تترقب قمة السلام في شرم الشيخ

 الفلسطينيون يواصلون العودة وسط دمار هائل وحماس تجهز لإطلاق سراح الأسرى

موضوعات مقترحة

غزة – وكالات الأنباء:

بينما تتجه أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ وتترقب قمة السلام, عاد أكثر من نصف مليون فلسطيني إلى مدينة غزة المدمّرة في اليوم الثالث من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس التي حدّدت صباح الغد موعدا للبدء بتسليم الأسرى.

وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة.  وسار فلسطينيون بين الانقاض في شوارع طغى عليها اللون الرمادي وبينهم عدد كبير من الرجال معظمهم من دون أغراض شخصية.
وقال أحد العائدين ويدعى ساهر أبو العطا "لا أجد كلمات تصف ما أراه... دمار، دمار، ومزيد من الدمار".
وفي الربيع، قدرت الأمم المتحدة أن حوالى 92 في المئة من المباني السكنية في قطاع غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب.

وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، قال رئيس بلدية المحافظة علاء البطة، في مؤتمر صحفي، إن 85 في المائة من أرجاء المحافظة دُمِّر بفعل الحرب الإسرائيلية، وإن هناك 400 ألف طن من الركام في شوارعها الرئيسية والفرعية بفعل عملية التدمير التي نفَّذتها القوات الإسرائيلية. وأشار إلى أن هناك 300 كيلومتر من شبكات المياه في المدينة مُدمَّر، بجانب دمار هائل طال 75 في المائة من شبكة الصرف الصحي، لافتاً إلى أن هناك حاجة للتعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات في المدينة.

خروق إسرائيلية

 ورغم وقف إطلاق النار، فإن الخروق الإسرائيلية استمرّت، وقتلت طائرة مسيّرة صغيرة «كواد كابتر» مسناً بعدما أطلقت النار عليه لدى محاولته الوصول لمنزله في بلدة القرارة، شمال خان يونس في جنوب قطاع غزة. وفي حين أُصيب 4 غزيين إثر إطلاق قذيفة مدفعية في اتجاههم بمنطقة شارع العجارمة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأُصيب آخرون؛ نتيجة إلقاء مسيّرة قنبلةً على مدرسة في أثناء تفقدهم إياها في بلدة جباليا البلد.
وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 67682 شخصا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ويُظهر الإحصاء أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.
 

الإفراج عن الأسرى

وأعلنت حماس أنها ستبدأ غدا بالإفراج عن 48 رهينة، بحسب ما قال القيادي في الحركة أسامة حمدان في حديث لفرانس برس, غير أنه أشار إلى إن إسرائيل "لا تتجاوب في موضوع الإفراج عن" بعض الأسرى الفلسطينيين.
وينص الاتفاق على تبادل الرهائن الـ47 المتبقين في غزة من أصل 251 اختطفوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى رفات رهينة احتجز في العام 2014، في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بحلول الساعة 9,00 بتوقيت جرينتش غدا الاثنين.
وستُفرج إسرائيل عن 250 معتقلا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1700 معتقل من سكان غزة احتجزوا منذ اندلاع الحرب. وأعلنت السلطات الإسرائيلية السبت أنها جمعت في سجنين المعتقلين المتوقع الإفراج عنهم مقابل إعادة الرهائن في غزة.
وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الذي زار غزة في وقت سابق مع صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، "أنتم عائدون إلى دياركم" في إشارة إلى الرهائن. وتوجه إلى عائلاتهم المحتشدة في تل أبيب قائلا "شجاعتكم هزّت العالم"، وسط صيحات الحشود "شكرا ترامب".
وقالت إيناف زانجاوكر إحدى الناشطات من أجل عودة الرهائن، خلال التجمّع الذي أقيم في تل أبيب السبت "سنواصل الهتاف والنضال حتى يعود الجميع إلى ديارهم". ويُعتبر ابنها، ماتان زانجاوكر، البالغ 25 عاما، أحد الرهائن العشرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

 تسليم السلاح

لكن بعد الإفراج عن الرهائن وتحرير معتقلين، من المرتقب أن تزداد ترتيبات المراحل التالية تعقيدا. وأكّد حسام حمدان في مقابلته مع وكالة فرانس برس إنّ المرحلة الثانية من المفاوضات "ليست بسهولة المرحلة الأولى". وقال "نحن نأمل أن لا نعود إلى هذه المرحلة (الحرب) لكن (...) بلا شك إذا فرضت هذه المعركة فان حماس ستواجه وستبذل كل ما لديها من إمكانيات لصد هذا العدوان".
وأكّد مسئول في الحركة فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث لوكالة فرانس برس أنّ "موضوع تسليم السلاح المطروح خارج النقاش وغير وارد".
وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر السبت إنه زار قطاع غزة لبحث سبل إرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن تُنشر أي قوات أميركية في الأراضي الفلسطينية.
ويأتي هذا التصريح غداة إعلان مسؤولين أميركيين كبار إنّ واشنطن سترسل إلى الشرق الأوسط فريقا مكوّنا من 200 عسكري أميركي لـ"الإشراف" على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.