موضوعات مقترحة
عشرات الشهداء والجرحى في استهداف متعمد للمستشفيات وخيام النازحين
هآرتس: انتحار 42 جنديًا إسرائيليًا منذ بداية الحرب
غزة – وكالات الأنباء:
وسط صمت دولي, تواصل إسرائيل توسيع العدوان على غزة وارتكاب المزيد من أعمال الإبادة الجماعية وتشديد الحصار ومنع المساعدات. كما استشهد وأصيب أكثر من 150 فلسطينيًا في القطاع خلال الساعات القليلة الماضية، وكثف الاحتلال من استهداف ومحاصرة المستشفيات في أرجاء القطاع بينما تتزايد الخلافات الداخلية في إسرائيل على خلفية ما كشفت عنه صحيفة هآرتس من انتحار 42 جنديًا منذ بداية الحرب.
وميدانيًا نقلت التقارير عن مصادر طبية فلسطينية اليومى الأحد أن 55 شهيدا سقطوا بمدينة غزة وحدها والباقي في شمالي القطاع.
وفي الوقت ذاته، كثّفت قوات الاحتلال، غاراتها الجوية وقصفَها المدفعي على منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين نتيجة قصف منزل في محيط مستشفى العودة. كما تسبب القصف في تدمير ما تبقى من منازل المواطنين في المنطقة، وتسبب في أضرار جسيمة داخل مستشفى العودة.
قصف المستشفيات
وبالإضافة إلى الأضرار التي تعرض لها مستشفى العودة جراء القصف على محيطه، قالت وزارة الصحة في غزة إنّ الاحتلال الإسرائيلي يكثف من استهداف ومحاصرة المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة منذ فجر اليوم، بعد إخراج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة قبل أيام.
وقالت إنّ حالة من الذعر والإرباك تسود بين المرضى والجرحى والطواقم الطبية ما يعيق تقديم الرعاية الصحية الطارئة. وأشارت إلى إصابة اثنين من المرضى أثناء محاولتهم الخروج من المستشفى، مؤكدة أن محاصرة المستشفى تمنع وصول المصابين مع تزايد ما يتعرض له شمال قطاع غزة من مجازر. ولفتت إلى أنّ الاحتلال يُكثف من حملته الممنهجة لاستهداف المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، مناشدا الجهات المعنية التدخل لتوفير الحماية. ومن جهته، ناشد المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ حياة المصابين.
الوضع كارثي
وتعليقا على استهداف الاحتلال للمستشفيات، قال مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان ، إن الاحتلال يضع المستشفى الإندونيسي الآن تحت حصار كامل، ويطلق النار على كل من يتحرك. وأكد أن طائرات إسرائيلية استهدفت بالرصاص قسم العناية المكثفة، وإن الوضع أصبح كارثيا جراء هذا الاستهداف. وأضاف أن المستشفى لم يعد يستطيع تقديم أي خدمة في شمال القطاع، متسائلا عن سبب استهداف المستشفيات، حيث لا يوجد فيها سوى المرضى والطواقم الطبية. وطالب المؤسسات والمنظمات الدولية بـ"الضغط للسماح لطواقمنا بالعمل".
انتحار الجنود
على صعيد آخر قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية إن 35 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بداية الحرب على قطاع غزة حتى نهاية 2024، بارتفاع ملحوظ في عدد حالات الانتحار عن آخر إعلان بهذا الشأن لإذاعة الجيش الإسرائيلي في مطلع يناير 2025. وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يرفض الكشف عن أعداد الجنود الذين انتحروا خلال العام الحالي، لكنها نقلت عن مصادر أن 7 جنود قد انتحروا منذ مطلع هذا العام، وأن السبب هو استمرار الحرب على غزة.
كما قالت الصحيفة نقلا عن مصادر أن الجيش الإسرائيلي دفن منذ بدء الحرب جنودا كثرا بسبب الانتحار دون جنائز عسكرية أو إعلان. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت في مطلع يناير/كانون الثاني 2025 أن 28 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بينهم 16 من جنود الاحتياط.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يجند في الاحتياط مصابين بصدمات وأمراض نفسية حتى وهم يخضعون للعلاج، كما أنه يجند جنودا سُرِّحوا من الخدمة بسبب إصابتهم بأمراض نفسية.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن جيش الاحتلال يجند مصابين بأمراض نفسية للقتال في صفوف الاحتياط بسبب نقص عدد الجنود، مشيرة إلى أن عدد الجنود الذين يتلقون العلاج من أمراض نفسية منذ بدء الحرب يتجاوز 9 آلاف.
وقال قائد عسكري للصحيفة إنهم يضطرون لتجنيد أشخاص ليسوا بحالة نفسية طبيعية بسبب عدم التزام جنود الجيش الإسرائيلي بالقتال، موضحا أنهم يخشون التدقيق في حالة المصابين بأمراض نفسية كي لا يبقى الجيش دون جنود، على حد تعبيره.
ويضيف المسؤول العسكري أن الآلاف من جنود الاحتياط في غزة توجهوا للجيش بسبب إصابتهم بأمراض نفسية، وأنه يتم تجنيدهم رغم التأكد من أن ظروفهم النفسية غير طبيعية، وقال "نقاتل بما يتوفر".
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قالت في نوفمبر الماضي نقلا عن مكتب إعادة الإدماج التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن نحو 5200 جندي إسرائيلي أو 43% من الجرحى الذين يتم استقبالهم في مراكز إعادة التأهيل، يعانون الإجهاد اللاحق للصدمة، مع توقع أن يتم علاج حوالي 100 ألف شخص، نصفهم على الأقل يعانون اضطراب ما بعد الصدمة بحلول عام 2030.
وأضافت أنه وفقا لتقديرات مختلفة في الجيش الإسرائيلي، فإن حوالي 15% من المقاتلين النظاميين الذين غادروا غزة وتم علاجهم عقليا لم يتمكنوا من العودة إلى القتال بسبب الصعوبات التي يواجهونها. كما قالت إن آلاف الجنود لجؤوا إلى العيادات الخاصة التي أنشأها الجيش، وإن ثلث المعاقين المعترف بهم يعانون اضطراب ما بعد الصدمة.
في مقال نشرته له صحيفة معاريف، تناول الكاتب الإسرائيلي البارز بن كسبيت الحالة المتدهورة التي وصلت إليها إسرائيل، مؤكدا أن هذا التدهور لم ينتهِ بعد، وأن "هذا العام حوّل الجميع في إسرائيل إلى أسر ثكلى". وبعد أن سمّى تلك الأحداث بمسماها الفلسطيني طوفان الأقصى، يستعرض بن كسبيت المشهد الذي خيم على إسرائيل، مؤكدا أن الإسرائيليين يذرفون هذا العام أنهارًا وبحارًا من الدموع، في حين لا تزال مآقيهم تختزن المزيد.
ويرى الكاتب أن المأساة لا تقتصر على عشرات الآلاف من الأسر التي تأثرت بشكل مباشر بأحداث الطوفان، بل إن جميع الإسرائيليين يعيشون في حالة من الألم المستمر، وتحاصرهم الأسئلة عن المستقبل.