"مراكب النجاة " ترسو بـ "شباب الفيوم" على شاطئ الأمان

23-3-2025 | 16:43
مراكب النجاة  ترسو  بـ شباب الفيوم على شاطئ الأمان" مراكب النجاة " ترسو بـ " شباب الفيوم " علي شاطىء الأمان

 

موضوعات مقترحة

1،2 مليار جنيه لتمويل 43 ألفا و327 مشروعا.. إنشاء 692 وحدة صناعية جديدة بتسهيلات عير مسبوقة توفر 95 ألف فرصة عمل لمواجهة الهجرة غير الشرعية

" الأنصارى ": استغلال كل الفرص الاستثمارية.. وضرورة تكاتف القطاعات الحكومية والخاصة لمواجهة الظاهرة

"التونى": تنفيذ عدد من برامج تمويل المشروعات من خلال "تنمية المشروعات" وبرنامج "فرصة"، و"مشروعك"

"درويش": توفير 41،9 مليون جنيه لمشروعات البنية الأساسية.. و25 مليون جنيه لتدريب الشباب لمواجهة الظاهرة

المواطنون: نطالب بالمزيد من المشروعات والفرص الاستثمارية وبرامج التوعية لتعريف الشباب بمخاطرها

 الفيوم ـ محمد طلعت طايع:

حققت محافظة الفيوم، نتائج إيجابية ملحوظة في مبادرة "مراكب النجاة " منذ انطلاقها في 2019، حيث تم تمويل 43 ألفا و327 مشروعا صغيرا ومتناهي الصغر متضمنة مشروعات البنية الأساسية والتنمية المجتمعية بالقري والمراكز المصدرة للهجرة غير الشرعية بالمحافظة، بمبلغ إجمالي يصل إلى 1،2 مليار جنيه، وذلك خلال الفترة من يناير 2020 وحتي بداية العام الجاري.

وتتصدر الفيوم قائمة المحافظات المصرية، المصدرة للهجرة غير الشرعية، حيث كشفت الإحصاءات الرسمية لوزارة القوى العاملة المصرية والحكومة الايطالية أن محافظة الفيوم تحتل المركز الرابع فى قائمة المحافظات المصرية المصدرة للهجرة غير الشرعية، كما أن أعداد الأطفال القصر المهاجرين بطرق غير شرعية يزداد بصورة ملحوظة.

حلم الثراء السريع

ويتسابق الشباب على السفر إلى أوروبا وتحديدا إيطاليا، من  أجل تحقيق حلم الثراء السريع لمواجهة شبح الفقر والبطالة‏، فضلا عن الغيرة من نظرائهم من الشباب العائد من إيطاليا الذي أصبح يستقل السيارات الفارهة، ويعيش في قصور وفيلات جعلت من شباب قريتي "تطون، وشدموه" بمركز إطسا بالفيوم، يلهثون وراء تحقيق حلم السفر إلى الدول الأوروبية بطرق غير شرعية.

وقد سجلت هاتان القريتان أعلى نسب في السفر بطرق غير شرعية، وفقا للإحصاءات الصادرة عن الحكومة الإيطالية، وفي نفس الوقت أعلي نسب في وفيات وفقدان الشباب الذين راحوا ضحية لهذا النوع من السفر سعيا وراء أوراق اليورو، التي دائما ما تكون ملطخة بدماء شباب القريتين، حيث وصل عدد الذين غرقوا وفقدوا حياتهم خلال السنوات الماضية من أبناء قريتي "تطون وشدموه"، فقط إلى ما يزيد عن 300 شاب، ورغم ذلك مازال شباب القريتين يقبلون على رحلة الموت إلى ايطاليا.

محاور المواجهة

وتعمل المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة " على مواجهة الهجرة غير الشرعية، والتي انطلقت فى محافظة الفيوم  منذ ما يقرب من 4 سنوات، على عدة محاور رئيسية وهي: تعبئة الموارد من أجل مكافحة الهجرة غير النظامية، الاهتمام بالتنمية ، وتوفير فرص العمل ، وفتح بدائل للهجرة الشرعية ، زيادة الوعي لدى الفئات الأكثر عرضة للهجرة غير النظامية ، التعاون الدولي في مجالات تقديم برامج التوعية والتدريب والتعاون وجمع المعلومات بما يخدم قضايا الهجرة، خاصة في المحافظات الأكثر تصديرا.

 

استغلال كافة الفرص الاستثمارية

وعلي مدار 4 سنوات حققت محافظة الفيوم تقدما ملحوظا علي مستوي كافة محاور المبادرة ، حيث أكد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، أن الفيوم كانت المكان الأول لإطلاق تلك المبادرة، مؤكداً أن مواجهة الهجرة غير الشرعية تحتاج إلى تكاتف جميع الجهود، سواء الحكومية أو غير الحكومية ممثلة في المؤسسات والمنظمات والجمعيات الأهلية، مشيرا إلى أهمية استغلال كافة الفرص الاستثمارية بمختلف القطاعات على أرض المحافظة بالشكل الذي يجعل المحافظة جاذبة للاستثمارات الأجنبية ، وليس أدل على ذلك من النماذج الناجحة من الشباب والفتيات الذين نفذوا مشروعات تنموية ساهمت في الارتقاء بالمستوى الاقتصادي لأسرهم، وتوفير العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة .

ضرورة تضافر جهود

وأوضح المحافظ أن الهجرة غير الشرعية هي امتهان لشخصية الفرد حتى وإن حققت بعض العوائد المادية، حيث لابد أن يبنى الفرد نفسه من داخل وطنه، مؤكدا أن النماذج المصرية الناجحة بالخارج، سلكت الطرق الشرعية للهجرة إلى بلدان أوروبا .

وتابع: “أن القادم أفضل لمصر وأبنائها، لكن لا بد من تكاتف الجميع وتضافر جهودهم في بناء مصر الجديدة، رغم كل التحديات التي تشهدها معظم دول العالم ومنها مصر.

جهود كبيرة

وأشار الدكتور محمد التوني نائب محافظ الفيوم ، إلى أن المحافظة بذلت جهودا كبيرة لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية في إطار المبادرة الرئاسية " مراكب النجاة "، مثل الندوات التوعوية بمختلف قرى المحافظة، خاصة القرى التى تدل مؤشراتها على زيادة أعداد الشباب المقبلين على الهجرة غير الشرعية، وتوفير فرص عمل لهم بالمشروعات كثيفة العمالة، ومشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، بالإضافة إلى الاهتمام بجودة العملية التعليمية ، وتأهيل الشباب لسوق العمل، كما يجري التجهيز لإنشاء مجمع تعليمي تكنولوجي لتخريج طالب قادر على الاندماج بسوق العمل.

 

فرص استثمارية حقيقة للشباب

وأضاف "التونى" أنه تم إنشاء وتشغيل مجمعين صناعيين بمدينة الفيوم الجديدة يضم 692 وحدة صناعية الجديدة ، بتكلفة 1،2 مليار جنيه ، والمجمعان  تم إنشاؤهما في إطار مبادرة "مصنعك جاهز للترخيص"، التي تتولى وزارة التجارة والصناعة تنفيذها بتسهيلات غير مسبوقة لتكون فرصا استثمارية حقيقة للشباب ، واستثمار قدراتهم بشكل إيجابي، بالإضافة إلى استغلال مركز التدريب بمنطقة كوم أوشيم لتأهيل الشباب لمختلف المجالات بسوق العمل، فضلاً عن تنظيم ورش العمل والتدريب الموجه بالتنسيق بين المحافظة وجامعة الفيوم.

برامج تمويل المشروعات

وأوضح نائب المحافظ، أنه تم تنفيذ عدد من برامج تمويل المشروعات عن طريق جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وبرنامج "فرصة"، و"مشروعك"، وأحد البنوك ، وتدريب الشباب على الشمول المالي والحوكمة، فضلاً عن الحملات التوعوية بأهمية العمل الحر، والمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، وندوات الموازنة التشاركية، ومختلف التدخلات الاجتماعية للحد من الهجرة غير الشرعية، مع توفير البدائل الملائمة.

إنجازات كبيرة

ومن جانبه أكد أشرف درويش رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بالفيوم، أن الجهاز حقق إنجازات كبيرة في ملف الهجرة غير الشرعية بالمحافظة، وتغطية لكافة محاور مبادرة "مراكب النجاة "، حيث تم تمويل 43 ألفا و327 مشروعا صغيرا ومتناهي الصغر متضمنة مشروعات البنية الأساسية والتنمية المجتمعية، بإجمالي مبلغ 1،2 مليار جنيه، وذلك خلال الفترة من يناير 2020 حتى نهاية شهر ديسمبر 2023، ساهمت في توفير 94 ألفا و459 فرصة عمل متنوعة، إلى جانب الخدمات غير المالية بقطاع ريادة الأعمال، وتنمية الأعمال، وتطوير المنتجات.

41،9 مليون جنيه لمشروعات البنية الأساسية

وأشار "درويش" إلى أنه تم توفير منح بقيمة 41،9 مليون جنيه لقطاعات البنية الأساسية، وتنمية المجتمع، والتدريب، حيث قام جهاز تنمية المشروعات من خلال اتفاقية الاتحاد الأوروبي، بتنفيذ مشروعات في قطاع البنية الأساسية بقرية "تطون"  والتى تعد  أكثر القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية بالمحافظة بقيمة 16 مليون جنيه، شملت إحلال وتجديد شبكات مياه الشرب، ومد خطوط شبكات انحدار الصرف الصحي، وصيانة وترميم 8 مدارس، وكذا ترميم الوحدة الصحية، وتوفير 24 ألف فرصة عمل يومية.         

25 مليون جنيه لتدريب وتوعية الشباب

وأضاف "درويش"، إنه تم توفير تمويل بقيمة 14،5 مليون جنيه، لـ 14 جمعية أهلية ، قامت بتنفيذ مشروعات في مجالات رفع الوعي البيئي، والصحي، ومحو الأمية، ورياض الأطفال، ساهمت في توفير 922 فرصة عمل مؤقتة ، وفي مكون التدريب من أجل التشغيل، تم تنفيذ تدريبات متخصصة للشباب والفتيات في الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة.

وتابع: يتم حاليا تنفيذ 5 مشروعات بقيمة 10،5 مليون جنيه، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات والشركات، تستهدف تدريب 1580 شابا وفتاة، لتوفير 910 فرص عمل، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من تدريب 800 شاب وفتاة على المهارات الحياتية والسلوكية، والتدريب على بعض المجالات الفنية مثل رقابة الجودة ، وإدارة الإنتاج ، وأعمال السكرتارية، وكذا التدريب على بعض الحرف، مثل تصنيع منتجات الألبان ، وتفصيل الملابس، والتعبئة والتغليف.

 

حملات "طرق الأبواب"

ومن جانبه كما قام المجلس القومي للمرأة بالفيوم، بحملات "طرق الأبواب" للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية بإجمالي 1500 زيارة، و 6 حملات طرق أبواب ، تنوعت موضوعاتها لتشمل التمكين الاقتصادي للمرأة، والعنف ضد المرأة، وختان الإناث، ولأني رجل، وبلدي أمانة، استهدفت أكثر من 3600 أسرة، كما تم تدريب 50 سيدة على برامج ريادة الأعمال "التمكين الاقتصادي للمرأة "، و105 سيدات ضمن برنامج التثقيف المالي للمرأة، وذلك وفقا لما أكدته إيمان أحمد زكي، مقررة المجلس القومي للمرآة بالفيوم.

توفير مصدر رزق للشباب

وقد التقي "الأهرام المسائى" بعدد من أهالي القري المصدرة للهجرة غير الشرعية، للتعرف علي تأثير المبادرة والمشروعات علي حركة الهجرة غير الشرعية بتلك القرى.

يقول مكاوي سعيد ـ من أبناء قرية تطون ـ إن الهجرة إلي إيطاليا من هذه القرية  بدأت منذ عام ‏1979‏ عندما هاجر عدد قليل بعد فشلهم في الحصول علي عمل في العراق ، وعدم توافر فرص عمل في مصر، مشيرا إلى أن الفيوم شهدت الفترة الماضية عددا كبيرا من التسهيلات لإقامة مشروعات صغيرة ، بالإضافة إلي إقامة مجمعات صناعية لتمثل بديل للهجرة غير الشرعية ، وتوفر للشباب مصدر رزق.

 

استغلال القانون الإيطالى

وأضاف أحمد عمر ـ أحد العاملين فى إيطاليا ـ أن سبب تزايد أعداد سفر القصر إلى إيطاليا بطرق غير شرعية، إما اللحاق بذويهم ممن هاجروا أيضا بصورة غير شرعية، أو استغلالا لبعض مواد القانون الإيطالى، والتى تلزم الحكومة الإيطالية، عند القبض على مهاجرين غير شرعيين، وأقل من 18سنة، وليس لهم أقارب يقيمون بشكل رسمى، أن تقوم الحكومة بإلحاق القاصر بدور رعاية، وتوفير فرصة عمل له بعد تقنين وضعه داخل البلاد.

 

"حياة كريمة".. هى الحل

ويؤكد عبادة السيد ـ  من قرية شدموه ـ أن هناك عددا كبيرا من شباب مركز إطسا استطاع أن يحصل علي فرص عمل من خلال مبادرة "حياة كريمة" التي كانت تنفذ في مركز إطسا، والذي يضم أكثر القرى تصديرا للهجرة غير الشرعية، وطالب بمزيد من المشروعات والتسهيلات  للشباب حتي لا تكون الهجرة غير الشرعية  هي البديل المؤلم لمئات الشباب.

اقرأ أيضًا: