في مهرجان الإسماعيلية.. مخرج "سجلات العبث": فكرة الفيلم راودتنى منذ عامين والرقابة فى كوبا شديدة

10-2-2025 | 17:22
في مهرجان الإسماعيلية مخرج سجلات العبث فكرة الفيلم راودتنى منذ عامين والرقابة فى كوبا شديدةفي مهرجان الإسماعيلية.. مخرج فيلم "سجلات العبث": فكرة الفيلم كانت منذ عامين والرقابة فى كوبا شديدة
موضوعات مقترحة

 اليوم.. ندوة "فلسفة العمارة وعلاقتها بالسينما"

إنجي سمير

شهدت فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة ندوة للفيلم التسجيلى الطويل الكوبى "سجلات العبث" للمخرج ميجيل كويولا الذى يشارك ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة.

وكشف "كويولا" أن فكرة الفيلم بدأت تترسخ في ذهنه منذ عامين تقريبًا، بعدما لاحظ الرقابة المشددة التي تفرضها السلطات في كوبا وهذه الرقابة، التي تكاد تكون غير مرئية للزوار الأجانب، دفعت المخرج إلى اتخاذ قرار مغامر: تقديم فيلم يعكس هذه التناقضات الاجتماعية والسياسية العميقة التي يعاني منها المجتمع الكوبي.

واختار "كويولا" أسلوبًا فنيًا مختلفًا عن أعماله السابقة، التي كان يدمج فيها بين الأسلوب التقليدي والخيالي. 
وفي "سجلات العبث"، اعتمد على تسجيلات صوتية سرية تم التقاطها بهواتف محمولة مخفية، وهو ما أضاف بعدًا جديدًا للعمل وبحسب المخرج، فإن هذه التسجيلات الصوتية كانت تُسجل دون علم الأفراد المعنيين، مما سمح له بتقديم صورة غير مزخرفة للواقع الاجتماعي والسياسي في كوبا.

وتدور أحداث الفيلم حول كشف التناقضات التي تختبئ في صميم الديناميات السياسية والاجتماعية في كوبا، تلك التي غالبًا ما تكون غائبة عن أعين الزوار أو حتى المواطنين العاديين، من خلال استخدام الصوت والصورة معًا، استطاع "كويولا" تسليط الضوء على واقع قد يكون غامضًا بالنسبة للكثيرين، ومع تصاعد الرقابة، أصبح من الصعب تقديم هذا النوع من الأعمال دون أن تكون هناك مغامرة حقيقية في تقديمه للجمهور.

كما يستعد المهرجان لاستضافة ندوة ثقافية وفكرية متميزة، اليوم، تحت عنوان "فلسفة العمارة وعلاقتها بالسينما"، والتي تسلط الضوء على الترابط الوثيق بين المجالين وتأثير كل منهما على الآخر.

ويشارك في الندوة كل من الدكتور محمد فريد، المدرس المساعد بكلية التخطيط الإقليمي والعمراني بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين المصرية، والمخرج السينمائي أشرف فايق، حيث سيتناولان أهمية العمارة في خلق فضاء سينمائي مؤثر، ودورها في تصميم المشاهد السينمائية وإبراز هوية الأفلام.

ومن المنتظر أن يستعرض الدكتور محمد فريد خلال الندوة الجانب الفلسفي للعمارة، وتأثير التصميمات الهندسية على المشاعر والانطباعات البصرية، إضافة إلى كيفية استخدام العمارة في تقديم رؤى سينمائية تعكس أفكار المخرجين وتساهم في بناء العوالم السينمائية المختلفة.

كما سيتناول المخرج أشرف فايق دور العمارة في حرفية صناعة الفيلم السينمائي، حيث أن حرفية صناعة الفيلم السينمائي لا تقتصر فقط على الإخراج، بل تتطلب رؤية شاملة تجمع بين الإبداع البصري، والتقنيات الفنية، والتنسيق الدقيق بين جميع العناصر التي تشكل العمل السينمائي.

و سيكشف عن عوامل نجاح الفيلم السينمائي هو مرحلة التحضير والإعداد المسبق، حيث يجب على المخرج دراسة السيناريو بعمق، وفهم أبعاد الشخصيات، وتحديد الرؤية البصرية المناسبة التي تتماشى مع مضمون الفيلم.

وأكدت هالة جلال رئيسة المهرجان على أن مثل هذه الندوات تسهم في إثراء الثقافة السينمائية، وتعزز من فهم الجمهور للعناصر الفنية التي تساهم في بناء الصورة السينمائية وتأثيرها البصري.

بينما أقيمت على هامش الفاعليات ندوة بعنوان "الفيلم التسجيلي خارج حدود العاصمة" بحضور المبرمجة السينمائية صفاء مراد والمخرج مدحت صالح والكاتب حمادة زيدان وأدار النقاش المخرج ياسر نعيم.

وبدأت الندوة بعرض غادة الشربيني، مسئول الأنشطة الثقافية في معهد جوتة بالقاهرة فيلم يعرض لقطات من مشروع السينما خارج حدود العاصمة. 

 وقالت "الشربيني" إن أول جزء من إتمام المشروع كان يدور حول الإدارة الثقافية وكيفية التقدم للمنح المختلفة والتعامل مع السوشيال ميديا والصحفيين وأيضاً كيفية التعامل مع الممول وإقناعه بالمشروع. كما تضمن المشروع عرض المنح المتوسطة والكبيرة ثم دعوة الصحفيين، للتعرف على المشروعات التي تم تنفيذها وعرضها على الجمهور.  

 وأعرب المخرج الشاب مدحت صالح عن أمنيته لنشر الثقافة السينمائية في المدن البعيدة عن العاصمة، وقال إنه من محبي السينما وقرر في عام 2011 الانتقال للقاهرة لتعلم الفنون السينمائية، ثم قرر العودة لسوهاج لنشر الثقافة والعلم لجميع محبي صناعة الأفلام. وبالفعل بدأ أول ورشة في عام 2015 في محاولة لبناء مجتمع فني من خلال تعليم شباب أخرين.

 وأضاف أن، أهم التحديات التي تواجه صناع الأفلام المستقلة هي عدم وجود دعم مادي وخاصة مع المؤسسات غير المعروفة بعد. وتحدث على عدم تمثيل المجتمع الصعيدي بشكل واقعي في الدراما والسينما المصرية، فاللهجة التي يتم عرضها لا تمثل حقيقة أهل الصعيد، وضرب مثلاً بمحافظة سوهاج التي يوجد بها حوالي 10 لهجات مختلفة. فهو نفسه تربى في بيت من أم إسكندرانية وأب سوهاجي لذا لهجته خليط بين الاثنين، كما إنه مقيم في المدينة وليس بالقرى لذا لهجته تختلف عن أهل القرى.

 ومن جانبه، قال حمادة زيدان إنه سعى لخلق مجتمع مغاير عن النمطية السائدة لذلك تم إنشاء مؤسسة مجراية لصناعة الأفلام القصيرة والمستقلة، بعد أن تلقى العلم في العاصمة، ثم قرر العودة إلى مدينته ملوي. فلقد بدأت المؤسسة عملها بعرض الأفلام فقط ثم قامت بصناعة الأفلام، وتم إنتاج 3 أفلام قصيرة وصناعة غيرها من الأفلام.

كما أعلن "زيدان" عن إقامة فاعلية أسبوع الأفلام في مدينة ملوي للفيلم القصير. وأبدى رغبته في عرض الأفلام الفائزة في مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في هذه الدورة المتميزة. 

 وأقر حمادة زيدان بأن صعوبة عروض الأفلام كان يظهر في أن الجمهور لا يرى أفلام مستقلة إلا في وجود ضيوف صناع الفيلم. ولكن حاليا "مجراية" لديها جمهور ثابت، واعترف بأن هناك تأثيرا كبيرا من الفن على أهل ملوي لذا لهجته اختلفت. 

ولقد اعترفت المبرمجة السينمائية صفاء مراد المدير الفني لمهرجان أسوان أن أبرز المشكلات في الثقافة السينمائية هي وجود فجوة في محافظة أسوان على سبيل المثال، أن الجمهور لا يرى سينما أصلا، والمحافظة كلها يوجد بها دار عرض واحدة فقط، ولكن توجد في أسوان عدد من المؤسسات المستقلة لدعم السينما، وأضافت أن المهرجانات الفنية هدفها نشر الفن والأفلام في جميع الأنحاء البعيدة.

وعن تأثير الفن على جمهور المدن خارج العاصمة قالت صفاء، إنه في بعض الأحيان تحاول المدن البعيدة عن العاصمة الخروج عن هويتها والبعد عن ثقافتها أو تقليد ما تراه في أفلام أخرى وهناك أخريين من يتمسك بقضايا مجتمعه.

فيما أختتمت ورشة لصناعة سينما الأطفال، تحت إشراف المخرجين مينا ماهر وحازم مصطفي، وتضمنت تعليم التصوير وكتابة السيناريو والمونتاج عن طريق العاب تفاعلية متنوعة تناسب المرحلة العمرية، كما تم عرض أفلام الأطفال التي تم تصويرها كتدريبات ، وذلك أمام متخصصين، بهدف زياده وعي الأطفال بالسينما، كما تم عرض فيلمي "أوضتين وصالة"، للمخرج مينا ماهر، و"فليحيا ابو الفصاد"، للمخرج حازم مصطفي ، ودارت حلقة نقاشية للرد على استفسارات الأطفال.

استمرت الورشة ثلاثة أيام واختتمت أمس بتوزيع شهادات حضور للأطفال والعاب مخصصة لتعليم السينما والعاب أخرى،وأدوات دراسية.

كما أعلن المهرجان عن جوائز مسابقة "النجوم الجديدة". 
وكشفت لجنة التحكيم برئاسة إنصاف وهيبة، وضمّت في عضويتها كلًا من إسلام كمال وبسام مرتضى عن جوائز المسابقة، حيث حصل على جائزة أحسن فيلم "أربعة أيام" للمخرج إسماعيل جميعي، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "ماما" للمخرجة سمر الفقي، وتنويه خاص لفيلم "داجن" للمخرج يوسف إمام. 
وتمثل هذه المسابقة منصة فنية هامة تسلط الضوء على المواهب الصاعدة في صناعة الأفلام المصرية، وتمنح الفرصة للمبدعين الناشئين لعرض أعمالهم واكتساب الدعم الذي يحتاجونه.

هذا العام، تمكّنت المسابقة من جذب مشاركات من مختلف أنحاء مصر، حيث عرضت أفلامًا من القاهرة، الإسكندرية، أسوان، المنصورة، وغيرها من المدن، بما يعكس التنوع الجغرافي والفكري، وتنوعت الأعمال المشاركة بشكل لافت، بين أفلام روائية، وأفلام وثائقية شخصية، ورسوم متحركة، وأفلام تجريبية، حيث تناولت موضوعات متعددة مثل الهوية، والذاكرة، والتحديات الاجتماعية، ما أضفى عمقًا فنيًا وفكريًا على العروض.

وتميزت المسابقة بتفاعل قوي بين صانعي الأفلام والجمهور، حيث شهدت جلسات مناقشة حية عقب العروض، تحدث خلالها المبدعون عن التحديات التي واجهوها والإلهام الذي دفعهم لتقديم أعمالهم. هذه الحوارات الغنية أضافت بعدًا إنسانيًا وفنيًا للحدث، مما جعل المسابقة ليست مجرد عرض أفلام، بل منصة حية للتبادل الثقافي والفكري بين صناع السينما والجمهور.

 

اقرأ أيضًا: