موضوعات مقترحة
20 ثانية فقط للحصول على السلاح و"جماعات سلام إسرائيلية" تدق ناقوس الخطر
أشرف أصلان
وسط مؤشرات على اتساع العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية, انضم جماعات متزايدة من المستوطنين اليهود المسلحين تحت حماية جيش الاحتلال لموجة الاعتداءات المتصاعدة على القرى والمدن الفلسطينية.
وفي هذا السياق يواصل مستوطنون وجنود إسرائيليون اقتحام عدة قرى وبلدات في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية المحتلة أسفرت عن مواجهات وإصابات خطيرة.
وتعد مدينة الخليل التاريخية جنوبي الضفة، المثال الأبرز على ذلك حيث اقتحم مستوطنون البلدة القديمة صباح اليوم الأحد وأدوا صلوات وطقوسا تلمودية وانتشروا في شوارع وأزقة البلدة تحت حماية قوات جيش الاحتلال التي أجبرت أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محلاتهم ونصبت الحواجز في عدة أماكن بهدف فرض مزيد من السيطرة على البلدة وتغيير الأمر الواقع في المنطقة.
وتكشف التقارير الإسرائيلية الرسمية عن تقدم 250 ألف إسرائيلي للحصول على رخصة سلاح خلال شهرين من عملية "طوفان الأقصى"، وذكرت التقارير أن عملية الحصول على تصريح حمل سلاح تستغرق 20 ثانية فقط للمستوطنين.
وبينما يتواصل نشر السلاح وعمليات التجنيد التي أطلقها جيش الاحتلال في أوساط المستوطنين والتوجه إليهم للخدمة في المناطق التي يوجدون فيها داخل مستوطناتهم, تكشف التطورات عن ذوبان الفارق الظاهري بين المستوطنين والقوات النظامية.
وعلى خلفية ذلك تبدو التوجهات العلنية والدعوات المتكررة التي أطلقها وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، إلى توزيع السلاح بكثافة وتسهيل عملية الحصول عليه، من عموم الإسرائيليين، والمستوطنين على وجه التحديد، الذين ينظر إليهم كما يقول على أنهم "خط الدفاع الأول" عن أمن إسرائيل.
لكم في مقابل ذلك تدعو صحيفة "هآرتس" إلى وقف "سباق التسلح" في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي نُشر فيها آلاف قطع السلاح وإعطاء تراخيص باقتناء وحمل السلاح لآلاف المستوطنين وتجنيدهم للخدمة إلى جانب قوات الجيش الرسمية في "المناطق القريبة من الفلسطينيين.
ولم يقف الأمر عند حد قيام جيش الاحتلال بتوزيع السلاح على المستوطنين ولكن انضمت الشرطة أيضا للموجة حيث تقول صحيفة "هآرتس" إنه اتضح بعد ثلاثة أشهر من ذلك أنه "غير مسؤول ولا ينطوي على آليات رقابية أو عقوبات تجاه تجاوزات هؤلاء المستوطنين واستخدامهم العنيف لهذا السلاح".
ويطرح موقع "كلكليست" الاقتصادي الإسرائيلي تساؤلات عن الهدف من وراء إغراق وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، دولة إسرائيل بالسلاح موضحا بأن الإقبال على اقتناء السلاح بلغ أعداداً غير مسبوقة وصلت إلى ما بين 8 و10 آلاف طلب حصول على إذن حمل سلاح في اليوم، "وإلى مَن سيوجه هذا السلاح في اليوم التالي للحرب؟".
مخاوف داخل إسرائيل
كما كشفت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية في تقرير مفصل عن أن "قوات الجيش وزَّعت آلاف قطع السلاح داخل المستوطنات"، وأن رئيس مجلس المستوطنات "تفاخر بأنه اقتنى آلاف القطع ووزّعها على المستوطنين"، وذلك بالتزامن مع إقدام الشرطة على تسهيل الحصول على رخص حمل السلاح لمستوطنين "دون خبرة قتالية ممن يعتنقون آيديولوجيا متطرفة".
من جهة ثانية يرى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، أن الهدف من تسليح المستوطنين هو تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم، وعدم تكرار "أحداث السابع من أكتوبر"، خصوصاً أنهما يعيشان في مستوطنات في الأراضي المحتلة، ويُعدّان من قادة المستوطنين وأبرز المحرضين على العنف واستهداف الفلسطينيين.
ولم يتمكن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) من تجاهل خطورة عنف المستوطنين المتصاعد ضد الفلسطينيين، واتخذ قراراً بسحب "مجموعة من الأسلحة من أيدي المستوطنين" الذي يعيشون خارج المستوطنات في بيوت متنقلة على التلال ومزارع استيطانية استولوا عليها بشكل خاص.
ويعتبر مراقبون أن الحرب شكلت فرصة ذهبية لليمين المتطرف والمستوطنين من أجل تنفيذ برنامجهم الآيديولوجي القائم على التطهير العرقي والطرد الذي تُرجم في عمليات واسعة من السيطرة على الأرض وطرد مئات الفلسطينيين في عشرات التجمعات السكانية في الضفة الغربية المحتلة.
كما يبدو أن الاجتياح العسكري الأخير للضفة الغربية، والذي سماه جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية "المخيمات الصيفية"، والذي تركّز على محافظات، مثل: جنين وطولكرم وطوباس ونابلس، جاء بصورة مختلفة من خلال الاستفادة من تسليح المستوطنين.
وظلت الضفة الغربية محورًا للتوتر المتصاعد منذ عشرات السنين ومع اقتراب كل حملة انتخابية جديدة في إسرائيل، تزداد المخاوف من تصعيد عسكري، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى استغلاله لتحقيق مكاسب انتخابية.
وفي انتظار الانتخابات المقبلة، التي ما زال أمامها عامان كاملان، يحرص بنيامين نتنياهو على اتباع هذا النهج، مستخدمًا القوة العسكرية كوسيلة لتعزيز شعبيته بين قاعدة المستوطنين، بينما يسعى في الوقت نفسه لإضعاف المقاومة الفلسطينية تمهيدًا لتنفيذ مخططاته الإستراتيجية في المنطقة.
ورغم الانتقادات التي يتعرض لها، يبقى نتنياهو متمسكا بقناعته بأنه الشخص الوحيد القادر على حماية مصالح إسرائيل متسلحا بتأييد قطاعات من غلاة المتطرفين في أوساط المستوطنين اليهود.